28

6.3K 204 71
                                    

[ 9:18 ]
مر الأسبوع ببطء شديد
أيامي ماكانت مستقرة ابداً
والبيت في حالة يرثى لها
مترقبين النهاية

اليوم سمحوا لنا بزيارته ..
على كثر مادارت سيناريوهات عدة داخل عقلي
بخصوص لقاءنا الأول بعد كل اللي حصل
لكني مو مستعدة للمواجهة
حاسة ان الصمت اختارني اليوم بالذات لحتى يلجم أحرفي ويمنعني من الكلام
مع ذلك مو متأكدة من قدرتي على مسايرة حالة الصمت المريبة اللي اجتاحتني ..

صحاني من سرحاني الطويل وأفكاري
دخول أمي عشان تتأكد اني جاهزة

هزيت راسي بدون ما انطق حرف
نزلنا مع بعض متوجهين لسيارة فارس
واللي صار ملازمنا طوال الوقت ويهتم بشؤون البيت
خصوصاً ان يارا رافضة ترجع لبيتها وتتركنا لوحدنا

اخذت السماعات وبدأت بتشغيل الأغاني العشوائية
محاولةً مني لإسكات او تجاهل أفكار عقلي
هذا الحل الوحيد هذه الفترة
واللي بدأت فاعليته تقل .. وأفكاري يتم إسكاتها بصعوبة

وصلنا بعد مرور الكثير من الوقت
بدأت احس بإرتعاش في أقدامي
ومدى صعوبة خطواتي
ماتوقعت بيوم من الأيام اني راح أحس بهذه المشاعر
لدرجة أقدامي ماتقوى تشيلني خطوتين زيادة

مو متأكدة من قدرتي على النظر في وجهه
او حتى سماع صوته ..
كانت اجراءات الدخول أسرع من المعتاد
بسبب معارف فارس وهالأمر زاد من توتري

دخلنا في غرفة باردة ..
تحوي طاولة في النص وفارغه من اي شيء آخر
سوى الكاميرا المعلقة في الزاوية
جلست أمي وسحبتني معاها لما شافت ان وقوفي طال
على اني كنت الشخص اللي دائماً يواجه
إلا اني الآن أشعر برغبة الهرب بعييد عن هنا
لكني متأخرة .. مافي مهرب

دقيقتين مرت ببطء شديد
وبدأت افقد الشعور بأطرافي بسبب البرد الشديد
انفتح الباب بقوة عالية وظهر من وراه أبوي
لوهله عقلي اراد الإلتفات بعيداً وعدم النظر
لكني أجبرته على الثبات

ملامحه كانت مرهقة أكثر
الوهن ظاهر على جسده
تغير كثير رغم مرور مدة قصيرة
وكأنه كل يوم حالته تزداد سوءًا عن اليوم اللي قبله

جلسه العسكري امامنا
وصرح لنا بخصوص الوقت المحدد لنا
وطلع تارك عائلة مكسورة خلفه
مو عارفة كيف ممكن ترمم هذي الكسور

كان حاني راسه وضاغط على يدينه المقيدة بقوة
سألته أمي عن حاله بلطف بالغ
وحينها بدأت السخرية تتمكن مني
وحاولت أوقفها بصعوبة
ولكن كيف بيكون حاله مثلاً ؟

ونفس ماتوقعت كان صامت وماجاوبها
بدأت أمي بالبكاء :
ماقلت لك خلينا نحل الموضوع قبل يحصل هالشيء؟

 على مَهلِك .. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن