البارت الثانى
.......
مر اليومان واستاذ حسين يقرا كل الموضوعات وكم كان سعيدا عن تعبيرات الاطفال وارائهم فى اباءهم حتى ان الكثير منهم لم تخلوا موضوعاتهم من شراتكة ابيهم فى الموضوع ومنهم من طلب ان تكون الجائزة مناصفة بين امه وابيه فكلاهما يحبه ويغمره بحنانه
حتى وصل الى موضوعات هؤلاء الخمسة وقرا اولا موضوعات الثلاث اشقاء وما ان انهاها الا وقد اعتلت وجهه ملامح الصدمة والعبوس بدلا من تلك الملامح المشرقة التى كانت ترتسم قبل قليل على محياه من كلمات الاطراء من الاطفال على اباءهم ومع تلك الملامح ازداد تيها وتشتتا فقد ظن ان كلا من احمد ومحمود وحسين اخزة ولكن ليسوا باشقاء فكيف يقول احمد ان امه ماتت ويقول محمود ان امه طليقة ابيه ويقول حسين ان امه اسوء ام فى العالم
ولكنه لم يجد اجابة او تحليل لتلك الكلمات فاخذ الثلاث موضوعات ونحاها جانبا لحين الانتهاء من اخر موضوعين
وما ان انهى اخيرا موضوعى حنين ويوسف الا وقد اختنقت انفاسه من تلك الكلمات التى خرجت من قلوب وعقول اطفال من الواضح انهم مقهورين وانهم لم يعيشوا طفولتهم مثل من هم فى مثل اعمارهم
بدا استاذ حسين يتذكر حنين وكيف هى دوما لصيقة اى جدار ولا تشارك زميلاتها اللعب فقام وفتح النافذه لعل هواء باردا ينعش عقله الذى كاد ان ينفجر من التفكير
.........
فى اليوم التالى ذهب استاذ حسين الى مدير المدرسة وطلب منه ان يؤجل الحفلة ليومان اخران بحجة ان الموضوعات كثيرة وانه لم ينتهى من قرائتها بعد
ثم بدا يرتب افكاره لكى يساعد هؤلاء الاطفال
وبالفعل بدا يبحث عنهم واول من وجده منهم هى حنين التى كانت اثناء الفسحة تجلس بمفردها ملاصقة للجدار وفى يدها علبة طعامها ولم تاكل منها شىء
اقترب منها وجلس جوارها بهدوء وهو يرسم على وجهه ابتسامة حنونة
انزعجت حنين ورهبت الموقف فانكمشت اكثر فى نفسها وظنت انه اتى ليناقشها فيما كتبت لكنها وجدته يتحدث معها بهدوء
استاذ حسين : كيف حال طفلتى الجميلة حنين ؟
نظرت له حنين وهى لازالت راهبة الموقف ولهذا لم تستطع الا ان ترد عليه برد هادىء مقتضب قالت الحمد لله
قال لها : لماذا لم تاكلى طعامك حتى الان ؟
حنين : لست جائعة
استاذ حسين : امم انا ايضا لم يكن لدى اى رغبة فى الطعام ولهذا اردت ان تشاركينى الطعام لعلك تفتحين شهيتى ثم مد يده وفتح لفافة فى يده وكان بها ثلاث سندوتشات ليس الا من الجبن والبيض ثم قال لها بابتسامة افتحى انتى ايضا علبتك لعلنا نتشارك الطعام فما رايك

أنت تقرأ
وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس