الفصل الثامن عشر "الجزء الثاني "

140 6 0
                                    

" وهناك أُناسٌ لو رأيت ما بهم لحمدت الله علي ما أنت به ولأستكثرت نِعَمَهُ عليك "

عند بهجه كانت قد وصلت لوجهتها التاليه ألا وهي البحر فقامت بالذهاب إلي محل بقاله قريب وأشترت منه كيس ملئ بالكيكه والبسكوت والكراميلة والتوفي وأخذت تبحث عن أشخاص فوجدت الكثير من الأشخاص أمام البحر فقامت بأخذ ورق من حقيبتها ومعها قلم وجلست في مكان بعيد عن الناس نوعاً ما وأخذت تُدوَّن أشياء داخل الأوراق وبعد أن أنتهت أخذت تتجول علي البحر (الشط ) فوجدت شاباً مُطأطِأ الرأس تشعر وكأنه يحمل أثقالاً  علي كتفيه وعُمراً فوق عمره يُشعرك كأنه رجلٌ كبير  فأخرجت من حقيبتها ورقة ومعها بونبونيه ولفت البونبنيه بداخل الورقة وألقتها جواره فأنتبه الشاب وأخذ الورقة وفتحها وجد فيها عبارة
"
أليس الذي رفع السماء بغير عمدٍ بقادرٍ علي أن يرفع عنك همومك وأحزانك توكل علي الله ولا تخف فأنت لا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا ..
أو لعله كان شراً فصرفه الله عنك فلا تحزن ودع أمورك لله ..
فالعبد ف التفكير والرب ف التدبير "
أبتسم وشعر بالإطمئنان يغزو قلبه من هذه الكلمات البسيطه وأخذ قطعه الحلوي الصغيرة وأكلها وازدادت أبتسامته فقد كان طعمها لذيذاً وشعر وكأنها تُطيب عليه مُر الحياة وقام من مكانه يبحث عن صاحب الورقة لم يجده ؟!.. ولكنه نظر إلي السماء وشكر الله ثم دعا لصاحب الورقة بالسعادة..
وأنطلق مبتسماً وكانت هي قد لاحظته من مكانٍ بعيد وأبتسمت وأخذت تُكمل مُهمتها ألا وهي إعطاء كل حزين أملاً وإبتسامه علي شكل ورقة بها كلامٌ طيب يُطَيِبُ القلب ويُداويه مع قطعه صغيرة من الحلوي فيسير المهموم الحزين مبتسماً مُطيب الخاطر ..
فبهجه تحب أن تمشي علي جمله قالها الرسول وهي تُحبها جداً وتجد فيها راحتها
"سِر في الناس جابِراً للخواطر "
كما أنها تفعل ذلك لأسباب عديدة منها حُبها لرؤيه بسمه الأخرين كما تُحب أن تكون سبباً في سعادة وإبتسامه ولو شخص .. كما أنها تشعر بالراحه كلما تكون سبباً في سعادة أحدهم وإنطفاء الحزن من قلبه ..بجانب أنها سمعت قصة بأن رجل قال لأبنه أفعل الخير ولا تنظر للرد فالرد سيأتيك لا محاله وسيُكافئُك الله علي عملك يوماً ما
حتي أنتهت وقد تبقي معها القليل في حقيبتها فحملتهم معها وبينما كانت تجلس سمعت العصر يُأذن فذهبت إلي مسجد قريب وتوضأت وأدت صلاه العصر ثم قامت بتوزيع ما تبقي معها علي من بالمسجد ثم ذهبت مرة أخري نحو البحر وهي تعطي كل من تقابله مما تبقي معها فيبتسم لها كل من يأخذها
حتي وجدت ورقة بالنهاية ومعها قطعتين صغيرتين من الحلوة فنظرت لهم قائلة : أنتوا ونصيبكوا بقي ربنا يكون في الروقة دي سبب بسيط لرسم إبتسامه أو إدخال سعادة علي قلب من يقراها 
فأخذت تتجول قليلاً وتمشي ببطء علي البحر حتي وجدت فتاة تجلس وتضم ساقيها ويبدو أنها تبكي فذهبت نحوها بإبتسامه وربتت علي كتفها فألتفتت لها الفتاة فأبتسمت بهجه لها بلطف ثم جلست جوارها وقالت بإبتسامه واسعة : الجميل زعلان ليه
وقامت بإخراج علبه صغيرة من المناديل وناولتها لها فألتقطها منها الفتاة وشكرتها وأنتظرت بهجه دقائق قليلة حتي عاودت سؤالها : ها مش هتقولي الجميل زعلان ليه لو حد ضايقك قولي بس وأنا هاخد لك حقك
فنظرت لها الفتاة بإستغراب فأكملت بدرامية :لا لا مش تبصي كدا مش تتغري بأن أنا هادية وكيوته وكدا لاا أنا قد عشر رجالة متقلقيش شاوري بس ع اللي زعلك وأنا هروح أنا وهناء والجماعه وكلنا ونروح نزعله 
ضحكت الفتاة عليها فأتسعت إبتسامة بهجه وقالت :أيوا كدا أضحكي مفيش حاجه تستاهل العيون الجميلة دي تحزن عشانها وكل حاجه هتهون بإذن الله
فأبسمت الفتاة وقد بدي عليها الشرود وقالت :ونعم بالله
بهجه بتدخل بعد برهه :أحم لو حابه تحكي لحد أنا فاضيه ومش ورايا مواعيد ممكن تحكي لي لو حابه
ضحكت الفتاة عليها بخفه وقالت :ماشي مش عندي مانع أنت باين عليكي بنت لطيفه
بهجه وهي تقلد اللهجه الصعيدية بطريقة مضحكه :أيوا دحنا نعجبوكي أوي
ضحكت الفتاة بشدة عليها ثم هدأت وقالت : أولا أنا أسمي إسراء
بهجه بإبتسامه وهي تصافحها : وأنا بهجه
ثم صمتت لبرهه وأكملت :ها إيه حكايتك بقي يا سوسو
تنهدت إسراء وأرتسم علي ملامحها الحزن فربتت بهجه علي كتفها بتشجيع فبدأت تقول : أنا أسمي إسراء البهي من القاهرة والدي ووالدتي متوفيين ومش عندي غير أختي ف تالته صيدله وأنا ف أخر سنه تمريض السنه دي كنت عايشه مع عمي لمده سنه بعد وفاة أمي وأبويا عمي كان بيعاملنا حلو ومراته ست كويسه معانا لحد ما عمي قرر أني أتجوز أبنه ابراهيم  رفضت لأني بعتبره أخويا وكمان بيحب أختي فرفضت وعرفت ف الأخر بعد ما حصل خناقه ومشاكل أنه عاوز الورث وكنا قاعدين معاه شفقه هو قال كدا لينا وأتغيرت معاملته معانا بس مراته كانت بتعاملنا حلو ووقفت ضده بس أنا وأختي مستحملناش فاتفقت مع اختي وابن عمي الليبيحبها ان اهرب او بمعنيادق هما اللي اتفقوا ع كدا وانا رفضت ف الاول بس مع اصرارهم وافقت وابن عمي دا مخلص كليه وبيشتغل فاعطي ليا فلوس وانا نقلت ورقي وجيت هنا بقالي شهر وشوية وقاعده ف بيت المغتربات وابن عمي زمانه اتجوز اختي الوقت لان انا مستحيل كنت اسمح للجوازه د ي تحصل وعمي كان هيكتب الكتاب بعد ما عرفنا باسبوع فمشيت قبل كتب الكتاب بيوم ولما قولت لعمي ان ابنه يتجوز اختي افضل مادام بيحبوا بعض حاولت افهمه رفضت وقال ليه مينفعش البنت الصغيره تتجوز قبل الكبيره 

