ما أودّ حقا فعله .. !!!

54 10 23
                                    

أ تعلمين يا صغيرتي
أني وفي الكثير من الأحيان
تراودني فكرة أرغبها بِـ شدّة
هي أن أقوم من مكاني
لِـ أخرج من غرفة نومي
وأمشي في رواق المنزل
متجها نحو الباب الخارجي أفتحه
وأخرج إلى الشارع بما علي من ثياب نوم
ف أمشي وأمشي وأمشي وأمشي
وأظل ماشيًا في طريق مستقيم
إلى هدف معين أقصده دون توقف
أمشي حتى ينتهي العمران من حولي
ثم أمشي وأظل ماشيا
إلى أن أدخل عمرنا جديدا لا أعرفه
وأظل ماشيا في خط مستقيم دون توقف
حتى أصل إلى غابات زيتون وأرز وخيزان
فأقطعها ماشيا دون توقف
ودون الإلتفات إلى خلفي
حتى أن أدخل الصحراء
وأنطّ من فوق كثبانها
وأظل ماشيًا في خط مستقيم
غير مبال تماما بكل مسافة قطعتها
قاصدا هدفا صبوت إليه
ماشيا دون توقف
وحينما أتعب من المشي
أنام تحت نخلة في البرية
مربوطة ناقة إلى جدعها بإحكام
فَـ أشرب أنا من لبنها الصائغ
وأسأل أصحاب الخيام طعاما
فـ آكل وأرتوي ثم أنام

وحينما أرتاح من تعبي
أقف كي أواصل مسيرتي
وأظل ماشيًا تاركًا كل شيء خلفي
حتى يترائى لي عمران جديد وبلد جديد
فَـ أظل ماشيًا قاصدا هدفي بِـ خط مستقيم
ودون توقف
إلى أن أصل لشفا البحر
ف تترائى لي أول سفينةً منطلقة كي تشق عرضه
أركبها وأظل ماشيًا
ألف سطحها وأدور من فوقه في دوائر
حتى نصل إلى قارةً جديدةً
ف أنزل لِـلبروأمشي في خط مستقيم دون توقف
قاصدا هدفي وأظل ماشيًا وماشيًا وماشيًا
إلى أن ألتف حول النصف الثاني للكرة الأرضية
ويتجلى لي بيتك
من بين كل ذلك العمران الجديد
فَـ أقصده
وأتسور السور إلى الداخل
ثم أتسلق جدار نافذة غرفتك
لِـ أشاهدك نائمة في فراشك ك الملاك
ف أنحني لأقبل جبينك
وأشم عطرك
ولا أكتفي
إلا بالإستلقاء إلى جانبك
كي أكحل عيني بـك
وأذوب في وهج محياك
وأبقى على هاته الحال
أتلمس وجنتك
إلى ما قبل الفجر
لأخرج من نافذة غرفتك
وانزل من على جدارها
وأتسور السور إلى خارج بيتك
فأعود أدراجي ماشيا
في خط مستقيم
ودون توقف
حتى أصل لِـ تلك السفينة
التي تهم بالعودة للطرف الذي قدمت منه
فاركبها وأظل ماشيا من فوقها في دوائر
إلى أن ترسو في مرساها القديم
لِـ أنزل من فوقها على البر
وأظل ماشيا في خط من مستقيم
دون توقف
أجوب العمران والغابات والصحاري
ماشيا وماشيا وماشيا
دون الإلتفات إلى الخلف ومن دون توقف
حتى أصل إلى العمران الذي أقطنه
فـ أعود في النهاية إلى بيتي
وأفتح بابه وأمشي في رواقه
قاصدا غرفة نومي
ألجها وأرتمي في فراشي وأنام


برهة من وقتك

إن أعجبتك خربشاتي الي أكتبها
فلا تقف عند القراءة
بل قم بالتصويت والتعليق
واضافة الكتاب إلى قائمة قراءاتك
وإن كنت متفرغا
فقم بدعوة بعض أصدقائك
للإطلاع عليها
فربما ستعجبهم
ولي أنا شرف
إمتاعك وإمتاعهم

مع تحيات

هذيان كاتب ثمل

هَٓذَٓيَٓآنُٓ كَٓآتِٓبٍٓ ثَٓمِٓلْٓحيث تعيش القصص. اكتشف الآن