وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد

البارت الثاني

فى صباح اليوم التالى كانت قد عادت الى بيتها وكانت راقدة فى فراشها ونظرت فى المنبه الموضوع الى جوارها فوق الكمود فوجدتها قاربت على الثامنة ونظرت الى خالد النائم الى جوارها واخذت تتذكر ذاك الحديث الذى كان مع والده ليلة امس فبعد ان عادت لبيتها جاءها والدي زوجها مستغلين عدم وجوده فى المنزل واخذا يتحدثان معها وينصحانها

الام : اعلم ان ابنى قد صدمك بكلامه وتصرفه ولهذا لن اطلب منك ان تسامحيه بقدر ما اطلب منك ان تحاوطيه فقد ظهرت فى حياته عقربة مطلقة تحاول ان تحيطه بشباكها وانتى تعلمين ان خالد ابنى ليس له فى النساء فانت كنتى اول واخر حب فى حياته وانه لم يعرف الوان مختلفة من قلوب النساء والا لكان علم ان ما تفعله ما هو الا رمى شباك لاصطياده

هنا ردت سلمى عليها بدموع : وانا ايضاً مثله لم اعرف من انواع قلوب الرجال الا هو ولم اتذوق اى حب الا حبه فلماذا لم اقبل عنه بديلا ولماذا لم ارى من هو افضل منه فى الوجود ؟

لماذا غشيت عينى عن كل الرجال وانا راضية ومستمتعه ولم يستطع هو ؟

كادت الام ان ترد الا ان الاب بادر هو بالاجابة قائلا : هذه هى غلطتك يا بنيتى

تعجبت كلاً من الام وسلمى من رده مما جعل سلمى تسرع فى الاستفهام قائلة : غلطتى انى اغشيت عينى عن سواه ؟ غلطتى انى اخلصت له ؟

رد الاب : لا يا بنيتى لم يكن هذا مقصدى على الاطلاق والا كان معنى كلامى انى ادعو للبغاء والعياذ بالله ولكن ما قصدته انك نظرتى للحب وعيشتيه انتى وعيشتى فيه خالد بحسب نظرتك انتى ولم تضعى فى الحسبان كيف هى نظرته له وهذا اكبر خطأ فالرجل يا بنيتى اى رجل يجرى فى دمه غريزة التعدد ويظل يرددها على نفسه او بين الناس حتى وان لم يكن فى باله انه سيتزوج حقا ولكنه يستبيح لنفسه هذه الفرصه فيظن انه فى مقدوره التعدد مهما طال به الزمن حتى يصطدم بحقيقه ان الشيب والكهولة طالت منه وانه لم يعد قادرا على الزواج من اى انثى حقا وما دون ذلك فيظل يردد بحريته فى التعدد وانه مهما مر عليه من الزمن فهو حقه

ولاوضح لك صدق كلامى فما رايك ان عكسنا الوضع بمعنى ان الانثى تظل تردد على نفسها انها لازالت جميلة ولازالت محض عيون كل الرجال وانها فى استطاعتها ان تنجب بدل الطفل عشرة فى حين ان من حولها يرونها قد كبر سنها وان ما تقوله ليس حقيقيا الا ان غريزتها تدفعها لهذا حتى تصطدم بوصولها لسن الياس فهنا المراة كانت مخطاة لانها تحدثت بفعل غريزتها فقط ولم تاخذ فى حسبانها ان حب الرجل لها وتحريك غريزته نحوها لا يرتبط من الاساس بالانجاب فكم من امراة عقيم ومع ذلك فهى محض اعجاب كثير من الرجال

كل ما قلته لك يا بنيتى ضعيه فى نقطة واحده ولكن هناك من النقاط الكثيرة الخاطئة التى قد وقعتى بها وكنتى على وشك ان تهدمى حياتك بسببها