فردت بهجه باستنكار \دا اسمه نصيب ومادام بيحبوا بعض ليه تقفف طريقهم 

فردت عليها اسراء بايماءه \ معاكي حق بس للاسف عمي ماشي مع تقاليد المجتمع  وكدا بجانب دي اختي وابن عمي دا ف مقام اخويا وكمان ابن عمي قال انه هيتصرف وبيبعت ليا  فلوس بس انا بدات اشتغل ممرضه ف البيوت وكدا عشان كفايه عليه مصاريف جوازه بعد كدا وانا حملت عليه كتير فاموري ماشيه وهم بيتصلوا بيا ع طول وانا كان عمريما امشيغير وانا مطمنه علي اختي وكمان مرات عمي طيبه وبتحبها بس

بهجه بهدوءوهيتربت علي كتفها  \ بس ايه 

فقالت اسراءبتحشرج وقد قاربت علي البكاء \اختي اختي وحشتني اوي هي كل عيلتي وابراهيم ابن عمي كمان وطنط نجلاءمرات عمي دول عيلتي وعمي برغم اللي عمله كلهم وحشوني انا عيلتي بعدت عنها تاني بس المره دي سبتها انا انا رجعت احس اني يتيمه تاني صحيح بكلمهم دايما بس من غيرما حد يحسبس هم وحشوني الغربه وحشه لما تضطرتبعد عن اهلك للمره التانيه مره  بسبب الموت ومره بسبب الظروف وان واجبك بيحتم عليك تعمل كدا 

ثم عادت تبكي من جديد فضمتها بهجه بحنان وتربت علي ظهرها بمواساه وتتحدث معها بكلمات مواسيه حتي استكانت فمسحت بهجه لها دموعها بحنان وابتسمت لها وبدات تقول بهدوء \ تعرفي دا بيحصل ليه 

نظرت لها اسراء بتعجب وقالت بفضول\ليه 

بهجه بابتسامه \-----------

يتبع 

اسفه جدا عارفه ان بتاخر كتيروكدا بس انا بدات دروس وكدا فهحاول اظبط الدنيا وارجع انشربانتظام 

رواية مشاعر صادقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن