الفصل الثالث عشر (الجزء الثاني)

107 16 8
                                    

عندما كان ياسين يقرأ كتاباً قَطعَهُ إتصال فنظر لشاشه هاتفه فوجد رقم غريباً يرن عليه تردد ف البدايه أن يجيب ثم حسم أمره وقرر الاجابه
ياسين :السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الطرف الاخر :وعليكم ورحمه الله وبركاته ياشيخ ياسين
شعر ياسين أن الصوت مألوف لديه فقال :لو سمحت مين معايا
الطرف الاخر : أنا حمزه يا شيخ
حاول ياسين التذكر لكنه شعر أن الاسم مألوف فقال : معلش مش مُتذكر حضرتك
حمزه :أنا اللي كنت أتقابلت مع حضرتك ف المسجد ف صلاه المغرب إمبارح يا شيخ أفتكرتني
ياسين بتذكر :أه أه أفتكرت أزيك يا حمزه
حمزه :الحمد لله يا شيخ
ضحك ياسين ثم قال له :يابني أنا زي أخوك الكبير الفرق بينا مش كتير أوي كدا عشان تقول لي يا شيخ
حمزه :أسف ياا
ياسين :هاا
أكمل حمزه مبتسماً: يا ياسين أنا ليا الشرف طبعاً أنك تبقي أخويا الكبير أنا بس كنت مفكر لما سمعت صوتك ف القرءان وكدا فكرت أنك شيخ
ياسين :لا يا سيدي أنا مش شيخ ولا حاجه بس صوتي الحمد لله حلو وببقي ساعات أتخذ حوار إمام مسجد لو حد طلب مني بجانب الجامع اللي قريب من بيتنا
حمزه بإحراج : أنا أتصلت عليك عشان عاوزك تساعدني أتغير
ياسين : عيوني يابو الحوازيم تحب أبدأ كلامي منين
وبلاش الاحراج اللي ملاحظه ف صوتك دا المفروض تبقي فخور وفرحان أنك ربنا هداك وعاوز تتغير غيرك لا
حمزه أبتسم علي كلامه وقال في حماس : تعرف ممكن أقول حاجه مفرحاني أوي عاوز أحكيها لك لان حقيقي أرتحت لك وفرحان أن هيبقي ليا أخ كبير لان ليا أختين واحده معايا وأكمل بحزن والتانيه ماتت
ياسين :ربنا يرحمها يارب ثم أكمل بمرح حتي يزيل عنه حزنه قول يا عم أنت هتعمل جو الدراما ومش هتقول أي فرَّحك جايز أفرح معاك
تذكر حمزه الامر وقال : بعد ما قابلتك إمبارح
Flash back
عندما تحدث حمزه مع ياسين ذهب بعد صلاه الغرب إلي منزله
أخذ يتذكر كل مُنكر وذنب أقترفه في حياته أثناء سيره وشعر بندم شديد علي ما فعله وعلي ما أضاعه في عمره في اللهو متناسياً أن الله يمكن أن يقبض روحه في أي لحظه ويُرسل له ملك الموت فلا يستطيع أن يخبر بأن ينتظره حتي يتوب
ودخل منزله البسيط في إحدي أحياء الاسكندريه

دخل وجد المنزل هادئ فقرر في نفسه شيئا ودعا الله أن يُعِينُه عليه طرق الباب علي غرفه أخته وبعد مده قصيره فتحت له
فنظرت له بإستغراب فهو دائماً ما كان يدخل دون إذن ويُهِينوها وسرعان ما تحولت نظراتها إلي الخوف ظنًا منها أنه سيؤذيها فنظر لها بعد أن شرد قليلاً فيما سيقوله فرأي ملامح الرعب أرستمت علي محياها فشعر بغصه مريره وحزن شديد علي حال أخته التي من المفروض أن يكون مصدر أمانها أصبح مصدر خوفها فقام فجأه بدون إستئذان بإحتضانها وأجهش في بكاء مرير فأندهشت أخته بشده وفتحت عيونها علي وسعها وسرعان ما تداركت الامر فأخذته معها لداخل غرفتها وأجلسته علي سريرها وأخذت تمسح علي رأسه حتي يهدأ وبعد مده هدأ وأبتعد عنها وأمسك بوجهها بين كفَّيه وأخذ يردد بندمٍ شديد " أسف أسف يا مليكه أسف علي كل مره أذيتك فيها أسف علي كل مره كنت قاسي بدل ما أكون الضهر اللي تتسندي عليه أسف علي معاملتي معاكوا وسهراني لوقت متأخر وسايب البيت علي أكتافك أسف أوي ثم مسح دموعه التي أغرقت وجهه وقال "هعوضك هعوضك عن كل حاجه وهتغير هتغير وهبقي أحسن هسيب الزفت السجاير اللي كنت بشربها هبطل سهر ههتم معاكي بماما هرجع أصلي وأبقي كويس هرجع حمزه القديم اللي كان موجود قبل وفاه بابا أنا كنت زباله أوي لما فكرت أن البعد عن ربنا واللجوء للسجاير والسهر بينسي الحقيقه هما ما هما إلا ذنوب وضياع
ضياع لفلوس المفروض أستخدمها لعلاج ماما و لدراستك
بس صدقيني هرجع أشتغل وأحاول أعوضكوا عن كل اللي فات "
مليكه وقد أمتلأت عيونها بالدموع وأحتضنت أخيها فرحً برجوعه وأنه قرر الخروج من ظلمته  والعوده لنور الله قبل فوات الاوان
وقالت : أنا هساعدك هساعدك يا حمزه وهكون معاك ونبقي سوا و مع بعض هتبقي أحسن وترجع حمزه اللي كان مش بيسيب فرض و قريب من ربنا والسند بتاع العيله
فأزالها حمزه من حضنه ونظر لوجهها بعدم تصديق : هت هتساعديني بجد بعد كل اللي عملته
مليكه : أنت أخويا يا حمزه مهما كنت أخويا وأهم حاجه أنك عاوز تتغير ربنا غفور رحيم يا حمزه وأكيد لو قلبك قرر التوبه ربنا هيقبل توبتك ربنا فاتح أبوابه ف كل الاوقات
" إن الله تعالي يبسُط يده بالنهار ليتوب مُسيئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار حتي تطلع الشمس من مغربها "
ربنا هيقبل توبتك يا حمزه وأثناء حديثهم أذن المؤذن لصلاه العشاء
فقالت مليكه : حمزه أنت سامع ربنا بينادي عليك الله أعلم جايز تبقي إشاره إنه بيقول لك تعالي يا حمزه أبوابي مفتوحه هقبلك تعالي هغفر لك تعالي هكون معاك
فأبتسم حمزه وأتسعت إبتسامته بشده وقال : ياا كرمك يااارب
وذهب لأداء صلاه العشاء ف المسجد القريب
وعندما عاد وجد أخته تنادي عليه وتأتيه مُهروله ففزعل بشده من منظرها
Back
ياسين بفرحه : كمل يا حمزه كمل أي حصل
أرتسم الالم والحزن علي ملامح حمزه وقال : أمي روحت لاقيت أمي الست المريضه اللي أنا بإهمالي زاد مرضها وأنا دلوقت بكلمك من المستشفي
فزع ياسين من كلامه وقال : مستشفي أي
حمزه بألم : مستشفي الامل
ياسين : طب أستني شويه وأكون عندك ومتخافش يا حمزه أنا معاك ودا أكيد أمتحان من ربنا دقايق وأكون عندك
أرتدي ياسين بنطال جملي فاتح و قميص أزرق فاتح وصفف شعره جيداً وهذَّب لحيته وأخذ بعض الاشياء وخرج مسرعاً فقطعته والدته بقولها :رايح فين يبني
ياسين :مفيش يا أمي واحد صاحبي محتاجني وهاجي بليل عشان هروح الشغل بعدها
والدته :ربنا يوفقك يبني
ياسين وهو يقبل رأسها :تسلمي يا ست الكل دعواتك
وأنطلق ياسين وركب سيارته وأنطلق لمشفي الامل
بعد مده ليست بطويله وصل ياسين المشفي وركن سيارته وأنطلق مهرولاً للداخل
فقابله أحد الممرضين وقال له بإستغراب :  دكتور ياسين بس دوام حضرتك مش دلوقت
ياسين : عارف عارف في مريض هنا تبعي
الممرض : أسمه أي
وهنا تذكر ياسين أنه نسي سؤال حمزه عن أسم والدته ولكن لمح أحد يسير بتوتر في طُرقه المشفي فذهب إيه بعد أن أستأذن من الممرض
فتوجه أحد تجاه ذلك الشخص فوجده حمزه فأرتمي حمزه في حضنه فوراً وقال ببكاء : ياسين أمي يا ياسين مش هتلحق تشوفني كويس يا ياسين ممكن ربنا ياخدها وهي زعلانه مني ربنا مش بيحبني ومش هيقبلني عشان كدا هي تعبت وهياخده قبل ما تشوفني بقيت كويس
زجره ياسين وقال بلوم : أوعي أوعي تقول كدا دا أختبار من ربنا عشان يشوف صدقك ويشوف أنك هتتحمل ولا لا هتصبر وتحمده ولا لا هتشمره ف السراء والضراء ولا لا دا أمتحان من ربنا أثبت وأجمد وكن أقوي من كدا وأستغفر ربنا
"كل أمْرِ المؤمن خيرٌ له إن أصابته سرَّاء شكر وإن أصابته ضرَّاء صبر "  ثم ربَّت علي كتفه ربنا بيختبرك يا حمزه بيشوف توبتك صادقه هل هتقدر تتحمل الابتلاءات اللي هيحطها لك ولا لا
حمزه بعد أن فهم حديثه قال : وأنا إن شاء الله هكون قد الاختبار وهنجح فيه أنا أتصلت بيك وكنت بس عاوز أقول لك أن أختي رغم كل شئ قررت تقف جمبي مش كنت عاوز أتعبك بموضوع والدتي
ياسين بمعاتبه : يا حمزه أنا قولت لك أنا أخوك الكبير في أخ بيقول لأخوه كدا
حمزه بإبتسامه : ودا شئ يشرفني جدا
أبتسم له ياسين : أنا هروح أشوف فلوس المستشفي وقبل ما تعترض لما تقدر تسددها سددها وأنت روح أتوضي وصلي وأدعي ربنا يتوب عليك ويعينك أنك تبقي كويس وأنا هعمل اللي أقدر عليه وأختك عملت كدا لان هي دي الاخوات رغم كل شئ لازم يبقوا سند لبعض وهخلص وهاجي أطمن علي والدتك متقلقش إن شاء الله خير
وذهب حمزه لوالدته بعد أن صلي ركعتين لله وظل يدعوه برجاء أن يحفظ والدته من كل سوء
ويغفر له ذنوبه
دخل إلي والدته بعد أن طمآنه الطبيب بأنها أزمه سكر وإغماءها بسيطه وان تلتزم بأدويتها ودعا لها بالشفاء ثم تركه ورحل
فشكره حمزه ثم أتجه إلي والدته وأحتضنها
حمزه : أنا اسف أسف يا أمي علي كل شئ علي تفريطي ف وصيه والدي بأن أهتم بيكوا أسف علي تقصيري ف حقك أنت ومليكه مش عارف أعد كل اللي عملته بس أنا أسف علي كل شئ وأوعدك هتغير وأبقي أحسن
بكت الام فرحاً لولدها وأنه سيتغير أخيرا ودعت له بالهدايه
وجاء بعد بعض الوقت ياسين وسلَّم علي والده حمزه
حمزه :دا الدكتور ياسين يا ماما اللي كان ليه الفضل بعد ربنا أن أقرر أرجع تاني
الام بفرحه وأمتنان :ربنا يجازيك كل خير يبني ويحفظك لشبابك ويكتَّر من أمثالك يارب
"قد يُرسل الله لك سبيل للهدايه فلا ترده فإن الله عندها يحبك ويريدك أن يتوب يرسل الله لك مراسل كثيره ليست من الضرورة أن تكون أشخاصا يمكن مواقف إبتلاءات ليجعلك تفيق وترجع إليه قبل فوات الاوان تُب إلي الله مادام في عمرك بقيه لان دائماً هناك فرصه ثانياً مادام قلبك مازال ينبض بالحياه "
ياسين : آمين تسلمي يا أمي وجلس معهم
ثم أستأذن بعد مده أن يأخذ حمزه ليتكلم معه فأخذه وأتجه إلي مكتبه فهو يعمل بهذه المشفي كدكتور جراح
بعد أن جلسوا سويا بالمكتب جلس حمزه وأمامه ياسين وبدأ ياسين بقوله : ....
يتبع
الفصل الجاي هيبقي ع يوم الاربعاء أو الخميس لأن هيحتاج مني شغل جامد
دعوه ل أنجي يونس ونورينا حسن لان تخمينهم كان صح
الفصل الجاي هيبقي كامل وطويل ومفيد جدا
ياريت رأيك ف الفصل ف الكومنت بيشجعني أكمل والله
+ هل حد فرقت معاه الروايه ف حاجه أو أثرت فيه 

رواية مشاعر صادقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن