البارت الرابع
مضى اسبوع والبيتان والاسرتان فى اسوء حال
ام الاشقاء الثلاثة لازالت تعزل نفسها عن ابنائها ولا تتحدث معهم وتقدم لهم الطعام فى صمت ولا زال ابيهم غائبا مع عروسه الجديدة
اما والدة حنين ويوسف فكانت ترقد فى فراشها تفكر فى المكائد وزوجها اصبح يجىء ويخرج فى صمت بينما ظل يوسف وحنين منكمشين وينتظرون الدادة كل يوم لتعطيهم ولو قدر بسيط كمن الحنان فى الساعات القليلة التى تقضيها معهم وكم تمنوا لو كانوا ابناء تلك السيدة الطيبة القلب
..........
استاذ حسين علم ما حدث من حسن وانتظر ان يعرف النتيجة وهل اثرت كلماته فى والدته ام لا
وفى نفس الوقت لم يتركهم بل ظل يحاوطهم بحنانه
جاء يوم حفلة عيد الام واجتمع الاطفال الخمسة وكانهم يشدون من ازر بعض وانكمشوا فى اخر الصفوف واخذوا يراقبون زملاءهم بصحبة امهاتهم او حتى ابائهم وهم منفرجى الاسارير ومبتهجى الاوجه
بينما هما كذلك اخذوا يراقبون استاذ حسين هو ومديرالمدرسة وهم يلقون كلمة التحية لكل الامهات اللاتى حضرن وكذلك الاباء وفى نهاية الحفلة كانت المفاجاة وقد تم تكريم كل ام كتب عنها ابنها وتمنى ان تكون هى صاحبة الجائزة
فاضت عينا حنين بالدموع فلاحظها الاربع اولاد فتاثروا بينما اقترب اخيها منها وضمها لصدره فشعرت وكانه ابيها وليس طفل مثلها
اعلن مديرالمدرسة بانتهاء الحفلة وبدا الجميع يغادرون المدرسة وفجاة جاء صوت عن قرب من خلف الاطفال الخمسة وكان صوت والدة الاشقاء الثلاثة
التفتوا فوجدوها امهم فابتسمت لهم ابتسامة صافية وقالت : معذرة لقد تاخرت ولكن المواصلات كانت مزدحمة ثم انى لم اعلم بتلك الحفلة الا من مذكرات احمد بالصدفة اليوم فقد وجدته تاركا ورقة مدونا فيها بعض الكلمات التى لا احب ان اذكرها والتى من خلالها علمت بموعد الحفلة
لم يبتسم الاطفال فما كان بهم كان يكفى لهدم جبال ولكن العجيب ان حنين هى الوحيدة التى ابتسمت مما شد انتباه والدة الاشقاء الثلاثة فمالت نحوها وقبلتها وسالتها عن اسمها
.........
فى اليوم التالى وفى المدرسة نادى استاذ حسين على الاربع صبية بينما كان هو كعادته يجلس بجوار حنين بعد ان اعطاها مشروبها المفضل
التف حوله الاطفال فقال لهم قصة قصيرة عن طفل كان مداوم على الصلاة وقراءة القران ودعاء الله بكل ما يخطر بباله فكان اله دوما ما يستجيب له فكان دوما الطفل سعيد فما رايكم ان فعلنا جميعا مثله ؟
حنين سالته سؤالا مفاجئا : استاذ حسين هل عندك اولاد
تجمعت الدموع فى عينا استاذ حسين وقال بعد ان حاول ان يجاهد دموعه فرسم ابتسامة حزينة على وجهه ومسح على ظهر حنين وقال : كان لى ابن وابنه فى اعماركم ولكنهم ماتوا هما وامهما فى حادث سيارة وتركونى وحدى ولكنى لست حزينا عليهم لانى اعلم انهم فى مكان افضل منى فهم عند الكريم الرحيم ثم انهم كانوا من قارئى القران ومن المصلين فكيف سيكون حال من كان مداوم عليهم

أنت تقرأ
وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس