[ 1:07 ]
صحيت مُتأخر على غير العادة .. ولكن مايفرق لاننا بنهاية الإسبوع .
لقيت رسالة من آدم وهو يذكرني بطلعتنا لليوم
" ها اكيد اليوم طالعين سوا ؟ "
رديت عليه ببساطة وثقة
" لا تشيل هم "قمت اسوي روتيني المعتاد
نزلت تحت وشفتهم متجمعين ..
امي واختي وابوي .
أعترف ؟ ترددت اجلس معاهم
حاسه اني لو جلست بيصير شيء
مابيرضي احد فينا ، واختي بالذات
مو ناقصه مشاكلنا هالفترة عالأقلولكنّي تجاهلت مشاعري من لما إنتبهت لي يارا
وهي تناديني اجلس معاهم ، وتذوقني من العصير اللي ابوي سواه لهم ..
رفضت ولكنها اصرّت اني اجربه
اخذته عشان خاطرها ، إدّعيت اني شربت منه
وجلست وحطيته بالطاولة الصغيرة اللي جنبيوبينما انا ساكتة واطالع فيهم مبتسمة
محاولةً مني اني اخفي إنزعاجي من وجوده
وتمثيل العائلة السعيدة معه ، إحنا سعيدين بالفعل !
بس بدونه .
للأسف مدري ايش مشكلتي مع الأشخاص اللي كل شيء يجي منهم متأخر ؟
يعني حتى ابوي اللي المفترض يكون يقدم لنا كل شيء
قبل نفكر اننا نحتاجه حتى .. يقدمه متأخر
يقدمه لما رغبتنا المُلحّة تصبح رماد بعد ليالي طويلة من النيران الراغبة .قاطع صمّتي ابوي وهو يسألني عن سنتي الدراسية ..
هل هو يسألني بشكل جدّي ؟
تكلمت بصعوبة بالغة من اثر الصدمة :
آخر سنة ، ثالث ثانوي ..
ابتسم لي ابتسامة حنونة ، ولكنّي اشوفها مُزيفه :
شدي حيلك وأبشري بهدية التخرج بس أرفعي راسي يابنتي .لوهلة حسيت ، على أي اساس ارفع راسك ؟
هل تعبي ينسب لك بالأخير ؟ وينقال انك ربيتني صح ؟
وعرفت تدرسني طيب ؟ طيب اكيد دعمتني معنوياً ومادياً ولا ؟
شتت افكاري مره ثانية لما يارا هزتني بخفيف
تنتظرني اجاوب على ابوي بأبشر وكل هالكلام اللي ماله معنى .. لوهلة حسيت بحِقد .
تجاه كثير أشياء ولكني أفضل اسكت عنها الآنولكني أرفض دائماً نسب اتعاب الناس لآخرين
فما بالكم تعب الشخص على نفسه ..
تعبه وهو يربّي نفسه ويدربها على هالحياة
تعبه وهو يعالج معاناته من أهله ، من طفولته
ومحاولاته بأنه مايكون نسخه منهم
و معاناته لوحده من العلاقات والناس وتحديات الحياة
محاولاته بصقّل شخصيته عشان بس يكون أفضل نسخه من نفسه
عشان نفسه !
بالأخير بكل بساطة يُنسب الفضل لأهله وتربيتهم الفاشلة اغلب الأحيان واللي مليانة اخطاء ، ووظيفتنا نعدل هالأخطاء لوحدنا
وبالآخر مالنا اي احقيه اننا نعترف بأننا احنا اللي سوينا من نفسنا
هالشخص اللي يشوفوه مميز وتربى صح !قمت بعد هالسلسلة من الأفكار بغضب ،
ولا اتمنى اني أنفجر هنا ..
رديت بسرعه على أبوي :
ان شاءالله ، اعذروني حاسه اني مصدعه شوي بشوف شيء آكله .
اكيد ما اخذت عذر النوم ، لأني صحيت من شوي
أنت تقرأ
على مَهلِك ..
Romanceرقيقه وقوية في آن واحد .. عبرت حدودي بكل سهولة وكأنها استخرجت مفاتيح سرية واستخدمتها معي عشاني .. طمّنت قلقي وخوفي .. اراحتني بعد تعب وركض طويل تجاه المجهول والغريب كانت هي وجهتي ومحطة الوصول . تفهم مشاعري وجسدي لدرجة مجنونة.. فكّرتها ممكن تكون فخّ...