لازالت زوجته، لكنها غاضبة

170 15 62
                                    


كانت تجلس عابسة بيدها عدة أوراق وأخرى على الطاولة أمامها تعبث خصلات شعرها المجعدة الحمراء،

" كيف العمل؟ " قال بصوت هادئ لا يخلو من السخرية

رفعت رأسها وابتسمت ابتسامة صغيرة رغم ملامحها المرهقة،

وقف خلفها وهو يدلك كتفاها ويقول ساخرًا " أرى أن الأعمال المكتبية لا تناسبكِ"

" إنها فقط كثيرة وتحتاج للتنظيم، لا أدري أريد أن أتحدث معك بهذا!" قالت نيفادا بعيون جرو ..

ربت إلياس على كتفها وجلس بالجهه المقابلة على الطاولة وشبك أصابعه وقال " هاتِ ما عندك "

وضعت أمامه ورقه كبيرة مطوية وعرضت مشروع توصيل المياه التي وضعته،

" أخبرني إن وجدت نقاط ضعف هنا.. لا تريد أي مجازفات بهذا سيكلفني الكثير من المال والقوى العاملة" قالت بإجهاد

أعاد إلياس ظهره براحة على الكرسي، لم يمسك الورقة إكتفى بالنظر إليها فقط ثم رفع ناظريه إليها وقال " كم شخصًا يقوم بمناقشتكِ بهذا؟ "

" ثلاثة " قالت نيفادا

" لماذا عليّ أن أقوم بمراجعة خططكِ؟ " قال الياس بجدية

" لا أدري، أحب أن أناقشك فغالبا ما أخرج بنتائج جيدة " قالت نيفادا وهي تعبث بالقلم بين أصابعها وتنظر له،

نظر لها مطولًا ثم قال " ربما يمكنكِ إضافة بعض الدعامات هنا، فهذا السد قد يتعرض للسقوط  بدونها، خاصة وأن التربة بالمملكة طينية.. يمكنكِ أخذ هذا بالإعتبار.."

قامت بكتابة ملاحظته بكتيب جانبها ثم قالت بحماس " ربما يمكنك إلقاء النظر على هذا أيضًا! "

" هل تريدين أن أتدخل بعملكِ؟.. " قال وهو يهم بالخروج،

" لا " قالت دون تردد

" يمكنكِ فعل هذا .. إذا ما أعطيتِ ما يكفي من الوقت والموارد، فيمكنكِ تحقيق المشروع بلا أخطاء .. أنتِ جديرة بهذا!" قال إلياس قبل أن يخرج،

" إلياس .. " قالت بابتسامة صادقة،

" هن ؟! " قالت ملتفتًا لها

" شكرًا لك " قالت بلطف

ابتسم هو الآخر وقال " على الرحب .. لا تجهدي نفسكِ "

أومأت نيفادا بحماس قبل أن يخرج زوجها،

......................................

خرج إلياس ليجلس بمكتبه الخاص مع إيوسيف،

" إلياس ... متى علينا العودة؟ " قال إيوسيف

" كيف يمكنني الذهاب قبل موعد الولادة؟ ستكون بخطر .. " قال إلياس

" علينا تدبر الأمر .. أنأخذها معنا؟ " قال إيوسيف

جندي الجبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن