ألم وأمل

37 6 11
                                    

الأرض على امتداد البصر مغطاه بالرماد،

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الأرض على امتداد البصر مغطاه بالرماد،

الرياح محملة بهشيم محترق وبعبق جثث القتلى .. شهداء الحرب ..

لن تعرف أبدًا كيف للذكريات أن تكون ذات رائحة إلا باللحظات الآخيرة لحاملها ..

وهذه الأرض .. أرض المعركة .. تحمل الكثير من أطياف ذكريات رجالًا سُفكت دمائهم على ترابها من أجل الوطن ..

إنه لأمر غريب .. سيطرة الرغبة والجشع على النفوس .. وما يمكنها أن تجعل الحمقى يفعلون من أمور فظيعة ..

ذلك الثقل الذي شعرت به بقلبها .. أصبح يتسلل لذراعيها ..

تشعر بتخدرهما تمامًا ..

نظرت ليديها ..

مغطاه بالدماء تتحول للون الأسود ..

تخطو بحرص بين الجثث، السماء يتغير لونها إلى الرمادي والرياح تشتد ..

تمسك قلادتها وهي تغمض عينيها فالريح شديد ..

"نــِ .. ــيــ .. ــفا ..دا ... " همس يحيطها لا تدري مصدره ..

تفتح عينيها .. تنظر حولها ..

" نيفادا .. "

" إلياس !!! " صرخت باسمه بعدما ميزت صوت همساته ..

إنه هناك !!

ركضت متعثرة نحوه ..

إنه على الأرض .. وسط الجثث !!

سقطت على ركبتيها جواره وأمسكت كفه بقوة ..

مسحت على شعره الذي يغطي عينيه ..

عينيه !!

" إلياس !! عينك اليسرى !! " قالت بفزع وهي تمسح الدماء عن وجهه ..

" نيفادا .. تماسكي ... نيفادا ! " قال إلياس بصوت متقطع وهو يغلق عينيه ببطئ و يلفظ أنفاسه بصعوبة ..

" لا .. لا تتركني !! إلياس !!! إلـيااااااااس !!!!!!! "

.

.

فتحت عينيها بشدة وهي لا تستطيع السيطرة على ضربات قلبها وإلياس ينظر لها وهو ممسك بكتفيها بقلق ..

" لقد كان مجرد حلم .. إهدأي " قال إلياس بهدوء وهو يمسح على ظهرها ..

ظلت للحظات تدقق بإلياس وهي تمسك وجهه بكفيها والدموع تنساب من عينيها رغمًا عنها ..

جندي الجبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن