نداء الكروان

الفصل العاشر...

الفصل العاشر...

مساءاً

وضعت يدها أسفل خدها متنهدتاً بعمق شديد و ذرات الهواء الشديد تلاعب خصلاتها الفحميه وهاتفها بين يديها تنظر لأسمه المنحوت على الشاشه بتردد وحيره

وضعت الهاتف بعد إن أغلقته على حافة الشرفه قائله بعدم رضاء وهي تحادث نفسها :- هل جننتي يالهفه !! بالله علي سأتصل به ماذا سأقول ؟

أنكست رأسها بحزن وهي تردف بشوق :- لكنني أشتقت له كثيراً

زفرت بعنف وهي تعاود نظرها لأضواء المدينه بهدوء لتمر الدقائق عليها تباعاً وتدخل بشرودها التام به كعادتها متذكرتاً كل لحظه قد جمعتها به

أبتسمت بحنو وهي تتذكر كيف خفف عنها حزنها من كلمات شقيقها لتعيش معه يوم ساحر لن تنسى تفاصيله ماحَيت

رنين هاتفها الصاخب أخرجها من شرودها بعنف لتنظر نحوه بغضب كامن بإخراجها من لحظتها المليئه بلوعه لتأخذه بحده وتتصنم لعدة دقائق عندما رأت أسمه يزين منتصف الشاشه ودون وعي ردت بلهفه تجاري أسمها قائله بسعاده تبطنت بصوتها :- أهلاً ليث

أتاها صوته المرتبك قائلاً :- مرحباً لهفه كيف حالك ؟! أتمنا بأنك بخير

أغمضت عينيها وهي تطرب مسامعها لنوتات صوته الرخيم متخيلتاً صهباوتاه الملتمعه كلما نظرت نحوهن :- بخير الحمدلله كيف حالك أنت

أنا بخير ؛ أحببت أن أطمئن عليك وعلى خالتك فقد علمت من عِمران بأمر مرضها قالها بهدوء

أبتسمت بأمتنان :- الحمدلله هي بخير وحالتها أقرب إلى التحسن شكراً لسؤالك

أردف بعدم رضاء :- منذو متى أصبحت بيننا الرسميات بشكر وغيره يا لهفه

ضحكت بخفه لتعنته المرتبط بكلماته قائله :- لم أقصد ايها المتذمر

تغلغلت السعاده لمنتصف قلبه منتشرتاً في جوفه مع كل أهتزازت ضحك خرجت منها ليكمل كلماته بمزاح وتتعالى الضحكات بينهم غير شاعرين بكم الساعات المنصرمه فيما بينهم

※※※※※※※※※※

وضع الحطب على نار المدفئه الحجريه التي بدأت بالبهتان ناكشاً إياها بسيخ حديدي جعلت من شراراتها بالتحرر

الشاي قالتها بأبتسامه هادئه وهي تجلس بجانبه أمامهم المدفئه وتمد يدها بالكوب

أبتسم بوَله وصبابه وهو يأخذ منها الكوب يرتشف أول رشفه منه قائلاً بتلذذ :- تسلم يدك يا نسمه لم أحب يوماً شاي غير شاي والدتي لكنك كسرتي هذه القاعده

ضحكة نسمه مجيبه :- هذا يذكرني بأول يوم أتيت به

جلس بجانبها قاتلاً أي مساحه بينهما مردفاً بضحكه متعجبه :- يذكرك بماذا بضبط