البارت الخامس

148 16 0
                                    


البارت الخامس

فى حين على الجانب الاخر كان يوسف يحاول مرارا وتكرار فى نصح امه لكى تبعد عن طريق الشيطان والكيل لابيه وتعود لربها ولا تتعلق الا به فقد تاكد انها اصبحت مدمنة التعلق باباه ومدمنة امواله حتى شعر ان اباه اصبح كما الفتنة لها

كما كانت هى الاخرى قبل عجزها فتنه له بجمالها

قال تعالى ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان الله بصيرا )

ولكى تهرب الام من كلماته ونصائحه ولانها كانت تعتقد ان هذا التغيير انما جاء من تاثير والدة اصدقاءه عليه وعلى اخته كانت دوما ما تهدده ان لم يكف عن هذا فستحرمه الذهاب اليهم مرة اخرى فما كان منه الا ان صمت بالفعل كلية عن الحديث معها

لقد كانت الفتنة شديدة على امه ولكن للاسف حولتها من انسانة طبيعية الى انسانة سيئة الخلق مفتونة بالشهوات فلا يجوز ابدا ان نسقط فى الامتحان الربانى للبعد عن الشهوات بالانغماس فيها فالدنيا ما هى الا مرحلة مؤقتة تخلفها مرحلة دائمة الا وهى الاخرة

.......

بعد فترة من الزمن وقد تغيرت احوال وتبدلت اخرى وازدادت احوال ثالثة سوء وكبر الاطفال واصبحوا اكثر ادراكا ووعيا ومهم من بدا يتخطى مراحل المراهقة للشباب ومنهم من دخل فيها ولكن بعقل رزين

بينما لازال استاذ حسين يساندهم بالقول والفعل وقد تغيرت وتطورت حياته هو الاخر فقد تزوج من مدرسة زميلته فى المدرسة وبدا حياة جديدة

......

وفى ذات يوم تفاجا الخمسة اطفال بوالدة احمد ومحمود وحسن تنادى عليهم لتستشيرهم فى امر مصيرى

انصتوا لها ولكنهم صدموا وجحظت عيونهم عندما سمعوها تستشيرهم وتقول : ما رايكم فى الطلاق ؟ فقد اجلت هذا الامر مرارا وتكرارا لعلى امر بكم الى بر الامان ولكن فى الحقيقة انا لم اشعر معه ابدا باى امان والان بعدما اصبحتم انتم لى اهل وسند لم اعد فى حاجة اليه وقد اتخذت قرارى ولكنى اريد مشاركتكم لى فيه فانتم اولياء امورى

انهت كلامها بينما ظلوا هم صامتين وكان اولهم ردا عليها وتشجيعا لها حسن وحنين ولانهم لازالوا صغارا بالمقارنه بالبقيه فقد عبروا عن رايهم بالركض نحوها وتقبيلها وقالوا لها : نحن معك فى اى شىء وردنا انه ما كان فيه خير لك فهو بالتاكيد خير لنا

تشجع البقية والتفوا حولها ليشدوا من ازرها فقد كانت تشعر انها تنازلت كتير وعلى استعداد لان تتنازل اكثر ولكنها ايضا اكتشفت ان اكبر شىء سىء فعلته فى حياتها انها انها تنازلت وتاقلمت على حياة لا ترضيها فكان هذا بالنسبة لها ضياعا لكرامتها وعزتها وليس تضحية للاخرين بقدر ما هو تضحيه بنفسها بلا مقابل وتاكدت ان الحياة لا تعود وان الايام التى انفلتت من اعمارنا ان عادت مرة اخرىوهذا محال فانها فى المقابل لن تعيد ما اخذته منا

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن