لهثتُ بقوة وأنا أحاول تمالك أنفاسي المتسارعة بعد المغامرة غير محسوبة العواقب التي قمت بها.. من كان يتوقع أن أتواجه مع الكاهن يوريت، بل وأتغلب عليه بهذه البساطة؟!.. مذهولة أنا نفسي..
نظرت خلفي للجزيرة غريبة الشكل والتي تشبه الهلال، والتي اصطلح العامة على تسميتها بجزيرة (الكاهن) بعد أن أمضى فيها الكاهن يوريت زمناً طويلاً يسكنها وحده.. لقد أمضيت عشر سنوات على هذه الجزيرة، وقد بغضت كل يوم منها رغم أنها هي وسيلتي لتحقيق ما أردته..
لماذا قمت بما قمت به بعد عشر سنوات التزمت فيها بطاعة يوريت والتعلم منه؟.. لأنني، كما علمت مؤخراً، قد اكتشفت أن الموعد المحدد لتنفيذ الانتقام الذي سعيت إليه قد أصبح قريباً.. هذه السنة، تتعامد النجوم على أحد المواقع في يوم معين سامحة لي باستخدام طاقة كبيرة لتنفيذ تعويذة خاصة لا أقدر على استخدامها في أي يوم آخر.. ولو انقضى ذلك اليوم، فلن يعود مرة أخرى إلا بعد تسع سنوات.. وليست لي طاقة للانتظار هذه المدة..
نظرت للفافة التي أمسكتها بيد ترتجف، ثم فتحتها بحذر وتأملت محتواها الذي كتب بلغة لا يقدر العامة على قراءتها.. فقط شخص تتلمذ على يد أحد الكهنة في هذا العالم، وعددهم لا يتجاوز اثنان بأي حال من الأحوال، شخص مثل هذا يغدو قادراً على قراءة محتوى اللفافة بكل سهولة.. لذا جرت عيناي على الكلمات بسرعة ولهفة، وتأملت الرسم الذي نقش في جانبها وتمعنت فيه حتى نقشته في عقلي بكل تفاصيله..
لم يبقَ إلا وقت قصير قبل اليوم الموعود.. وعليّ فعل كل ما أقدر على فعله لأستغل هذه الفرصة النادرة قبل أن تضيع هباءً..
༶༄༶༄༶༄༶
هذا هو المكان المذكور في اللفافة.. احتشد صدري بانفعالات متباينة وأنا أرى الموقع الذي عثرت عليه بعد بحثٍ وتدقيق وكثيرٍ من التمحيص.. هناك عدة مواقع تصلح لتنفيذ التعويذة، بالاعتماد على عدد من النقاط المهمة، وقد وافق هذا الموقع تلك النقاط بدقة تامة..
كنتُ وسط صحراء شاسعة، والدابة التي حملتني قد هلكت قبل ساعات.. لم أهتم لمكاني ولكيفية خروجي من هذه الصحراء، فبهذه التعويذة، لن يهمني ما يجري في هذا العالم بعدها بتاتاً..
أنت تقرأ
طريق الأطياف
Viễn tưởngطفلة هاربة، تسلك طريقاً لم يسلكه البشر قط.. لتجد نفسها في عالمٍ لا تدري ما ينتظرها فيه.. ولا ما يراد بها.. تجد نفسها مطمعاً لكائناتٍ لم تسمع بها أو ترها قط.. ولا تجد إلا مذؤوباً يحميها، ويسعى لإنقاذها من كل ما يتهددها.. فما سبب قدومها لهذا العالم؟...