"چيمين، أنا بحث من وقتٍ طَـويل ولَم أجدهُ بَـعد" بكَـيتُ بهيستيرية عَـبر الهَـاتِف.
"كُفي عن البكاء حسنًا؟ أنا أيضًا أبحَـث بالأرجاء، سأوافيكِ أمام المتجَـر ما إن أنتهِـي"
لا أعلَـم لمَ كُنتُ هكذا، الأمر وكأننِـي أمٌ أضاعت طفلهَـا.
جَـفلتُ فجأة أستمِع لصوت أحدهم خَـلفِـي
"سيدتِـي هَـل مِن خَـطب؟" خَـرج أحد عمال المتجر يتفقدنِـي.نشجتُ أمسح دمُوعِـي
"طفلي..أعني صديقي، إنهُ مَـفقُودٌ مُنذ ساعات" أجبتُ أنظُـر أرضًا.
"أيمكن أن تصفيه لِـي؟ لرُبما أساعِـد" هُـو عَـرض المُساعدة بوجهٍ قلق.
"لديه ذيل...أ..أعنِـي، إنهُ طَـويل القامة، لديه شعرٌ طويل بعض الشيء، البعض من خصلاته تميل للبرتقالي الداكِـن، عينيه داكنة وتملك شكلًا حادًا، أنفهُ مُستقِـيم، لديه فكٌ حادٌ أيضًا، شفتيه تَـملك ذلِك الشكِـل المائِـل للقَـلب يُمكنك مُلاحظة هذا من ابتسامته، هُو خجُول ولا يتحدَث كثيرًا" وصفتُ لا أكُف عن البُكاء بينمَا أخذ الآخَـر يُصغِـي لِي.
"ذلك الذي يأتِـي عادة لشراء الكعك؟"
أومضتْ عينَـاي بالأمل حين سأل هُـو فأومأتُ برأسي سريعًـا.
"أتذكَـر أنهُ أتى لهُنا قبل ساعة وخرج بهذا الاتجاه" هُـو أشَّـر ليساره.
شكرتهُ سريعًـا ثُم ذهَـبتُ إلَـى حيث أخبرنِـي سريعًـا.
رُغم أن دمُوعِـي كانت تُعيقني عن الرُؤية إلا أننِـي كُنتُ أنظُر بوجه كُل المارة حَـولي آملة أننِـى سأرى وجهه بأحدهِـمْ.
حِـين شعرتُ بالتعَـب من الرَكـض توقفتُ لوهلة، وحِـين فعلتُ بدأ كل من حولِـي بالركض.
أستقمتُ أرفَـع رأسِـي حِـين بدأ الجميع يرفَـع مظلاتِـهم، حينها لاحظتُ أن المَـطَر علَـى وشَـك الهطُـول.
لا يُمكن أن يزداد الوضع سوءًا.
شعرتُ بالإحبَـاط الشديد أكثَـر مما كُنتُ بالفعل ثُـم حملتُ قدماي أركُض أنا الأُخـرَى حِـين بدأتُ أشعُل بِـبللٍ طَـفيفٍ فَـوق رأسِـي.
وكما هُـو الحال كُنت أبحث حَـولي عنهُ كالمعتوهَـة دُون أن أُعطي بالًا لمُراقبة خطواتِـي.
ولأننِـي لم أفعَـل فقَـد أنزلقتُ وسقَـطُ مُتألمة فَـوق الأرض فعدتُ أبكِ.
تايهيونـج، أين أنت؟
أخذ هاتفِـي يرن عدة مرات فأعتدلتُ عَـن الأرض أتآوهُ وببطئٍ سرتُ لأقِـف جانبًا.
"لَـم أجدهُ بَـعد" أجبتُ چيمِـين الذي يدى يائسًا بدوره.
"ماذا عن هاتفه؟" هُـو تسائَـل.
"لَـقَد تركهُ بالمنزل" أجبتُ أتنهَـدْ.
أغلقتُ المُكالمـة، ثُمَ أغمضتُ عينَـاي لثوانٍ أُحاوِل أن أهدأ.
سرتُ للأمَـام مرة أُخرى أُخفض رأسِـي بإحبَـاط، غَـير آبهة أننِـي تبللتُ بالكَـامِل.
لا أستطِـيع التوقُـف عَـن لَوم نفسي، ماذا إن ظهَـر بطبيعة الهجينة وأذاهُ شخصٌ مَا؟ كَـيف سأُسامِـح نفسِـي؟
كُنتُ أحدق بالأرض صامتة، أشعُـر بالذعر ورأسي مُمتلئ بالإحتمالات السَـيئة.
ولَـم ألحَـظ أن المطَـر توَقف بشكلٍ مُفاجئ.
ولاكننِـي لازلتُ أسمَـع صَـوت إرتطَـام الماء بالأرض.
"إرفعِـي رأسكِ"
شَـهَقتُ أرفَـع رأسِـي بأعينٍ مُتسعَـة ووجهٍ ملأهُ الذهُـول والسعَـادة بذات اللَـحظة، فقَـط رُؤية وجه تَـايهيونـج مُجددًا جعلتْ الدمُـوع تَستوطِـن عينَـاي مُجددًا.
سريعًـا مَا عانقتهُ غَـير مُصـدقة أنهُ أمَـامِـي، وأنهُ مَـن وجدنِـي بالنهاية!!
لَـم تَـكُن ملابسـهُ مُبللة بفضل المظلة التِـي كان يحملهَـا؛ ولَـكن ما إن أقتربتُ منهُ أصبحَـت كذلك كمَـا عُنقهُ الذي كَـان نهاية المطاف لدموعِـي.
"تَـايهيونج أنا أسفة للغاية! لَـم أعني قَـول أيٍ مما تفوهتُ به لَـقد كُنت غاضبة فحَـسب" تَـحدثتُ بسـرعة ثُـم توقفتُ أحاول إلتقَـاط أنفاسِـي حِـين ربت هُـو برفق علَـى ظَـهري.
"ڤي.." غَـادر لقَـبي الذي أعطاه هُـو لِـي فجأة فقاطعتهُ عَـن الحدِيـث.
"لا استمع لي! أعلَـم أنك غاضب ولا تُرِيـد رُؤيتِـي، أنت لم تكُن عبئًا ولَـن تكُون أبدًا، أنا شخصٌ مُريِـع لقولٍ مثل هذه الكلمات من أجل كُوبٍ سخيف، أنا حقًا أعتذِر" تَـابعتُ أنشَـج بعَـد أن خرجتْ الجُمَـل الأخيرة من حديثي مُهتزة.
"أنا لَـستُ غاضبًا، حسنًا رُبما كُنت كذلك؛ ولَـكن لا أستطيع أن أبقَـى غاضبًا منكِ" هُـو ردَّ يرفَـع المظلة أكثَـر لتمَكـن من منع البلل عنَّـا.
حديثهُ جعلنِـي أشعُـر بالذنب أكثَـر لذَا أخفيتُ وجهِـي ضد ملابسه حرجًا من لُطـفه تجاه شخصٍ مُريع مثله.
"أنتِ لستِ مُريعة، كُفِـي عن البُكاء" تنهَـد تايهيونـج يَـعُود للتربيت فَـوق ظهري.
فجأة تذكرتُ أمرًا ثُمَ ابتعدتُ عنهُ "إنهُ المسَـاء، وأنت لَـم تتحَـول"
رأيتُ ابتسامة ضَـئيلة تنمُـو فَـوق شفتيه.
"لنَـقُل أننِـي وجدتُ طريقة أستطيع التخفيف بها من حدة توتري وبهذا أُؤخِـر عملية التحَـول؛ ولَـكنني شعرتُ أن الأمر سيحدُث قريبًا لذا كُنتُ في طريقي للعَـودة" وضَّـح هُـو ببساطة.
تنهدتُ أنا براحة كَـبيرة ثُـم أعطيتهُ ابتسامة في المُقابِل.
"أين كُنت؟ وكَـيف وجدتنِـي؟" عدتُ أتسائَـل.
"أستطعتُ سماع أفكارك حِـين ناديتي إسمِـي، ولَـم تبدي سعيدة بالنسبة لي لذا أتيتُ مُسرعًا خَـوفًا من أن يكُـون قَـد أصابكِ مكروه" هُـو بدَى خجلًا أثناء شرحه ووجدتُ يدهُ تمتد ليُحك مُؤخرة رأسه يُطلق ضحكة صامتة.
"أنت فقَـط تجعلنِـي أشعُـر بالذنب أكثَـر من ذي قبل، أنت بارع بفعل هذا لِـي مُنذ ألتقينا، والأن كَـيف تهرب وتترك هاتفك دُون التفكير بما قَـد يصيبك؟"
صَـمت تايهيونـج يُحَـدِق بالأرض.
"في الواقع أنا لم أهرُب، خرجتُ لأكل الكعك فقط ونسيت هاتفي"
أنت تقرأ
Hybrid → kth ✓
Fanfiction"كَان نقيًا للغَاية علَى أن يكُون منبُوذًا لإختِلَافِه" هَجِينْ←كِيمْ تَايهيُونجْ.