لماذا؟..لماذا عُدتُ بعد كل هذه السنوات؟
لقد كُنت قد نسيتك تماما..
محيت كل تفصيل يتعلق بك من ذهني بعد رحيلك..
ليعود كل ما ألغيت وجوده بعد عودتك و كأنك لم ترحل..
في اللحظة التي سقطت فيها عيناي داخل مستنقع سوداويتاك..
عادت كل مشاعري إتجاهك مجددا و كأنها لم تختفي من الأساس..
و كأن لقائنا حدث البارحة و لم يمر عليه قرابة الأربع سنوات..
إلا أن تلك الفتاة و هذه التي تكتب الآن ليست ذاتها..
لقد رأيت في المرة الأولى فتاة جميلة بملابس مرتبة و شعر مسرح على شكل ضفيرة ذيل السمكة مع ملامح طفولية بريئة تغمرها الحياة..
أما هذه المرة..
إلتقيت بفتاة ترتدي ملابس سوداء تكونت من حذاء رياضي و بنطال جينز ممزق عند الركبتين بالإضافة إلى كنزة صوفية واسعة مع سترة جلدية و قبعة من الصوف تعلو شعرها المجعد ينسدل إلى نهاية ظهرها..
بدون نسيان السيجارة التي كانت بين شفتيها تقوم بتدخينها في مكان منعزل في الثانوية..
لقد شعرت بخجل لم أعهده من قبل عندما رأيتني بذلك المظهر المزري..
بعدما كنت أقول لنفسي بأنني أستحق واحد أفضل منك..
شعرت بنفسي بأنني لا أليق بك..
النظرة الغاضبة و المتقززة التي وجهتها لي في تلك اللحظة جعلتني اشمئز من نفسي..
أنت بقيت مثل ما كنت قبل سنوات إلا أنك إزددت جمالا و طولا بالإضافة إلى إكتسابك لتلك البنية الرياضية المثيرة,و تلك النظارات الطبية التي ترتديها قد زادتك فتنة..
تعرفت عليك رغم التغير الكبير الذي طرأ عليك بعد نضوجك..
فكيف سأنسى صاحب قلبي؟
بينما أنا..
لم أعد تلك الطفلة البلهاء التي أمسكتك من حقيبتك حتى لا تسقط..
إن كان لي شك بأنك لن تتذكرني في المرة السابقة فعلى الأكيد لن تفعل هذه المرة..
لم أتغير من حيث المظهر الخارجي فحسب..
فحتى من الداخل لم أعد كما كنت سابقا..
أنت تقرأ
مذكرات عاشقة
Nouvellesأمسكت به حين كاد يسقط من التلة ، لكن ما لم تنتبه له أن قلبها قد وقع هناك بدل منه ، داخل سودويتاه الغامضة ليغرق إلى المالانهاية و إنقاذه من المحال.. هو كان الذئب لتكون هي قمره.. وقعت في حبه من أول لقاء و أول نظرة ، هي الأنثى الذي كان ليكون عشق الرجال...