#قلوب_غلف
#الحلقة_السادسة_عشرة
#دُنيا_الشملولتجلس في حلقة دائرية بأحد حدائق الجامعة، وحولها العديد من الفتيات القارئات، تحدثت أسيل:
- اسمعوني جيدًا، ما نحن فيه من انحدار في الأدب وأهله، وما نعانيه نحن القراء من صدور كتب وروايات لا تمت للأدب بصلة فدعونا نبدأ بأنفسنا، هؤلاء الذين يكتبون من أجل شهرة زائفة لا يهمهم حتى نقاد جيلهم وما يقولونه عن أعمالهم، بل إن نقد العمل يدعو المرء لخوض تجربة القراءة، وسواء تم شراء العمل إلكترونيا أو ورقيًا فالكاتب رابح، ولقد وصل لمبتغاه وهو أن يشغل حيزًا من وقتك كي تعتمد أفكاره وتقرأ كلماته، وكل قارئ يثور للأدب يقوم بشن حرب ضد هذه الكتابات، وما لا نعلمه أن هذا يزيد من شهرتها وشهرة كاتبها الذي قد يُعمل ضميره فيما بعد ويعتمد كتابات جيدة المحتوى بعد أن وصل لمبتغاه من الشهرة، أنا أحسن الظن الآن وأخبركم أنه سيعمل ضميره فيما بعد، ولكن ما نواجهه الآن هو سلاطة لسان من الكاتب يردع من يسيء لما يكتب، أو تجاهل من الكاتب فيتركك تحترق أنت وأعصابك.صوت إحدى الفتيات تعلن عن رأيها:
- ما عاد هناك سبيل يا أسيل، لقد اندثر الأدب وانتهى الأمر.
- إن كان هذا تفكيرنا فلن نقرأ سوى ما خلفه وراءهم أدباءنا الراحلين، ولكن يجب أن نكون على قلب رجل واحد ونسعى للتطهير، هكذا أمرنا الله ورسوله بتغيير المنكر حينما قال رسولنا في حديثه: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان"، وما بأيدينا الآن من محاولات تطهير هو أن نسعى لجعل القارئ يختار ما يقبل على قراءته.
- إن استطعنا تطهير عقول القراء فستتطهر الأقلام رغمًا عن أنف مالكيها، أو سيتركون المجال لأهله.
هكذا أبدت ميار رأيها، فما كان من فتاة بينهم إلا أن تسأل:
- وكيف نسعى لشيء كهذا في ظل هذه الموجة العاتية من انحدار الذوقية والتذوق في القراءة؟أخذت أسيل شهيقًا قويًا أخرجته دفعة واحدة وهي توضح خطتها:
- بإنشاء مسابقات قراءة في كل مكان يصدر عنه الأدب، سنقوم بتنشئة الأجيال القادمة على الأدب، هذه المسابقات من شأنها أن تجعل القارئ يتذوق حلاوة الأدب فيشعر بدناءة ما كان يقرأ قبله.
- لا تنسي أن الكتاب الجدد لا يملكون حصيلة لغوية كافية، ومن يملك ذلك فهو يستفيض بما لديه.
قالتها فتاة أخرى، فتوقفت أسيل لدقيقة وهي تفكر بصدق ما تقوله صديقتها، فتحدثت ميار:
- إذًا لتكون حملتنا هي تطهير الأدب وتوازن اللغة.
- كيف لنا أن نفعل؟
سألت أسيل فأجابت ميار:
- بنفس طريقة التطهير، زيادة عليها أن نقوم بطلب تحليل للغة كل كاتب معاصر، ونعتمد على عاشق للغة في تيسير ما يجب تيسيره وتوزيع قوة اللغة على العمل بطريقة غير ثقيلة على عقل القارئ ونفسه.
فكر الجميع في هذا الحل الذي تناسب فعليًا، ما بقي الآن ليس سوى الانطلاق في هذه الحملة، وهذا ما اتفق الجميع على فعله مع كل إجازة دراسية، بدأت ميار بإنشاء مجموعة تخص هذه المسابقات والقراءات، وسعت أسيل في البحث بين الكتاب المعاصرين والذين يملكون قلمًا جيدًا يستحق الظهور في ساحة ملأها الترهات، وتم توزيع المهام على كل فرد بين الفتيات، والجميل بالأمر أن الدائرة تتسع، والأمور تسير بنصاب جيد لم يتوقعه الكثيرون منهم، لكن أسيل قالتها جملة واحدة وفت الأمر برمته "السعي خلف الخير لا يكون نتيجته سوى الخير، تلك ثقتنا بالله".💮------💮------💮------💮
تتبع....