#قلوب_غلف
#الحلقة_الرابعة
#دُنيا_الشملولتقترب بخطوات حثيثة، تنظر إليه كيف يسقط في نوم عميق، ناظرته بتفكير بأي طريقة ستفزعه هذه المرة، ولكن قبل أن يهديها التفكير لأي طريقة- خرجت صرختها التي جعلت والدتها تأتيهما ركضًا في فزع، لتجد آريان يجلس في نهاية الفراش ساقطًا في نوبة ضحك جعلت الدماء تضخ في وجهه بقوة، بينما تجلس أسيل بجانب الفراش واضعة يدها على قلبها وهي تردد الشهادة، تخصرت وهي تتحدث إليهما في ضيق حقيقي:
- ألن تتوقفا عن هذا الهراء؟ سيتوقف قلبي بسببكما.
آريان بعد أن التقط أنفاسه:
- من أعمالها يا أمي، لقد كانت تقف فوق رأسي وتدبر لي مكيدة جديدة، لم أفعل أكثر من كوني مددت يداي من أسفل غطائي ممسكًا بقدميها.
سقط في نوبة ضحك أخرى لتقف أسيل فجأة، وقامت بإلقائه بجميع الوسائد وهي تتوعده، وانتهى الأمر بهما يجلسان إلى الفراش ضاحكين معًا. بينما خرجت الأم تنهي تجهيز الطعام من أجلهما، وبعد إنهاء طقوسهما ومغادرتهما وصل بها إلى الجامعة لتغادر السيارة بعد أن أهدته نظرة متوعدة أخرى، ليضحك عليها من جديد.💮------💮------💮------💮
في كافتيريا كلية هندسة...
تجلس مِيار وهي ترتشف فنجان قهوتها مع قراءتها لإحدى الروايات الرومانسية باستمتاع واندماج قطعه صوت رجولي من خلفها حينما سحبها من بين يديها مُغلِقًا إياها، ثم جلس مقابلها وهو يقول مازحًا:
- لا يأكل عقلك الصدئ هذا سوى هذه السخافات التي تقبلين على قراءتها.
- أشعر بالملل، ماذا أفعل؟
- وهل قصص الحب هي ما ستُملي عليكِ أوقات مللكِ؟
- اصمت يا آدم، أعطني روايتي، ثم لمَ أنت هنا باكرًا؟
ضحك آدم عليها وهو يجيبها:
- أي بكور هذا يا ابنة العمة؟ الساعة تخطت العاشرة.
- ماذا؟ هل حقًا ما تقول؟!
قالتها بصدمة وهي تنظر لساعة هاتفها، ثم ضربت جبينها متابعة:
- لقد أضعت المحاضرة!
- تتركين ما وراءك وما خلفك، وتجلسين في اندماج مع رواية رومانسية، طبيعي جدًا أن تضيع جميع محاضراتكِ وليست واحدة. هذا الوضع لا يعجبني، ويبدو أنني سأخبر عمتي بالأمر.
- وهل هذا سيفرق معها!
استشعر نبرة الحزن في صوتها، سأل مستفسرًا عما حدث وعن سبب حزنها هذا، وهي بدورها لم تبخل بما حدث معها بالأمس من مقابلة ذاك المعتوه من وجهة نظرها، لقد دبرت والدتها ووالدته مقابلتهما كي يتعرفان إلى بعضهما.
- اسمعيني يا ميار، أنا كأخيكِ، وبالتأكيد تهمني مصلحتكِ كثيرًا، لا تُغلقي على نفسك بهذا الشكل، اعطِ ذاتك والشاب فرصة، تقولين أنه مشارك بأسهم في شركة توريد إلكترونيات.. أي أنه اجتماعيًا وتعليميًا جيد، ويبدو أنه جيد في أخلاقه؛ بما أنه لم يقُل زيادة عن انعدام الذوق لديكِ.
اغتاظت ميار وألقت بالكتاب عليه وهي تسأله:
- وماذا كنت تريده أن يقول؟ أتعلم؟ أنا المخطئة لأنني أخبرتك بشيء.
ضحك آدم عليها، فهي سهلة الاستفزاز، ولكنه ابتلع ضحكته حينما رآها تتابع إحدى الفتيات، دقق النظر لها فوجدها نفسها التي يلاحقها مصطفى، ابتسم للتعبير، وبقي يراقبها هو الآخر حتى استقرت بإحدى الزوايا وهي تصب تركيزها على هاتفها.
نهضت ميار من مكانها بعد أن استأذنت آدم، ذهبت باتجاهها في خطوات حثيثة، هي لا تعلم سبب ذهابها إليها حتى، ولكن لا بأس ببعض المضايقة.