#قلوب_غلف
#الحلقة_الثالثة
#دنيا_الشملوليتحدثان بشأن الصفقة الجديدة، وحسام يُبدي ملاحظاته بها، وآريان لا يفعل سوى الاستماع بشكل جيد، وما إن انتهى حسام من سرد ما لديه حتى تحدث آريان ببعض من الثقة:
- لا نريد أن نفكر بسلبية، إن استطعنا تمويل هذه الشركة ستكون لنا نسبة بأسهمها.
- وما حاجتنا بما تتحدث عنه يا آريان؟ أموالنا معنا، وشركتنا يمكننا أن نوسع منها دون اللجوء للمخاطرة.
زفر آريان وهو يعود إلى ظهر مقعده، تحدث محاولًا إقناع حسام بوجهة نظره:
- تمويل شركة برأس مال يضمن لك أسهمًا بها ليس بالأمر السيء كذلك.
- تذكر أنك أنت من أخبرتني كونك لم ترتح لها.
- كان هذا قبل أن أتدبر أمرها وسُمعة من سنعمل معهم.
أصدر صوتًا دون أن تنفرج شفتيه مع إماءة رأسه وهو يستنتج:
- إذًا لقد اتخذت قرارك، وماذا أتوقع من شخص معتو...
أشار له آريان على فمه ليبتلع حسام كلمته متذكرًا كلمات أسيل المحذرة من تبادل الألفاظ بينهما، رفع كوب قهوته، وارتشف آخر قطراته قبل أن يزفر في حنق ناظرًا لآريان الذي يسجل بعض أشياء فوق أوراق بيضاء أمامهما، ثم تحدث آريان مقترحًا:
- دعنا نذهب لنأكل شيئًا، ثم نعاود التفكير بشكل أوسع. الأمر يستحق صدقني.
بالفعل غادرا الشركة متجهين لأحد المطاعم، طلبا ما يريدانه ثم انخرطا في الحديث عن العمل من جديد، وبينما هما على وضعهما هذا فإذا بفتاة تلِج من باب المطعم، لفتت انتباه آريان لكونها ترتدي الفيروزي، وهذا لونه المفضل، أو هكذا كان يقنع ذاته، جلس مقابلها أحدهم، ولا يزال يختطف النظرات إليها، وما إن رأى ضحكتها التي لم يسمع لها صوتًا حتى وضع يده تجاه قلبه، هذا فوق الاحتمال، فجأة أتت أسيل على باله، تخيلها وهي تراه يختطف النظرات لفتاة ما، بالتأكيد كانت لتخبره أن ما يفعله خطأ، وأنه كما تدين تدان، وكما نظر هو لإحدى الفتيات فسينظر أحدهم لها، كانت لتسأله أين غض البصر، وكيف سيقف بين يدي الله وقد عصاه بنظرة... كل هذه الأفكار كانت تحلق أمام عينيه ونظراته لا تزال عند تلك الطاولة، انتبه ليد حسام التي ضربت الطاولة أمامهما بخفة، تنحنح وهو يقلب الطعام الذي تركه العامل منذ دقائق، كان ينقصه أن يمسكه حسام متلبسًا بالنظرات لإحداهن، ولكن هيهات أن يفوت حسام شيء كهذا.بقي الأخير يناظره بعينين تنطق سخرية، وتعلُ شفتيه ابتسامة جانبية خبيثة، انتبه آريان لابتسامته فرفع له حاجبًا وحرك رأسه لليسار بمعنى "ماذا"؟ ضحك حسام من قلبه هذه المرة وهو يسأل:
- هل سحبت عقلك ولسانك يا مسكين؟
ارتبك آريان وهو يعاود تقليب طعامه، ثم برر بصوت ضعيف:
- عما تتحدث! أنا فقط أحب اللون الفيروزي كما تعلم.
- ومن ترتدي اللون الفيروزي كذلك تجذب النظر، تمتلك عيونًا من نفس اللون تقريبًا، كما أن ابتسامتها ناعمة و...لم يكمل جملته بسبب ضرب آريان للطاولة بقبضة يده في عصبية واضحة وهو يهدر من بين أسنانه:
- توقف عما تقوله يا حسام، ما هذا الهراء؟!
- ما الذي يُغضبك يا رجل؟ أنت جذبك لون الفستان، وأنا جذبتني من ترتد...
ابتلع كلماته حينما سحب آريان مفاتيح السيارة والهاتف، وتحرك بعدما هدر بضيق:
- أنت حقًا لا تُطاق، أنا ذاهب.
- انتظر يا آري، أنا فقط أمزح.