اشرقت شمس الصباح ليعم ضوءها غرفة النوم عبر الشرفة فاستيقظت سلمى من نومها بعد معافرة منها للاغفاء مرة ثانية ولكن دون جدوى
قامت من مكانها بتكاسل وتحركت نحو مرآتها تتامل وجهها ثم توجهت الى الحمام لتاخذ حمامها البارد لتنتعش فهو جدولها اليومى للانوثة وما هى الا دقائق قليلة وقد انتهت وعادت تقف امام مراتها مرة اخرى واخذت ترطب كفيها بالكريم المرطب ونثرت كثير من عطرها الانثوى الفواح ثم اتجهت مرة اخرى نحو الفراش واخذت تداعب ذاك النائم بجوارها
اخذ يهش عن يدها اعتقادا منه انها مجرد ذبابة مزعجة ولكنه اخير تنبه واستيقظ وابتسم وهو يمد ذراعيه ليضم تلك الجميلة ويقول لها بهدوء اعتقدت انك ستغفلين عنى اليوم لانك تاخرتى فى النوم امس
قامت من جواره وهى تدور حول نفسها وفاتحة ذراعيها كما لو كانت فراشة تعرض الوانها الخلابة وقالت له وكيف اغفو عنك ايليق بمثلك ان يغفى عنه ؟ ان فعلت هذا يوما فقل يا ويلتك علي لانى وقتها بالطبع ساكون فى قبرى
ثم تحركت مبتعدة عنه نحو باب الغرفة لتخرج وقالت : لقد سهرت البارحة وقد جددت جدار غرفة جلوسنا بالالوان المبهجة التى تسرنظرك قبل الرحيل لعملك وفوروصولك للبيت كما قمت بتدوير اشياء قديمة لاصنع منها اشياء نستخدمها بدلا من ان ابذر اموالك فى الشراء ثم صمتت للحظة وكانها تذكرت شىء فمدت يدها نحو طاولة قريبة وقالت : اقرا ماذا كتبت لك امس وانا وحدى فانا دوما افتقدتك حتى وانت تشاركنى فراشى
كانت تحكى وهو ينصت لها على مضض فهو يمل من حركاتها وما تفعله من التجديد والاهتمام الزائد به وكلمات الشعر التى تمطره بها ليل نهار ويعتقد انها ليست طموحة ابدا ولا ترى فى الحياة سوى هو وبيتهما
هو يحبها ولكنه يكره رقتها الزائدة
التقط منها الورقة وشرع فى قراتها فى حين تركته هى وخرجت وهى تركض كما لو كانت طفلة
حبيبى خالد ارجوك لا تفجعنى يوما بكلمة وداع ولكن ان اردت الرحيل ولا مفر منه فدعنا نرحل معاً ونفاجىء الوداع ونجعله يلوح لنفسه ويودع نفسه اما انا وانت فروحنا لن تفجع ابدا بوداع
ابتسم بجانب فمه ووضع الورقة باستهتار بجواره على الكمود واخذ نفس ملل مما تكتبه كل يوم
...................
خرج بدوره من حمامه وارتدى حلته الرسمية وخرج ليتناول فطوره فوجدها وقد اعدت له فطورا شهيا وقد اهتمت بتزيين الطاولة باطباق الطعام الملونة وفازة مملوءة بود ملون زاهى يسر الناظرين الا هو
جلس ولم يعلق ولو بحرف على اى شىء وكانما قد اعتادت عيناه على الجمال من صنع يديها فاصابه الفتور
بداخلها كانت تتمنى ان يبدى اعجابه او يعبر باى حرف فمجرد حرف ينطقه كافى لاشباع عواطفها ولكنه كان بخيلا ولا يدرى ما يفعله بداخلها

أنت تقرأ
وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس