البارت السادس

165 15 0
                                    


البارت السادس

صدم استاذ حسين عندما وقع الخبر على مسمعه واول ما فكر فيه حالتهما وهما وحيدين فاخذ من يوسف رقم ابيه على الفور وطمانه انه قادم لهما خلال دقائق

بالفعل خلال فترة وجيزة قطع صمتهم صوت رنين جرس الباب

فتح يوسف وهو هزيل القامة والوقفة فانصدم عندما وجد استاذ حسين ومن خلفه زوجته وبصحبتها والدة الاشقاء الثلاثة ومن خلفهما ولج والده الاشقاء وفى المؤخرة اصدقاءهما الثلاثة

ضم استاذ حسين يوسف الى صدره واخذ يثبته بالكلمات وايات القران لعله يهدا وقال وهو يشير لزوجته والى والدة اصدقاءه : لقد اتصلت بهم لانه لابد ان يوجد امراة مع والدتك ليجهزونها

هنا تيبست نظرات يوسف على عينا استاذ حسين وتذكر انه بالرغم من كل المجموعات التى كانت والدته تلتقى بهم الا انها فى الحقيقة لم تكون صديق حقيقى واحد لانها هى نفسها لم تكن صديقة حقيقية لاحد بل كانوا جميعا اصدقاء مصلحة او عمل فحمد الله فى داخله انه كون منذ الصغر صداقة حقيقية مع محمود واحمد وحسن

استاذ حسين : لقد قمت بعمل اللازم لا تقلق وقد اتصلت بوالدك لاخبره وهو قادم فى الطريق

فى المقابل كان والد الصبين واقفاً متاملاً الموقف واضعا نفسه مكان تلك المراة الميته فوجد انه كان على وشك ان يكون مصيره مثلها فهو بالفعل لم يهتدى الى ربه يوما ولم يصادق احدا وكاد ان يخسر حتى اولاده وزوجته فارتعدت اوصاله وارتجف قلبه واخذ يحدق كذلك فى استاذ حسين الذى كان ثابتا وكانه غير خائف او انه اعتاد على تلك المواقف

اخذ يرقبه ويسمعه وهو يردد ايات القران وبعض الدعوات للميت دون تلعثم وكانه يحفظها عن ظهر قلب

بينما حاول هو ان يقرا اى شىء لعله يثبت من حاله فتلعثم ولم يعرف ان يردد الا الفاتحة او حتى بعض الايات من قصارى الصور

ولاول مرة ينطق بحرف منذ ان دخل وقال متسائلا : اين الحمام اريد ان اتوضا ؟

كانت لحظة ثقيلة فى حياته وفى نفس الوقت حاسمة فقد تنبه عقله اخيرا الى انه قد فاته الكثير وان القرب من الله لفيه المعنى الحقيقى للحياة فوجد انه ان تقرب الى الله ستستقيم كل اموره حتى مع اولاده وزوجته

شعر استاذ حسين بتوتره ولخبطة مشاعره فانتظر حتى فرغ من صلاته وقال بصوت هادىء وكانه يحاول ان يضيع القت لحين انتهاء السيدات من الغسل : اتعجب لهذين الابوين فكيف اضاعوا اولادهم من بين ايديهم بهذه السهوله فى حين انهم كان من الممكن ان يكتسب الاب زوجته واولاده وحياته كلها بمجرد كلمات بسيطة فالله سبحانه رحيم بحالنا فقد خلق لنا كلمات الحب قليلة الحروف حتى لا يستصعب لساننا نطقها ولا يستصعب على قلبنا الشعور بها وجعل الدفء والحنان سهل الشعور به وانه يكتسب باقل الحروف والكلمات

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن