[ 1:10 ]
دفعت نفسي للوقوف بصعوبة وانا أحس بوجع عميق وجع متمسك بصدري من لحظة سماعي لذاك الخبر
مرت أيام العزاء .. لكني ما أتذكر ولا شيء
وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة..وكل اللي أتذكره
شعوري لحظتها، كانت اللحظات تسير ببطء شديد وصوت الصمت كان أعلى من أي وقت مضى .فكرة ان لحظاتي المحتملة معه كانت مجرد سراب
أمنيات تبخرت نفس الدخان في الهواء ..
ولم يتبقى سوى بعض الذكريات واللحظات الموسومة في عقلي..لحظات يستحيل عيشها مره أخرىواللي زادني وجع على وجعي بأنه حتى ماكان فيه لحظة للوداع ! رحيله كان مفاجئ، يشبه رحيله في السابق
لما كنا نصحى ونتفاجئ بخبر سفرته
لكن هالمره غادرنا بِلا رجعة .مازِلت أتذكر لحظة رؤيتي لجسده..
او بالأصح جثته لآخر مره .
كانت الدموع تنهمر من عيني بلا توقف، كان بكاء يشبه الأمواج المتلاطمة في عاصفة هوجاء.
صدى صوت البكاء كان يملأ تلك الغرفة الباردة ..
وبشكل غريب كنت أحس بالوحدة في تلك اللحظة، بالرغم من وجود الكل هناك ..
لكن كنت وحدي محاصرة بألم الفقد اللي اجتاحني لأول مره.. كنت أشعر وكأن الفراغ يستمر بإبتلاعي
فراغ مظلم لا نهاية له.قمت من سريري وانا أحاول اتوازن بوقفتي
مشيت بخطوات بطيئة متجاهلة الدوار اللي أصاب رأسي ..ما أتذكر متى آخر مره اكلت
خرجت من الغرفة متوجهة لأسفلشفت أمي وهي تسلم مفتاح بيد فارس
عقدت حاجبي بتساؤل .. هل هذا مفتاح المكتب ؟أنتبه لي فارس ولنظراتي الحادّة نسبياً
وكأنه حسّ وقرر يبرر بهدوء : احتاج بعض الأوراق والأثباتات ..
هزيت راسي بهدوء وكأني غير مهتمة ومشيت للمطبخ
خاطبتني أمي بقلق : آيار وجهك اصفر من التعب
جاوبتها : رايحه آكل لا تشيلي همدخلت للمطبخ وصبيت لي مويه
بدأت أشربها بكل هدوء مراقبة من بعيد خطوات أمي
بمجرد ما ابتعدت حطيت الكاسة ولحقت فارس للمكتب
بخطوات سريعةدخلت وقفلت الباب خلفي
انتبه لي فارس أثر صوت ضرب الباب
فارس : آيار محتاجة شيء ؟أقتربت منه بهدوء : بابا قال لك شيء..
يعني قبل يموت ؟
فارس : شيء مثل ايش ؟
بلعت ريقي بخفه : فارس أعتقد انك الشخص الوحيد
اللي كان يثق فيه..ووجودك هنا أكبر دليلفارس : آيار خليك صريحة
تعرفي شيء عن ماضيه ؟
غمضت عيني بشدة وانا اتجاهل الصداع اللي اجتاحني بمجرد تذكر كل الأحداث الفايتةتقدم فارس مني وهو يأشر عالكنب : ارتاحي اجلسي
جلست بطواعية وتكلمت بهدوء : أعرف كل شيء
ودي أحاسب كل شخص كان له يد
كل شخص تسبب بهالفوضى كلها لازم يتحاسب !
أنت تقرأ
على مَهلِك ..
Romanceرقيقه وقوية في آن واحد .. عبرت حدودي بكل سهولة وكأنها استخرجت مفاتيح سرية واستخدمتها معي عشاني .. طمّنت قلقي وخوفي .. اراحتني بعد تعب وركض طويل تجاه المجهول والغريب كانت هي وجهتي ومحطة الوصول . تفهم مشاعري وجسدي لدرجة مجنونة.. فكّرتها ممكن تكون فخّ...