إبني ولي آمري

371 20 0
                                    


البارت الاول

من منا لم يمر بصدمة فى حياته وما اكثر الصدمات التى ل تتركنا الا وقد قضت علينا وربما اماتتنا مجازا لانها لا تتركنا الا ونحن باجساد دون ارواح ولكن ما اروع الصدمات تلك التى تجعلنا نقف على الحقائق

ورب صدمة او قسوة من اقرب الناس تجعلنا نفيق من غفلتنا لنعيد حساباتنا من جديد صدمة توقظ بداخلنا العقل الذى لاغيناه من قبل بكامل ارادتنا

صدمة جعلتنا ننتبة ان الله قد اعطانا اشارات كنا يوما نطلبها منه حتى لا نقع طويبا فى الغفلة

هناك صدمة تجعلنا نتاكد ان حدسنا لا يخطى ابدا وان الغرائز الداخلية ومشاعر عدم الارتياح ما وجدت هباءاً او عبثا بل هى فى الحقيقة طريقة جسدنا لاخبارنا بان هناك حطا ما اقترفناه فى حق انفسنا ووجب الان ان نرد لها كرامتها

تلك الصدمة فى الحقيقة هى من تجعلنا نفرق بين من يحبنا وبين من يكرهنا فيجب وقتها الا نندم على من ظنناه صديقا ً فخذلنا بل وجب ان نندم على ما ظنناه عدواً فساعدنا

عند افاقتنا من الصدمات نكتشف شيئاً هاماً الا وهو اننا قد نلتقى مع اقدارنا غالبا فى الطريق الذى سلكناه لنتحاشاها

كذلك نقف على حقيقة هامة وفيها ملخص حياتنا وهى ان الصدمات والمعارك تهدم العلاقات المزيفة وتقوى العلاقات الحقيقية

فاهلا بالصدمات التى من شانها ان تعيد لنا ثقتنا بانفسنا وتجعلنا اقوى من ذى قبل

.................

حول جدار غرفة ببيت انيق من ارقى المنازل العصرية جالت عينا طفل صغير لا يتعدى سنه العشر سنوات وهو يمسح بيديه عليهما لكونه للتومستيقظاً من نومه فى الصباح

ولكنه ليس كبقية الاطفال من هم فى نفس عمره فقد استيقظ على صوت اهانات وعصبية من ابيه على امه . استيقظ ككل صباح على صوت الفاظ نابية وسباب لامه من ابيه لا يعرف له سببا

تحرك من رقدته ونهض من فراشه وهو يتافف ربما لانه اعتاد على تلك المشاحنات اليوميه وكانها كما لو كانت هى المنبه اليومى لموعد استيقاظه هو واشقاءه

قبل ان يتفوه باى حرف وجد اخويه محمد واحمد يفعلان نفس فعله اى انهما هما الاخران كانا يتاففان

حسن وهو الاخ الاصغر : هل سيكتب لى ان استيقظ يوما على صوت حنون يقول هيا يا حسن قم فقد حان موعد مدرستك ؟

محمود ويبلغ من العمر اثنتا عشر عاما بسخرية : تخيل هذا اليوم فى احلامك فقط لانك لن تراه واقعا ابدا

احمد وهو اكبرهم ويبلغ من العمر اربعة عشر عاما : لقد كرهت كل الامهات وكل الاباء ولن اتزوج ابدا فما دامت الحياة هكذا فلما اقحم نفسى فيها ؟

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن