#قلوب_غلف
#الحلقة_السادسة
#دُنيا_الشملولاليوم لا دراسة لديها، لذا قررت أن تقضي بعض الوقت خارجًا، رفعت الهاتف كي تتواصل مع آريان لربما كان لديه وقتًا ليخرج معها قليلًا، أوقفها التاريخ الذي ذكرها فورًا ببقاء أسبوع بالضبط على تاريخ مولد حسام، ابتسمت ابتسامة هادئة وقد قررت وجهتها، خرجت تستأذن والدتها، ثم تحركت حيث الشركة، أهدت موظفة الاستقبال ابتسامة هادئة ثم ولجت بعد سماح آريان للطارق بالدخول، وجدته منكبًا على بعض الأوراق ويبدو عليه الإرهاق، تحدثت بمرحها المعتاد:
- كيف الحال دون أن أوقظك فزعًا اليوم؟
- وكأنك لا تخشين ما سأفعله بكِ كآخر مرة!
- لقد كانت مجرد مزحة، لا تأخذ الأمور بجدية هكذا.
- اطلبي ما تشائين حتى أنتهي مما بيدي لأرى مرادك.
فكرت لدقيقة ثم تحدثت مبتسمة:
- سأذهب وأحضر بنفسي ما أريد.
- هل أعجبكِ المصعد أم ماذا؟
- توقف عن إزعاجي، سأحضر ما أريد ريثما تنتهي، لا أريد أن أجلس دون فعل شيء.
- حسنًا حسنًا.. اذهبي هيا.
خرجت من المكتب، وبينما تستدير لتذهب فإذا بها تصطدم بحسام، شهقت وهي تكتم فمها لكيلا تصدر صوتًا، ثم تحدثت متذمرة:
- يا هذا ألا تصدر صوتًا أثناء سيرك!
- وهل من الطبيعي أن يصدر المرء صوتًا وهو يسير!
صوت ضحكة أنثوية جعلتهما ينظران تجاه موظفة الاستقبال التي رفعت يديها استسلامًا واعتذارًا، ضحكت لها أسيل وهي توجه السؤال لها:
- أسألك الأمانة، ألا يُصدر المرء صوتًا أثناء سيره؟
- ربما تقصدين صوت الحذاء على الأرضية، ولذلك فالإجابة هي بلى.
- وما الذي سأقصده غير ذلك؟
قاطعها حسام هذه المرة وهو يجذب أذنها من فوق الحجاب:
- أنتِ تعلمين جيدًا أنكِ ما كنتِ تقصدين صوت الحذاء يا فتاة، لذا لننهي هذا الأمر وأخبريني إلى أين أنتِ ذاهبة.
- هذه ليست طريقة تعامل يا أخي، هلا تركت أذني!
قالتها وهي تقوس شفتيها للأسفل ناظرة له نظرة طفولية مسكينة جعلته يترك أذنها وهو يزفر غيظًا، تحدثت إليه بعد أن عدلت من هندامها:
- حسنًا.. كنت ذاهبة لأجلب بعض القهوة والمعجنات من أجلي وآريان، يبدو مُرهقًا جدًا.
- سآتي بصحبتكِ، هيا بنا.تحركا معًا وبدآ بجلب ما يريدان، ثم صعدا لمكتب آريان الذي رفع نظره إليهما وعينيه متسعة، أشار لما يحملانه وسأل مستنكرًا ومتعجبًا:
- ما كل هذا؟
- هذه المجنونة كادت تجعلني أجذب خصلاتي من منابتها، لقد عمدت لشراء الكثير من أكياس المقرمشات، وكلما قابلنا موظفة ذهبت معطية إياها، وإن قابلنا موظف أخذت عني الكارتون وطالبتني لإعطاء الموظف كيسًا، لقد ضاعت هيبتي بهذه الشركة.
تحرك آريان من خلف مكتبه ليرى ما وضعه حسام فوق الطاولة الأمامية، نفى في يأس وهو يقول:
- هل كنت بكامل عقلك وأنت تفعل هذا؟
- ماذا دهاك يا أخي! اترك الموظفين يفرحون.ضرب كفيه معًا ثم تحدث وهو يكز على أسنانه:
- ستقتلانني يومًا، يا هذا.. الأمور الإدارية في الشركة بحاجة لمراجعة، دعنا نعقد اجتماعًا نهاية الأسبوع لنناقش بعض الأمور الهامة.
- ذكرني حينما يأتي نهاية الأسبوع.
ألقى آريان أحد الأكياس عليه وهو يتحدث في سخط:
- ألا يمكن الاعتماد عليك في شيء أبدًا!
قالها والتف عائدًا إلى حيث مقعده، ليصعد حسام فوق المكتب بركبتيه وهو يتحدث بمزاح:
- وكأنك نسيت من يحمل أعباء الشركة حينما تكون غائبًا أو في مزاج غير رائق.
- انزل يا هذا.
- لو لم تعترف بفضلي سألقي بنفسي من فوق المكتب.
- كأنني أهتم!