السابع عشر من نيسان,قبل ثلاثة عشر سنة..

1.1K 59 88
                                    

صباح الخير يا أويس!

أو مساء الخير لأن الساعة تشير إلى الثانية ظهرا و قد إستيقظت قبل نصف ساعة فقط..

هذا لا يهم..

الآن سأكتب عن لقائي الأول بكَ الذي حدث البارحة, لا أعتقد أنك حقا تذكره لأنه بالتأكيد غير مهم بالنسبة لكَ

إلا أنه محفور في قلبي قبل عقلي يا أيها الأحمق..

نظمت المدرسة رحلة خاصة بالتلاميذ المتفوقين بمناسبة عيد العلم و لأنني تحصلت على معدل ممتاز و بعد موافقة والداي ذهبت, لتكون أول رحلة مدرسية لي و أول لقاء بيننا..

لقد لاحظت شخصيتك المفعمة بالحيوية و النشاط لكونك كنت تجلس خلفي مباشرة في الحافلة بحيث لم تتوقف عن الغناء أو الرقص و لو للحظة إلا أنني لم أكترث لأنك غريب عني و أيضا كنتَ ترتدي قبعة سخيفة لم تسمح لي برؤية ملامح وجهك بوضوح..

لذلك إنشغلت في اللهو مع صديقي الذي جلس بجانبي..

توقفت الحافلة لننزل جميعا في مكان أشبه بالغابة, لقد كان رائع حقا أليس كذلك أويس؟

تجولت رفقة أصدقائي الذين أعرفهم منذ الإبتدائية و الذين حمدا لله يدرسون معي في نفس الفصل و قد تحصلوا على معدلات جيدة أيضا مكنتهم من القدوم..

وصلنا إلى حافة حيث كان المكان نوع ما مرتفع ليجلس أحد الزملاء على الشفة بينما رجليه متدلية نحو الأسفل و هو يهتف بسخرية بأنه سينتحر لتأتي حبيبته التي يخرج معها لتمسكه من حقيبته و هي تقول بكل درامية لا تفعل ذلك سأموت إذا حصل لك شيئ..

رباه فليشغل أحدكم موسيقى هندية و يأتي بمروحية لتطير شعر الفتاة التي أمقتها حتى يكتمل المشهد..

لا أطيقهما لأنها مغرورة و لأنه منافسي الشرس في رتبتي في القسم حيث أخذ مكاني في الفصل الأول و لكن إستعدتها في الثاني و هو حاقد علي نوع ما كحبيبته تماما التي تحرقني بنظراتها الغبية لكوني أتحدث إلى غبيها..

كان الجميع يضحك عليهما بينما أنا إستمعت لهتافك الساخر الذي يقول:

- و أنا من سينقذني؟!

إلتفتت إلى مصدر صوتك لأجدك أنت الآخر تجلس على الحافة و تلوح بغباء مقلدا ذلك الأحمق الذي ذكرت منذ قليل أنني أمقته!

إلا أنني كنت أغبى منك حيث إبتعدت قليلا عن تلك المهزلة لأتجه نحوك حيث سحبتك من حقيبة ظهرك ذات اللون الأزرق الداكن نحو حتى تبتعد عن خطر السقوط, تمتمت لك بينما أشد على حقيبتك:

مذكرات عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن