وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمد

البارت الخامس والأخير

البارت الخامس والأخير

اما المفاجأة الثانية هو اننا اصبحنا مثلها من عاشقى القراءة وتنوعت قراءاتنا فلم تقتصر على الروايات بل قرانا فى كل المجالات حتى صرنا نتبادل الكتب نحن الثلاثة وفرحنا عندما صنع لنا ابى مكتبة صغيرة فى الحائط

ومرت الايام واندمج معنا اولاد زوج عمتى السابق فقد وجدوا فى بيتنا الحنان والامان فصار عددنا كبير فى البيت

وفى يوم نادتنى عمتى وقالت يا عصام اريد من طلب

ابتسمت وقلت عيونى لاجل يا عمتى

ابتسمت وقالت تسلمى عيونك يا طبيب العائلة المستقبلى واكملت قائلة / خيركم من تعلم القران وعلمه

لم افهمها فسالتها فقالت / انا لا اعرف القراءة واردت ان تحفظنى انت القران

ابتسمت ووافقت بسرعة ووعدتها انه من الغد سابدا معها

وفى الغد احضرت المصحف ودخلت حجرة عمتى فوجدت كل اطفال البيت موجودين فتعجبت فقالت اردت ان تكسب ثوابنا جميعا ونحفظ كلنا

مرت الايام وحفظت عمتى واولاد اعمامى واخوتى القران وكنا نتسابق فى ايا منا حفظ بسرعة وفى النهاية ختمناه جميعا لنكتشف ان عمتى من الاساس تحفظ القران كاملا ولكنها فعلت لذلك لاجلنا نحن

مرت ايام وسنين وكبرت مسئولياتنا وضاق الحال على بى خاصة انه اصبح الرجل الوحيد المسئول على البيت كله فقد توفى عمى الكبير وزوجته تركت لنا ابناءها وتزوجت من الاخر بينما طلق عمى الثانى زوجته وتزوج من اخرى وعاش معها بعيدا وترك لنا ايضا اولاده وعندئذ فكرت امى وعمتى فى اى طريقة لمساعدة ابى وبعد تفكير قرروا ان يبدأوا مشروع صغير وبالفعل بداوا فى صناعة الحلوى وانواع مختلفة من الكعك والمخبوزات وبداوا يوزعونها على محلات بيع المخبوزات وكنت انا وجميع الصبية الذين فى البيت علينا التوزيع وتوصيل الطلبات وكذلك مساعدة امى وعمتى فى خبزهم واصبحت حنين اختى ابرع منا فى الصنعة

توفى ابى ولم تياس امى ولا عمتى بل اجتهدوا اكثر وكبروا مشروعهم وكبرنا نحن معهم ودخلنا كلياتنا التى كنا فى يوم نتمناها

صرت انا من المتفوقين فى دراستى وفى رياضتى وانتهى مرض فرط الحركة واصبحت كبير العيلة والقرار الاول لى وامى وعمتى يستشيرونى فى كل شىء صرت حنونا على الجميع ورفيقا بهم وكم عرفت يومها معنى كلمة عمتى ( الرفق زينة ) فحقا الرفق كان يزيننى وهذا بفضل دعوات امى واصبح الكل يهابنى ويحترمنى ويثقون فى قرارى

وصار اخى ضابطا فى الجيش وفى الاجازات يساعدنا فى المشروع

وكذلك ابن عمى اصبح محامى بينما صارت حنين مهندسة

لم اتزوج الا بعدما تزوجت حنين ومحمود فلم افكر فى هذا الا بعدما اطانيت عليهم

تزوجت حنين من ابن زوج عمتى السابق وانجبت ولد وبنت