البارت الثالث

328 24 1
                                    

البارت الثالث

وفى اليوم التالى وانا البس لاتجهز للذهاب لمدرستى لم اجد احدى فردتى حذائى واخذت ابحث عنها متاففا واقول اين ذهبت وتاخرت على مدرستى فجائتنى امى وهى تضحك على وتقول وما ذنب حذاءك لتتافف منها

فببراءة قلت لها / اين ذهبت

فقالت يا عصام ادواتك وحذاءك ليس لهم قدمين ليتحركوا بهم ولكن انت من تضعهم فتذكر اين وضعتهم لتجدهم فانت عنما علقت ملابسك وجدتهم مكانهم

تذكرت اننى انا الذى كنت ارمى ادواتى باهمال ولانى ارهقت من البحث عنها فلم اعد ارمى اشيائى بغير مبالاه بل كنت اضع كل شىء فى مكانه المخصوص له

وما ان انتهيت من ملابسى وهممت ان اخرج لاذهب للمدرسة الا وعاودت تنادينى مرة اخرى بابتسامة

عدت اليها وانا متاففا فقد تاخرت فركعت لتكون بمستوايا ووضعت يدها على كتفى وقالت بكل هدوء انا اعرف انك ستصبح رجل عظيم على قدر المسئوليه وانك على قدر ثقت فيك ولن تخذلنى

لم افهم مقصدها وسالتها

ردت على وقالت انا واثقة انك ستكون من الاوائل فى تدريباتك وفى دراستك وسترفع راسى وستجنى ما لم استطع ان اجنيه انا

وقتها تركتها ولم ارد ولم ابالى امامها باى حرف مما قالته وذهبت الى المدرسة وبدات العب مرة اخرى ولم اركز فى شرح المدرس ولكن كلامها يتردد فى اذنى امى لم تنهرنى عن اللعب ولكنها اعطتنى ثقة قد اكهلت ظهرى بها فوجدتنى لا اريد ان العب وبدات اركز بكل هدوء حتى اكون على قدر ثقتها ولكن فى اليوم التالى لم اذهب الى موعد التدريب ولم ابالى ايضا ولكن كعادتها لم تنهرنى وقالت يا ولدى اريد ان ابشرك بشىء

قلت لها ماذا حدث

قالت حقا انا لا اعرف اقرا ولكنى سمعت معنى وصفات اسمك فى التليفزيون فاستبشرت خيرا

شدنى كلامها فابتسمت وسالتها فقالت اسمك يعنى المحتمى به من المعاصى وهو حلقة الوصل بين كل شيئين حتى فى صلة الرحم وان من اهم صفاتك هى الرجوله والمحافظة على العهد والوعد وانك شخص قوى الشخصية والرجولة وتستطيع ان تاخذ قراراتك بحكمة وتساعد الاخرين

انفرجت اساريرى عند سماعى لصفات اسمى وشعرت هى بذلك فزودت احساسى فقالت كم انا فخورة انى ام لرجل حكيم وقوى مثلك

تركتها وخرجت منبهرا باسمى وما ان بدات العب الا وتذكرت ان من اهم صفاتى الوفاء على العهد والوعد فتذكرت انى لم افى مع مدربى ولم اذهب فى المواعيد فتركت ما بيدى وذهبت لاعتذر له وابدا من جديد

ولافعل بدات انضبط وحققت تقدما مذهلا فى تريباتى وفى دراستى وامى كل يوم تزيدنى حماس

حقا قلب امى هوة عميقة اجد المغفرة دائما فى قاعها واذا سقطت يوما الجميع يسالنى ما سبب سقوطى الا امى تسالنى هل تاذيت

زوجات اعمامى كانوا يتركون معظم اعمال البيت على كاهل امى فكانوا كثيرا ما يعيبون عليها انها ريفية جهلة وغرهم انها تتحمل ولا تشتكى ولم يعرفوا انهم بذلك جعلوا اولادهم انفسهم يعشقون امى ويدمنون طعامها فهى وعمتى اللتان كانتا تهتم بشئون كل الاطفال فى البيت حتى ان جميعنا كنا نفضل النوم مع عمتى فى حجرتها فكانت تحكى لنا الحواديت ذات الاهداف النبيلة فكنا نعشق حكاياتها وفى يوم بعد مرور فترة جاءنا زوجها ومعه ولد وبنت صغيرين وكنا نعرفهم جيدا فهم اولاده وكانوا من حين لاخر يشتركون معنا فى اللعب فبيته قريب من بيتنا وبطبيعة اهل الريف فالجميع يعرفون بعضهم البعض واخذ يترجاها لان تعود اليه فهو يعشقها حقا ولكن فى ذات الوقت كان يريد ان ينجب ويكون له عزوة فرفضت بهدوء وقالت ترفق باولادك ولا تؤذى مشاعرهم بوجود زوجة اب

تعجب الزوج لها وقال ولكنك تحنى عليهم اكثر من امهم وهذا بشهادتهم هم فانا لم ارى ما تفعليه معهم بام عينى ولكن هم من يقصون على وببراءتهم يعبرون عن حبك لهم

قالت حبهم لى وانا بعيدة شىء وعندما اشاركهم فيك شىء اخر

فقال / ولكنى لازلت اهواكى ومتاكد انكى مثلى

فابتسمت بحزن وقالت لا نملك قلوبنا حتى نسيطر على مشاعرنا ولكن نملك قراراتنا ونستطيع ان نتحكم فيها

خرج ودموعه تملا احداقه على خسارتها فنهرتها بطفوليه وقلت لها لما لا تعودين له مادمتى تعشقينه

فابتسمت وقالت ارفق يرفق بك يا عصام

اخذت اتمعن فى الكلمة ولم اعييها الا عندما كبرت ونضجت ..ااااه يا عمتى كنتى حكيمة حقا

وفى يوم رجعت وانا فرحان فقد فزت باول بطوله لى مع فريقى فوجدت اختى حنين تركض نحوى وتقبلنى وتهنانى بل والادهى انها قدمت الى كعكة من صنع يدها لى فتعجبت لامرها فهى كانت تكرهنى انا ومحمود لاننا دائمى السخرية منها فلم يتركنى فضولى الا وسالتها عن تغييرها معى فابتسمت وسحبتنى من يدى الى غرفتنا التى هى غرفة غرفة عمتى فى الاساس فاذا باخى محمود هو الاخر بالداخل وياكل مثل كعكتى فاندهشت فقالت فى الحقيقة اردت ان ابدا معكم من جديد فقد تحدثت معى امى ووجدتنى كنت انا المخطاة وليس انتم

لم ارد عليها ولكن نظرت لها مستفهما فقالت ساحكى لكم ما قالته لى امى

وبدات بالفعل تسرد ما قالته لها امى قالت / كنت منزوية مع نفسى مثل كل يوم اقرا فى رواياتى الرومانسية التى دوما ما تسخرون منى اثناء قراءتى اياها فوجدت امى تدخل على وتقول يا حنين اتعرفين معنى اسمك فقلت لها نعم يا امى انه يعنى الحنان فقالت لى اصبتى فعادت وسالتنى وهل لم تتعلمى من رواياتك الرومانسية هذه اى رومانسية فضحكت وقلت لها نعم لقد اصبح بداخلى حب كبير لكل من حولى

فعادت وسالتنى واين نصيب اخوتك من هذا الحب

فتجهمت ملامحى وقلت لها هم لا يحبوننى وانا لا احبهم

قالت لى ولماذا لا يحبونكى ؟

قلت لا ادرى ولن اسالهم ايضا

قالت انا لم اقل لكى اساليهم ولكن اقول لكى اعرفى بنفسك السبب وان تعثرتى فى الوصول لسبب فابداى انتى اثبتى لهم انهم خسروا عندما كرهوكى

عدت فسالتها وكيف يكون ذلك ؟ 

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن