الثاني من شهر أيار , قبل ثلاثة عشر سنة..

657 51 98
                                    


أويس عبد الله !!!!!

هل قلت مسبقا أنني سأقتلك؟!

سأفعل ذلك حقا عندما ألقاك مجددا يا أيها الأحمق!

لقد نزلت اليوم إلى طابقك الخاص بصفك بحثا عنك متخلية بذلك عن إمضاء فترة الإستراحة مع أصدقائي لأسمع وشوشة بين فتيات فصلك تقول بأنك قد سافرت إلى مدينة أخرى بعيدة جدا؟!

كيف لك أن تفعل بي هذا؟!

لقد إنتظرت نهاية العطلة بفارغ الصبر حتى ألقاك مجددا يا أيها الغبي!!

لقد دعيت في كل صلاة أن تنتهي تلك الأيام بسرعة حتى أعود للمدرسة و أجدك!

ليس لكي أكتشف بأنك رحلت عن المدينة بأسرها خلال تلك العطلة!

بالله عليك هل يوجد شخص منطقي ينتقل من مكان عيشه و السنة الدراسية على مشارف الإنتهاء؟!

لا يهمني أسباب رحيلك أبدا !

لأن قلبي المغفل يؤلمني للغاية حتى أن دموعي الحمقاء قد بللت الصفحة التي أكتب فيها الآن!

سأتأكد من التخلص من هذا الدفتر النتن في أقرب وقت ممكن!

سأشق صفحاته و أحرقها ثم سأرمي بغلافه الذي قضيت معظم العطلة في تزيينه في أكبر مكب للنفايات في المدينة لأنني لم أعد بحاجة إليه فصاحبه قد رحل بلا عودة!

أعتقد أنني لم أكن أحتاج إليه من البداية أصلا!

يا إلهي إن دموعي لا تريد التوقف عن النزول!

أنت أحمق كبير!

لماذا جعلتني ألقاك  ليتعلق قلبي بك ثم ترحل هكذا ببساطة؟!

لماذا صرخت ذلك اليوم طالبا الإستغاثة بتلك الطريقة الغبية؟!!

بدأت أفكر في أن أدعي عليك في كل صلاة!

أنت حقا فطرت قلبي!

لقد صنعت آمال كثيرة و رسمت أحلام لا تعد و لا تحصى منذ يوم رؤيتي لك!

بما أنك سترحل هكذا.. ما كان يجدر بنا اللقاء من الاساس..

سعادتي بلقائك إنقلبت كلها إلى ألم ينهش قلبي!

أنت شخص سيئ حقا !

لقد أضعت جهدي العقلي في التفكير بك بينما الجسدي في تزيين هذا الدفتر الغبي!

مذكرات عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن