كانت حنان جالسة تضع ساقاً على ساق وتداعب خصلات شعرها بدلال وما هى الا لحظات وفزعت من دخول صفوت على حين غرة
كانت تنظر له بضيق فهى تهابه وتهاب طلته فيظل الرجل العنيد فى نظر الانثى هو المرغوب ويظل الرجل السهل هو المرفوض حتى وان كان هو الاقرب كما تظل النثى السهلة المنال سهل فراقها والانثى العنيدة المعتزة بكرامتها يتمسك بها الرجل بكل ما لديه من قوة
القى صفوت التحية واعتذر لخالد عن تاخره بسبب الزحام وجلس خلف مكتبه وكانه لم يرى حنان على الاطلاق وهذا ما اشعل نارحقدها عليه اكثر لانه دوما ما يقلل من قيمتها
ما هى الا لحظات ودلفت ريهام من الباب وفى يدها ملف الشركة ولكن الصدمة كانت عندما دلفت سلمى خلفها
استقام خالد واقفا وقال بتوتر : سلمى ؟ وتحرك نحوها بدون وعى ومد لها يده يسندها وقرب لها مقعده واجلسها عليه وربت على ظهرها وجلس ملاصقا لها على حافة يد المقعد
شكرته سلمى بدلال وثقة ولم تنظر الى حنان التى اصبحت مقابلة لها
خالد بهمس لها وقد نسى وجود حنان وتعامل بتلقائية : كيف حالك يا حبيبتى لم اكن اعلم انك هنا فى هذا الوقت لكنت اشتريت لك فطور وانا قادم
عادت تشكره بدلال ولكنها فى الحقيقة كانت فى قمة قهرها من الداخل حتى ان توترها جعل بطنها يتقلص وشعر ان وضع الجنين غير طبيعى او ربما ان نقاط الدم قد تسيل منها بسبب التوتر
وحنان تشتعل غيظا من تصرف خالد وشعرت بضالتها
صفوت بانشراح صدر اقدم لك زوجتك وشريكتى الجديدة السيدة سلمى خالد
خالد بصدمة : شريكتك ؟
سلمى : نعم يا حبيبى وجدت ان صفوت ف حاجة الى شريك لتوفير السيولة المالية فعرضت عليه شراكتى ووافق وكل هذا لن يتم الا بعد اذنك بالطبع
صفوت : زوجتك قالت زوجى ليس بمتعثر وليس فى حاجة الى اموالى بينما راتنى انا اغرق فى شبر من الماء فارادت مساعدتى فما رايك ؟
خالد : لا اعارض بالطبع فكل ما تريده سلمى اوافق عليه ولكن فى الحقيقة ملامح الضيق والغيرة كان جليه على ملامحه
الموقف برمته اتى بالهزيمة فوق راس حنان التى كانت تشتعل غيظاً وغيرة وشعرت بالندم عل اصرارها المجىء معه وجاءتها القشة التى هزمت البعير حين انتبهت على صوت صفوت يقول لها من فضلك يا مدام حنان الكرسى للسيد خالد ويمكنك ان تنتظرينا فى الخارج فريهام سسجل بنفسها محضر جلستنا وقراراتنا
ابتلعت ريقها وكادت عينيها ان تنهمر بالدموع الا ان كبرياءها وما تبقى لها من كرامة جعلها تابى البكاء قهرا وقامت وهى تنظر لخالد بضيق وغل لانها ظنت انه سيرفض خروجها ولكنه خيب ظنها وظل محاوطا لزوجته

أنت تقرأ
وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس