#قلوب_غلف
#الحلقة_العاشرة
#دُنيا_الشملولترجل من سيارته بعد بعض الوقت الذي قضاه شارد الذهن داخلها، لقد رأى علاقة آريان وحسام وأسيل اليوم، لم يلحظ نظرة على أحد الشابين تدل على شيء سوى الأخوة، يحبون بعضهم جدًا، ولكن ليس كما يحب هو نوران، إنه يحبها بطريقة أخرى، الأمر الذي يجعله يكاد يجن، هو بحاجة لأن يفهم ما هو فيه، بحاجة لأن يُفسر له أحدهم كيف لأخٍ أن ينظر لأخته نظرة تتعدى الأخوة. تنهد بقوة وهو يأخذ طريقه لغرفتها، وجدها نائمة في سبات عميق، جلس إلى جوارها وأخذ يتأمل وجهها لبعض الوقت، أزاح خصلة نارية تمردت فوق جبينها ووضعها خلف أذنها، تحدث بهمس وقد غادرت جفنيه دمعة حارقة:
- هناك شيء خاطئ، شعوري تجاهك يكبر بطريقة غريبة، لم أعد أفهم ما يحدث معي...
تقاذفت عبراته عن جفنيه في سرعة كأنها وأخيرًا تم الإفراج عنها، أزالها عن وجهه بعنف، لكن بعضها كان قد استقر فوق وجنة نوران التي عقدت حاجبيها بانزعاج، فتحت عينيها في بطء وما لبثت أن انتفضت في مكانها فزِعة، أعلنت الشهادة وهي تضع يديها فوق قلبها تهدئ من روعها، ثم تحدثت:
- لقد أفزعتنـ...
ابتلعت باقي حديثها وهي تراه على حالته، اقتربت محتضنة وجنتيه بين كفيها قائلة بقلق:
- نوار! ما بك؟ ماذا حدث؟ لمَ هذا البكاء؟
- ولِمَ أنتِ قلقة بشأني هكذا؟
قالها قبل أن يداهمه الفواق، استشعرت كونه غير واعٍ، تحدثت في قلق:
- نوار! هل أنت بخير؟
- بخير.. أنا.. بخير.
شهقت حينما اشتمت تلك الرائحة، سألته وهي تتمنى النفي:
- نوار.. هل.. هل أنت مخمور؟
نظر لها من دون تعبير، فزعت وهي تراه يقترب منها، تحدثت بتوتر وهي تشير للخارج:
- نوار، اخرج من غرفتي.
- ولماذا لا تخرجين عن بالي وقلبي؟
قالها وكان لا يزال يقترب منها، دفعته بقوة وقد انفجرت عبراتها وهي تصرخ فيه:
- أفِق يا نوار، أنا نوران، أنا أختك، أفق، لماذا تفعل ذلك؟!
بقى يناظرها لأعين زائغة، دفعته بقوة أكبر وهي تهدر فيه بألم توسط قلبها من خذلانه لها:
- لماذا شربت تلك النجاسة! أنت لست كذلك يا أخي، أخبرني لماذا؟
وقف يوسف مكانه يحدق بها بضياع، إن كانت كما تقول أخته فلم تلك المشاعر التي تجتاحه؟! إن كانت كما تقول لمَ لا يشعر بها كأخت له! لمَ يتحرك قلبه لها بهذه الطريقة! لم لا يمكنه التعايش بطبيعية وهي قريبة منه! تحدث أخيرًا وهو ينظر لها وكأنها غرست خنجرا في قلبه:
- لكنني لا أراكِ كذلك.
ناظرته بذهول وهي لا تكاد تصدق ما تسمع، صرخت به بهستيريا:
- هل جننت يا نوار؟ أنا نوران، أفق مما أنت فيه.
أنهت جملتها تزامنًا مع صفعة هوت فوق وجنته جعلت وجهه يلتف للجهة الأخرى. أغمض عينيه دون أن يحرك رأسه، وأمسكت هي بيدها التي صفعته باليد الأخرى وأخذت تعض عليها، أجفلهما صوت والدتهما التي أتت ويبدو على وجهها الفزع، بل ويبدو أيضًا أنها موجودة منذ مدة، ذهبت إليها راكضة، فاحتوتها الأم بين ذراعيها وأخذت تهدئ من حالتها، تحرك نوار من الغرفة صافقا الباب خلفه بقوة مما جعل نوران تنتفض بخوف، أخذت والدتها تربت على كتفها محاولة بث الطمأنينة في قلبها، تحدثت نوران من بين دموعها وشهقاتها:
- ما الذي يقصده كونه لا يراني أخته؟!
- إنه غير واعٍ، لا تخشي شيئًا، حاولي النوم، وسأذهب لأرى ما به أو سأهاتف والدك لأرى سبب هذه الحالة.
خرجت من الغرفة وقلبها يعتصر بداخلها، هل يعقل أن انفصالها عن زوجها وبُعد نوران ونوار عن بعضهما هو سبب ذلك الشعور بداخل ابنها؟ بالتأكيد لا، مهما كان فهما توأم، ولكن ما سبب حالته هذه وحديثه! الأفكار تعصف بقلبها وعقلها.
بينما استقل نوار سيارته وانطلق بها دون وجهة، أفكار قلبه وعقله هي ما تعصف به، والرؤية تتحول للضبابية شيئًا فشيئًا، ألا تكفيه غشاوة عقله وقلبه لتزيد عينه الأمر عليه!
💮------💮------💮------💮تتبع....