كاد اليوم ان ينتهى ولازالت نور فرحة بتصرف عصام الا انها فجاة قالت : يبدو ان اليوم لم ينتهى بعد وقد قالت تلك الجملة لنفسها عندما سمعت صوت سيدة كانت تصيح فى ابنتها وتنهرها على مرأى ومسمع من زميلاتها وتسبها وتصفها بالفاشلة الساقطة
فاذا بعينيها تجحظ عندما وجدت ان التلميذة لم تكن الا سلوى وان السيدة هى امها
شعرت باشمئزاز من اسلوب والدة سلوى فكيف لها ان تؤذى ابنتها هكذا امام زميلاتها فاسرعت الخطى نحوها وقالت : مهلا يا سيدتى فكل شىء يهون ولا داعى لكل تلك العصبية
نظرت لها الام وبررت قائلة : اعتذر لك يا استاذة ولكن يبدو انك جديدة هنا ولا تعرفين ابنتى ولا تعرفينى فانا لحظى السىء كل يومين اتى الى هنا باستدعاء ولى امر بسبب تلك الفاشلة فليتها مثل اختها
نظرت نور لسلوى فوجدتها ثابتة الاستقامة باردة الملامح ضامة ذراعيها لصدرها وعادت تنصت لامها التى لم تكف قائلة واقسم لك ان ابيها كاد ان يطلقنى من تحت راسها ويلومنى انى فشلت فى تربيتها
اخبرينى بالله عليكى كيف فشلت فى تربيتها وانا قد ربيت اشقائها وجميعهم على خلق الا هى ليتها ماتت
هنا نور فاض بها الكيل من اسلوب تلك السيدة وقالت فى نفسها سبحان الله بين هذه السيدة وبين والد انس ثم قالت بصوت مسموع : مهلا يا سيدتى فكل شىء وله حل
قاطعتها الام : الا مع تلك الفاشلة حتى اظن انها هى ابليس بذاته
نور لسلوى : ماذا فعلتى لكل هذا ؟
كادت سلوى ترد الا ان الام سبقتها وقالت : ساعرف الان من المديرة
نور بسرعة : انا ايضاً قد ضايقتنى ابنتك وكنت لتوى ساشتكى منها
هنا توالى سباب الام لسلوى مرة اخرى والغريب ان سلوى لم تدافع حتى عن نفسها وكانها اعتادت الشكوى ممن حولها ضدها حتى وان كانت بالزور
نور بعصبية : مهلا يا سيدتى لقد ظلمتى ابنتك لانها لم تتسبب لى فى اى شىء ولكنى قلت هذا لاؤكد لنفسى انك مخطاة مثلها ايضا فكيف لكى ان تنهريها بكل تلك السبابات وانتى حتى الان لم تعلمى سبب الاستدعاء وكيف لكى ان تسبيها هكذا امام زميلاتها
قطعت كلامها فجاة عندما شعرت بان جنى شقيقة سلوى الصغرى جاءت نحوها وربتت بطفولية على يديها وهنا فرحت بها سلوى ومالت نحوها وحملتها واحتضنتها واخذت تقبلها غير مبالية بموقف امها الا ان الام مدت يديها بعصبية وسحبت جنى من سلوى وكانها خائفة على الصغيرة من اختها
وفى تلك اللحظات كانت مديرة المدرسة قد خرجت اثر سماع صوت السيدة
واول شىء فعلته الام انها اعتذرت للمديرة
عن اى شىء تعتذر ؟ هى نفسها لم تعلم حتى الان ولكن لتكرار الشكوى من سلوى اصبح اول شىء تفعله دون تفكير هو الاعتذار
أنت تقرأ
وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد
Romantikجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس