الجزء الثامن

22 7 3
                                    

كل شيى كما هو لم يتغير شيى
خلال الشهرين الماضيين
كل الوقت يزداد وضع الزوجة سوء
فهي لا تستطيع الحراك واذ قامت تقوم وهي
مقوسة ضهرها فهي لا تستطيع أن تستقيم
ذلك الضلع قد كسر وهو لم يتعالج
كلما سالها زوجها عن حالها
تقول انها بخير
حسنا هو يعلم انها تراعي مشاعرة
فدموعها لا تتوقف عن النزول من شدة الألم
عند الأكل والجلوس عند النوم وحتى الاستيقاظ

اليوم جميل جدا على غير عادتة
الشمس مشرقة والسماء صافية
لقد أستيقظت الزوجة من نومها مبكرا
لتنظر حولها
نعم من الذين ينامون حول أمهاتهم انهم الاطفال
ذلك الطفل يحتضن أختة وهم ينامون بعيدا عن والدتهم قليلا لكي لا يؤذوها
فبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تحضنهم في حضنها كل واحد منهم من جهة كانت تقص عليهم قصص قبل النوم وعندما تتأكد من نومهم تبعدهم قليلا ألا انهم يرجعون الى حضنها من جديد فتتركهم كما يشائون

أما الان لا تستطيع احتضانهم
منذ ان كسر ضلعها وزوجها يمنعهم من ان يحتضنوها فيبدأون في البكاء
فتربت على رؤوسهم وهي تقول
لا باس يا صغيراي أصبرا حتى اتعافى
فأنتم لا تريدون ان تأذون أليس كذلك
فيقبل طفليها يديها بدل من أحتضانها

انتبهت على تلك الدموع الحارة على خديها
فمسحت دموعها
ونهضت الى المطبخ فهي سوف تقوم بأعداد
الفطور المفضل لعائلتها الصغيرة
لم تهتم لالمها
كل الوقت تفكر بردة فعل زوجها وطفليها
الذين سوف يتفاجأون من أعداد فطورهم المفضل وفوق كل هذا هي من تعدة

أستيقظت المساعدة لتذهب الى المطبخ لاعداد الفطور لتتفاجاة من وجود سيدتها هناك
فذهبت اليها مسرعة وهي تقول
ماذا تفعلين ارجوكي عليكي ان تريحي نفسك
فنفيت الزوجة برأسيها لتقول
لا انا بخير فقط لا تقلقي
وعندما انتهت قالت
سوف أوقضهم هيا ضعي الاطباق على المائدة
ذهبت الى زوجها فيأقضة فتفاجاة من ان من أيقضة هو زوجتة وليست المساعدة
فوضع يدة على خدها فقال
لماذا انتي مستيقظة ما زال الوقت مبكرا
ولماذا تركتي سريركي سوف يصاب ضهرك بسوء لماذا تحركتي يا عزيزتي
فضحكي الزوجة على خوف زوجها
فوضعت يدها على يده وقالت
انا بخير لا داعي للخوف
ثم ألست سعيد أني أستطيع الحراك
فنفى براسة وقال ليس كذلك ولاكن قد تصابين بسوء
فقالت وهي تقوم انا بخير كما اخبرتك هيا لقد أعددت الفطور
ثم تركتة وذهبت الى طفليها قبل أن يتكلم عن اعدادها للفطور
فوجدتهم كما تركتهم
فجلست بقربهم رغم ألم ضهرها
لاكن لا باس عليها ان تستمر عليها ان تفعل ما خططت له
نظرت الى وجه أبنها فبتسمت وبعثرت شعرة
فقالت صغيري هيا استيقظ
ففتح ذو السادسة من عمره عينية
فقال مباشرتا
أما هل هذه أنتي
فربت على شعرة وقالت
نعم ولما انت متفاجاة يا صغيري
فقال
أما هل انتي بخير هل تشعرين بتحسن
فقال نعم هيا انهض وغتسل لكي نتناول الفطور معا
لم يسيطر الصغير على نفسة الا وهو يحتضن أمة
لاكن سراعان ما ابتعد وهو يقول
أوه أما انا اعت......
فقاطعتة
لا تعتذر يا صغيري
هيا بسرعة
وفي هذه الاثناء استيقظت طفلتها الصغيرة
لتندهش من وجود امها جالسة غير مسلقية
على السرير
فقالت
أمها هل انتي بخير
قالت لها معة ابتسامة
أوه صغيرتي انا بخير هيا الفطور جاهز
فنهظت الصغيرة وهي فرحا كون والدتها
بخير وتتحدث معها

جلس الجميع حول المائدة
يتناولون الطعام بسعادة كون أعز انسان لديهم هو من اعدة
فقال زوجها
عزيزتي شكرا لكي على الغطور يبدو شهية
فبتسمت له وهي تراه ياكل بشراها
ثم تكلم الفتى الصغير وهو يمضغ الطعام
أوه اما حقا شكرا لكي طعامكي لا مثيل له

كانت الزوجة سعيدة جدا فهي ترى طفليها يتناولون الطعام امامها
وايضا زوجها الذي يتكلم عن ماذا سوف يفعلون
والمساعدة التي ايضا سعيدة بكون ام الاسرة
قد قامت اخيرا من سريرها

لم تعد الزوجة وجبة الفطور فقط
بل اعدت وجبتي الغداء والعشاء لاكن بمساعدت المساعدة
فهي لم تستطيع الوقوف لفترة طويل لاكنها
فعلت ما بوسعها
لقد قضيت اليوم كل بجانبهم
تتكلم معهم تاكل معهم
لا تتركهم للحظة
لينتهي اليوم
وفي المساء دخلت على حجرة زوجها
فجلس بجوارة وقالت
عزيزي اريد منك ان تعدني بشيى
فقال اوه ما بكي الان لماذا الوعود
قالت فقط اريد ان تعدني
قال انتي تقلقيني
فقالت ولما القلق الأن
قال يبدو وكأنكي تريدين ان تتركيني وترحلي
فبتسمت في وجه
فقال لا تقولي أن ما قلت صحيح ارجوكي أبقي بجانبي ماذا عن طفلينا هل تريدين ان تتركيهما مازالا صغيرين
فمسكت يدة وهي تقول
عدني فقط يا عزيزي
قال بماذا أعدكي
قالت عدني بانك سوف تبقى بجانب طفلينا وأن تهتم بهم وتهتم بنفسك وان تتزوج من بعدي اذ حصل شيئ لي
قال عزيزتي هذا الأمر لا يحتاج الى وعود بخصوص طفلينا
لاكن لا تتكلمين عن الموت الان انتي بصحة جيدا
قالت فقط كي اطمأن
قال اطمأني عزيزتي فقط ابقي بجانبنا
سيكون الجميع بخير

ذهبت لتخلد الى النوم بجانب طفليها لتجدهم ما زالوا مستيقظين
فتمدت على سريرها وقالت لهما
تعاليا الى جانبي
فقال ابنها
اما انتي عليكي ان ترتاحي لا يجب ان ننام بجانبك سوق نأذيكي
فقالت
لا انا بخير اريد منكما ان تناما بجانبي
وسوف اقص عليكم حكاية ما رأيكم
فركض الطفلان الى جانب امهم
فجذبتهم الى حضنها
وتمددوا جميعا على السرير
لتبدأ بقص حكاية عليهما
وعندما تأكدت من نومهم أحتضنتهم بقوى الى صدرها ولم تهتم كم ألمها ضهرها
فقالت قبل ان تغلق عينيها
عزيزاي كونا بخير

أعظم مصيبة في التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن