26

5.2K 757 27
                                    

"أنا لا أفهم....أية جائزة؟ وكَيف وجدو تايهيونج؟" سأل چيمين الجالِس بقُربي، وجهه يحمل من القلق ما لا يَقِل عن خاصتِي.

"لا أعلم؛ ولكن كما أخبرتك سابقًا كُلٌ من بهذه البلدة يخشَى أي هجينٍ كتايهيونـج، مُدعين أنهُم يقتلون النَاس وأنهم فقط حيوانات همجية بشكل أُناسٍ عاديُون، ولَـقد كُنتُ خائفَة من تايهيونج قبلًا بسبب ذلك الحديث" شرحتُ مُنزعجة.

وعبرت ذكريات لقائي الأول بهِ بخاطرِي.

"هذَا مُرِيع" تمتم چيمين يُدِير وجههُ.

رُغم أننِي كُنتُ جائعة ومُتعبَة؛ إلا أننِي لَـم أستَطِع إنهَاء نِصف طعامِي حتَى.

كَان الذُعر يقطُن بكُل خلية داخلِي، وكلمَا عَـبرت صُورة تَايهيونج مُتأذٍ داخل عقلِي أزداد رُعبًا وتُوشك دمُوعِي علَى ترك عينَاي.

تايهيونـج، رجائًا كُن بِخَير.

"أهُنَاك ما يَـشغَل بالكِ؟" سأل الجالس قُربي يلف ذراعيه حَـول جسده مُقربًا سترتهُ أكثَر لهُ.

"ما الذِي قَـد يَـحدُث إن عثَر علَي أحدهُم هُنا؟ أننِي كُنتُ رِفقة كائن خَـطير كما يظنون؟" سألتُ أُبقي نظرِي أمامِي.

صَـمت چيمين قبل أن يتوصل لإجَابة "سيظنوك مِثلهُ؟"

"تمامًا" وافقتهُ أحرك رأسِـي.

"فلتعودِي للمنزِل رجائًا، أنا لا أُريدكِ أن تتعرضي للأذَى" هُـو تَـحدَث، قلقهُ يَـظهَر بصوته الخَـفِيض كما حدِيثه.

"چيمين، أنا لا يُمكننِي..."

"أتوسَل إليكِ أن تُفكرِي، ماذا سأفعَل إن أصابكِ مكروه؟ أسأخلصك؟ أم أذهب للبحث عن تايهيونـج؟ لا تضعيني بموقفٍ صعبٍ كهذَا وعُودي للبحث ببلدتنا إن أردتي أن تكوني مفيدة، سأحرِص أنا على البَحث هُنَا" كَـفهُ أمسَك بكفي البارد يَـحثنِي على النهُوض.

ألتزمتُ أنا الصمتُ لثوانٍ أُفَـكِر بحدِيثه.

هو محق، وجودِي هُنا بهذا الوضع يُعَد انتحارًا.

"حسنًا، سأفعل" تنهدتُ أفلتُ يدهُ ونهضتُ عن مقعدي أنظُر لهُ مرة أخيرة حين ابتسم يُطمئننِي.

"فلتعُودي بأمَان، أسلكِ طرِيق العودة الأسرَع"

"أي أننِي سأصعِد التَل؟" سألت أُمِيل رأسِي.

"أجَـل، ثُم انزلِي مُباشرة إلى بلدتنَا" هُـو قال يلوح بيده حين ألتفتُ أنَا.

هُناك طريقٌ أخر يفصل بين البلدتين وهو تلٌ عالٍ ينتهي بمُنحدَر وأسفَل المنحدر تقع البلدة التي اتينا منها.

ولكننَا لم نسلكهُ مُسبقًا لأن صعودهُ شاقٌ علَى القدمين كمَا أننا كُنَا نملك الوقت كمان اعتقدتُ.

تنهدتُ أدفع كفوفي الباردة إلى جيُوب سُترتِي التي لم تَـكُن بالدافئة للغَاية ولكنهَا أفضَل من لا شَـيء.

لسببٍ مَا كُنت أشعُر أننِي أجُر قدمَاي عن الأرض، رُبما إثر البرد ورُبما إثر الإرهَاق.

لا أمانع بذل ذات المجهُود مُجددًا فقط إن كان سيعُود ذلك الأخرق سالمًا.

مُجددًا ذُعرِت، مهمَا كان عدد المرَات التِي أحاول إخبار نفسي بها أنهُ سيكُون بخَـير.

ورُغم أنهُ لا دليل لدَي أنهُ لن يكون بخير؛ ولكن العقل البشري يميل للسلبية.
أو رُبما هو عقلي أنا فقط.

أنا شاكرة أننا لَـم نقطَع مسافة طويلة قبل أن نعلَم بوجود خطرٍ على وجودِي وإضطراري للعودة، وإلا كُنتُ سأعُود سيرًا كُل تِلك المسافة.

لأنني لن أجد سيارة أجرى ببلدة صغيرة كهذه بالواحدة بعد مُنتصف اللَيل، لَـقد كَان هُناك الكثير من العوامِل السيئة التي لم أبالي بها.

أنا فقط أُريد العثُور علَيه.

كُنتُ تقريبًا خارِج البَلدة، وقَد قلت المسافة التي تفصلنِي عن التَل، وحينهَا تَـوقفتُ.

شعرتُ أن أحدهُم يتبعنِي وقد تملكنِي الذُعر لوهلة.

"رُبما لأنني قلقة فقط.." تمتمتُ حِين أستدرتُ ووجدتُ المكَان حولي فارغًا.

يجب أن أتمالك نفسي وأسيطر على أفكاري قليلًا، من الذِي قد يتبعني بهذا الوقت وفي هذا المكان الخالي من الناس؟

هززتُ رأسي في كلا الجهتين ثُم تنهدت مُعاودة السير سريعًا أشُق طريقي عبر الريَاح البَاردة التِي كَانت تزيد الأمر صعوبة مع عدم ارتدائي لملابس مُناسبة للغَاية لهذا الجَو السيء.

"ها أنا.." تمتمتُ أُحَـدِق بالتَل أمامِـي.

هل هذا أسرع طريقٍ حقًا؟ يبدُو مُتعبًا لصعوده لذا سيستغرق الكثير من الوقت والمجهود الذي لا املك منهُ إلا القليل للغَـايَة.

وفَـور أن خطوتُ أولى خطواتِي بالقمة الصغيرة المَكسوة بالثَلچٍ عَـاد صوت خطوات أحدهم خلفِي.

"قِفي مكانكِ أيتهَا الهاربَة"

___________________________

النهاية قريبة 🙆

Hybrid → kth ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن