اجتماع بباطن الجحيم

43 5 3
                                    

وضعت يدها على فمها تحاول كتمان صوت بكاءها مرة أخرى ككل شهر ..

مرة أخرى .. لا حمل ..

هذا سيحبط ألسيديس .. كم تمنت أن تعطيه طفلًا، وليّ عهده !

لا تريد أن تسلبه حقه بأن يصبح ملكًا فقط لكونه لم يأتِ بـولي عهد من بعده ..

هذا العذاب الذي تعيشه بشكل متكرر .. نظرات الإحباط بعينيه كلما فُتح الحديث حول الأمر ..

إنه لعذاب لا يُطاق ..

هذا ما ظلت تتحمله لسنوات ..

حتى صارحها بأحد الأيام برغبته بالزواج بإمرأة آخرى ..

وقع هذا الخبر على قلبها كالصاعقة ..

" فقط أحتاجها من أجل الطفل .. ثم سآتي به إليكِ، لتربيه أنتِ أجنيس .. سيكون طفلكِ أنتِ .. " قال ألسيديس برقة وهو يمسح دموع زوجته ..

لم تستطع أن ترد عليه .. بداخلها كانت تعلم أن هذا اليوم سيأتي لا محال ..

ابتسمت رغم إعتصار قلبها وقالت " من ستكون سعيدة الحظ ؟ "

" تولين كورنيث .. إنها أحد الأفراد من العائلة الملكية بمملكة آل كورنيث " قال ألسيديس بملامح باردة..

اتسعت عينيها بصدمة والدموع تنهمر من عينيها وقالت غير مصدقة " تلك الطفلة ؟ إنها فقط بالحادية عشر ألسيديس !! "

" هذا ليس من شأنكِ! " قال ألسيديس مضيقًا عينيه

قالت بإصرار " أرفض !! "

" لا تتدخلي أجنيس ! أنا أُحذركِ !! " قال ألسيديس وهو يخرج من الجناح ..

تكررت زيارات ألسيديس لمملكة آل كورنيث مع أخاه الأصغر إيجور، وصاحبتهم أجنيس بالزيارات الآخيرة ..

كانت تشاهده وهو يفترس ملامح الفتاة الآخري،

فتاة لبقة وقوية ..

لكنها طفلة ..

كانت عائدة من مزرعة القصر مع العربات التي تحمل مختلف الفاكهة والخضروات ..

لاحظت تولين مراقبة أجنيس لها،

كم شعرت أنها مميزة وقتها .. فقد كانت أجنيس تُلقب بسيدة قصر الآكايشي ..

امسكت بفستانها وهي تضع بداخله فاكهة مختلفة وركضت نحو أجنيس وجلست قربها بعدما إنحنت بإحترام .. وضعت بعض فاكهة الرمان والتفاح

" سمو الأميرة أجنيس .. لقد عندنا من الحصاد للتو .. تريدين البعض ؟ " قالت تولين بخجل وهي تُمسك حبه رمان..

ابتسمت أجنيس وتناولت الفاكهة وقالت " لا يجب على الأميرة أن تضع الفاكهه بفستانها هكذا .."

" أجل .. آسفة، الحديقة هنا هو مكاني المُفضل دائمًا .." قالت وهي تراقب ذاك البعيد هناك على جواده بين الحرس ..

جندي الجبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن