3

8.3K 983 115
                                    

لَمْ أرى وجهه مرة أُخرى مُنذ البارحة.

ليس وكأننِي أُريد رؤيته ولكنْ لم أسمع صوت تَحرُكه بالأعلَى حتى.

هل تعثر ببنطاله مرة أخرى وفقد وعيه؟

لمَ أنا قلقة حتَى؟

"رُبما يجِب أن أتفقدهُ فقَط.." تمتمتُ أجرُ قدمَاي خارج غرفتي وإلى الأعلِي حيث يقع طابِقهُ.

وقفتُ أمام بابه ثُم قربتُ أُذني أحاول أن أسمع صوتًا ما.

"تايهيونج هل انت بالداخل؟" صِحتُ أنتظر سماع إجابة وهي ما حصلتُ عليه بعد ثوانٍ

"أجل،أنا.."

هو صمتَ لوهلة.

"أُبدَل ملابسِي لذا لا يُمكنك الدخُول!" أستأنَف حديثه، صوتهُ يرتفع بالنهاية.

يبدُو أنني قلقت دُون داعٍ.

"ليس وكأننِي أريد الدخُول، فقط أتفقد إن كُنت حيًا" رددتُ قبل أن أستدير لأعود ادرَاجِي.

قررتُ عدم الدخُول لغُرفتي تِلك المرة وجلبتُ دفتري ثُم جلستُ بغُرفة المعيشة أُعد قائمة مُشترياتِي.

وسريعًا تَمْ تشتيتي حِين لاحظتُ نزُوله حيث كان مُتجهًا للخرُوج.

"تبدُو جيدًا" أخبرتهُ قبل أن يصل للباب فتوقف لينظر لِي.

أشار لنفسه بوجهٍ يملأهُ الذهُول إن كُنت أقصده فأومأت لهُ وكرد فعلٍ منهُ وجدتُ الأحمر يكسُو وجهه مُجددًا قَبل أن يبتسمْ ناظرًا للأرض.

"أُخبرك بهذا كَي تحترس إن غازلك أحدهم، تبدُو أخرقًا للغاية للتعامل مع هذَا"

هو أومأ لي ثُم أحتضن حاسوبه إليه قَبَل أن يَخرُج لذَا افترضتُ أنهُ ذاهب للعمَل.
-

مَر نِصف اليَوم وانا بالخَارِج أتسَوق من أجل المنزَل.

أوشكَتْ السَاعة على الإقترَاب من منتصف اللَيل وانا لم أعُد بَعد لذَا كُنتُ مُنهكَة.

أطلقتُ الهواء بضِيق ثُم حملتُ اكياس البقالة خاصتِي وخرجتُ من المتجر أقصِد المنزِل.

لَمْ تكُن المسافة كَبيرة لذا كُنت أمام الباب في غضون دقائق.

توقفتُ أضَع كُل ما بيدي أرضًا وأخرِج مفتاحِي كَي أستطِيع الدخُـول، ذلك حين لاحظتُ احدهم يأتي باتجاهي مُسرعًا.

استطعتُ ملاحظة وجهه حِين أقترب أكثَرْ، وكان تايهيُونج الذي يركُض وكأنهَا مسألة حيَاة أو مَوت ممَا أصابنِي بالقَلَق.

ولَمْ أتمكن من التَحَدُث حتَى أصطدمَ بي ثُم دخَل للمنزل مهرولًا.

ما الذي يحدُث؟

نظرتُ إلى الداخل بريبة فلَم يكُن لهُ أثر، هو فقط صعد للأعلى مُباشرة.

قررتُ تناسيه للأن وتنهدتُ أعود لحمل مُشتريَاتِي إلى الداخل ثُم وضعتُ كُل ما بيدِي جانبًا وذهبتُ أتفقد المكَانْ.

غُرفة المعيشة كَانت بحالٍ سيئة بالطبع.

لا أعلم لمَا يستمتَع بجعل المنزل غَير مُرتب.

ذهبتُ باتجاه السلالم التِي تقُود للطَابِق العلوِي فرأيتُ حاسوبه مُلقًى هُنَاك، ألم يلاحظه أثناء ركضه؟

مُجددًا شعرتُ بالقلق.

صعدتُ عدة درجَات أُخرَى، رأيتُ السجَادة الصغِيرة أمام بابه مُمزقة فأصابني الفزع أكثَرْ.

طرقتُ الباب برفقٍ أنتظِر سماع ردٍ منهُ.

"هل انت بخير؟" سألتُ حِين طال سكوتهُ.

"ا..نعم" هو أجاب بعد مُدة طويلة من الصمت؛ وبدى الأمر مريبًا.

قررتُ عدم التَدَخُل أكثر، هززتُ رأسِي ثُم عُدتُ أدراجِي للأسفَل.

اتجَهتُ للمَطبخْ سريعًا حتَى أُعيد ترتِيب ووضَع ما أشتريتهُ حديثًا بمكانه.

"مظهر مُبهج" ابتسمتُ اتفَـقَد الثلاجَة المُمتلئة.

-في الصباح-

كعادتِي أستغرق الكَثِير مِن الوقِت لأنهَضْ.

تركتُ شعري بحالة مُزرية وكُنتُ لا أزال بمنامتِي حِـين قررتُ الذهَاب للمطبخ قلقًا بعدمَا حدث بسبب تايهيونج سابقًا.

كَانتْ الرؤية لاتزال مشوشة أمامي وأثناء دخُولي للمطبَخ أصطدمتْ قدمي بشيء ما.

اتسعتْ عيناي وأنزلتُ رأسي لأرَى ما كنتُ أخشَى حدوثهُ.

رأيتهُ مجددًا ينام داخل ثلاجتِي بحالَة مُزريَة.

وتلك الثلاجة التي انفقت مالي كاملًا لهذا الشهر كَي املأهَا، فارغة..

"هذا كثِير كَي يُحتمَل!" صِحت بغيظٍ أجذب شعري للخلف.

حينهَـا جَفَل الأخَر بفزَعْ ثُم أخذ يناظر المكَان حَولهُ قَبل أن ينهضْ سريعًا مُتلاشيًا النَظَر بوجهِي.

"انا حقًا اسف.." صوتهُ كان بالكاد مسموعًا.

"حقًا؟" عقدتُ ذراعاي أنظُر لهُ بغيظ أحاول التحكُم بأعصَابِي قدر المستطَاع.

"هذا لن يَحدُث مجددًا.." ارتجف صوته، وبدأت يديه تعتصر طرف قميصه وهو ينظُر للأسفل بحرَج.

"انا لا أثق بك! ما الذي يحدُث؟ أنت تعاني خطبًا!" صِحتُ مَرة أخرى فقد كُنتُ غاضبة بحق وأخذتُ أُشير بيداي بإنفعالٍ واضِح.

هُـو فقَـط أخذ يعتذر مُجددًا جاعلًا منِي أفقد صوابِي.

"فقط أبتعد عنِي" دفعتهُ من أمامِي ثُم ذهبتُ إلَى غرفتِي استعد لطلب رقم چيمين وإفراغ الباقِ من غضبي علَيه فهو المتسبب بكل هذَا

"چِيمين؛ إنْ لَم تَخرج صديقك ذاك من هُنا سوف أرحل!"

___________________________

Hybrid → kth ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن