عادت نور الى بيتها وكعادتها مع جدتها عندما تنتهيا من اعمالهما تاتى جدتها بصينيه فوقها عدة كاملة تخص الشاى وتضعها امامهما على الطاولة وتعد الشاى وهى تتسامر مع نور او يستمعان معا لحلقات مسلسل مصرى
فى الحقيقة كانت حياة نور وجدتها بسيطة جدا والفضل يرجع للجدة
نور مناغشة جدتها : قلت لكى ايتها الجدة العجوز ان العالم تغير من حولك واصبح هناك الة كهربائية تعد لنا الشاى فى لحظات وانتى لازلتى تصرين على تلك العادة وما اعجبها
الجدة : اتعرفين يا نور لولا تلك العدة لما جلسنا سويا نتسامر وكنا لا نجتمع هكذا فان اعتمدنا على طريقتك لاعددت الشاى لك فى المطبخ فى لحظات وما احتجنا لنجلس ننظر الشاى ولضاعت الجلسة التى تجمعنا فاعذرينى يا بنيتى ان كانت عاداتى القديمة لا تروق لكى ولكن هى عادتى منذ ان كنت عروس فكانت نفس الجلسة فى نفس المكان ونفس البيت كنت اجتمع انا وجدك ولولا تلك الجلسة ما كنت كاتمة لاسرار جدك وما كنت سبيله الوحيد للفضفضة
ابتسمت نور بعذوبة واقتربت من جدتها وقبلت جبينها وقالت : ومن قال لك انى انزعج من هذه العادة بل على العكس تماما فانا قد ادمنت انتظار الشاى وانا اتسامر معك يا جدتى
صمت نور للحظة ثم عادت تقول : انا ايضا اتذكر جدى وكانه لازال يجلس امامى الان واتذكر حديثكما معا وانا بينكما العب بعروستى الصغيرة وعلى الرغم انى لم اكن افهم ما تتحدثون فيه الا انى كنت اشعر بحنان منبعث بين الفتكما فكان يغمرنى
الجدة : اتعرفين يا نور انك ستتعجبين ان علمتى ان تلك الالفة لم تاتى الا بعد مجاهدة كبيرة لاصلاح جدك فهو كان دوما بعيدا عن الصلاة وانا كنت على العكس منه تماما ولانى كنت احبه حقا ولانى اعرف ان بداخله انسان طاهر فهو لم يفعل اى اخطاء يحاسب عليها امام الله سوى بعده عن الصلاه فقد كان يحب الخير ويساعد الغير وكان بيتنا هذا مكان لكن مكروب ياتينا فيشكى لنا فلا يخرج الا وهو مشروح الصدر
نور بوجه برىء : نعم يا جدتى كنت اسمع جدى دوما يقول ان جبر الخواطر لاعظم عند الله من الصلاه
الجدة : نعم يا بنيتى فالله كريم ولهذا دوما ما يجعل اى عمل لصالح المخلوقات مقدم على العمل الخالص لتادية فريضه من فرائض الاسلام
هنا كان الشاى قد تم نضجه واخذت الجدة تصبه
وفى تلك اللحظة شردت نور مما جعل الجدة تنظر لها وتقول : ما بك يا بنيتى اشعر بان هناك شىء يهمك
نور وقد اعتدلت فى جلستها ومدت يدها لتتناول كأس الشاى من جدتها وقالت : عندما تخرجت من الجامعة تمنيت ان اعمل بمؤهلى كمدرسة علوم ولكن عندما لم اجد فرصة مناسبة لم ايأس وقررت ان اعمل بهوايتى فوجدت الاعلان عن تاجير الكانتين فى المدرسة ولكن وانا فى المدرسة اجدنى اتلهف لاقف اشرح للتلاميذ فاتذكر فاحزن هذا اول امر اما الامر الثانى فقد كنت اظن كونى اعمل فى مدرسة مرموقة انى ساجد كذلك طلاب من عائلات مرموقة وتعاملات مرموقة ولكنى وجدت العكس تماما يا جدتى وجدت اطفال مشاغبة وبنات عارضات اجسادهن والادهى انى وجدت اطفال يسرقون
أنت تقرأ
وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد
Lãng mạnجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس