في قاعة الإنتظار

59 11 31
                                    

في قاعة الإنتظار

كنت أنا أجلس هناك
في تلك الزاوية أنتظر الرحيل
تعرفت إلى الكثير ممن كانوا فيها
وأطلعني الكثير منهم على بعض أسرارهم
وهذا لـ طول الوقت الذي مكثناه بها
فـ لا شيء كنا نستطيع فعله هناك
غير الثرثرة و الإنتظار


في قاعة الإنتظار

قصص و روايات حياتية كثيره
أظن أن القليل فقط من بينها كان صادقًا
أما الكثرة منها
فـ قد كان كذباً مكذوباً


في قاعة الإنتظار

أناس يتكلمون عن أحلام وردية
فـ أرد أنا عن أحاديثهم بـ ابتسامات زائفة
ك موافقة مني لهم على ما يسردون
محاولة مني لـ منح شيئا من الأمل لأصحابها
وإن كنت أعلم جازما أنها لن تتحقق أبدا

في قاعة الإنتظار


قصص أسمعها وأعلم انها مكذوبة
لكنني أتغابى و أتظاهر بالتصديق
فقط
لعدم إحراج أصحابها
لـ أن الحفاظ على الود في قاعات الإنتظار
مهم جدا
بل هو من أولى الأولويات
فلا أحد يعلم كم سـ نبقى بها
ولا طائل لك من كسب عدوٍّ يعاديك
فـ الملل والقلق الروتيني يا صديقي
وحدهما كفيلين بـ أن يكونا
أكبر عدوّين لك وقتها
وبـ المقابل
سـ يجعلانك تداهن الكذابين
لـ أنك لا تكون آبِهاً لـ كذبهم
ما داموا سيخرجون من حياتك قريبا دون رجعه
إذن فلا حاجة لك بمعركة
قد تخسر فيها شيئا من طاقتك
دون سبب مقنع
ضف إلى ذلك
ما يتبعه تعكير ما تبقّى من مزاج


في قاعة الانتظار

تبادل أغلب الراحلين
أرقام هواتفهم
وعناوينهم الجغرافية والإفتراضيه
رغم انهم يعلمون مسبقاً
بـ أنهم لن يتصلوا ببعضهم البعض
وسـ ينسون بعضهم البعض
بـ مجرد الرحيل
إلا القلة القليلة النادرة منهم
سـ يحاولون الإتصال قليلا
ثم تؤول كل اتصالاتهم إلى النسيان
لـ أنهم بشر
والنسيان لا مهرب منه في طبع البشر


أظن أن الجميع يفعلون هذا
في كل القاعات من باب عاطفة لحظية
حين مفارقتهم القاعة لـ ألفتهم لها ولا غير
وإن خرجوا نسوها
وبقيت أشباح وأغبرة قديمة في الذكرى
يتذكرونها أحيانا لـ ينسوها للأبد

في قاعة الإنتظار

قررت أن أكون آخر الراحلين
لـ أني أردت أن أكون أنا
من يطفىء أضواء الفراق
ويغلق أبواب اللقاء بعد الرحيل
فـ أنا لا أحب أبدا
أن يشاركني أحد رحيلي
لـ أني أحب أن أكون في رحيلي
وحيدا غريبا مصاحبا لـ نفسي
التي عَهِدَت مني أن أصحبها معي
في كل رحيل كنت قد رحلته
من قاعات الإنتظار


رحلت من قاعة الإنتظار

لـ أبحث لي عن سفينة رحّالة أخرى
تتوجه نحو أفق جديد
وقاعة انتظار جديدة
أجلس فيها منتظرا رحيلي
في زاوية من زوايا الإنتظار
أستمع إلى حكايا المنتظرين مثلي
وأنتظر رنين هاتفي على إثر اتصال
من أولئك الذين طلبوا رقمي
قبل رحيلهم وأعطوني أرقامهم
أملا منهم ان أتذكرهم يوما
وأتصل بهم سائلا عن أخبارهم

في قاعة الإنتظار

كنت جالسا أنا في تلك الزاويه
انتظر اتصالا هاتفيا
من أولئك الذين قابلتهم
في كل قاعات الإنتظار
التي أنتظرت الرحيل منها سابقا

هـ ـذيـ ـان
ک ـاتـ ـب ثـ ـمـ ـل

هَٓذَٓيَٓآنُٓ كَٓآتِٓبٍٓ ثَٓمِٓلْٓحيث تعيش القصص. اكتشف الآن