أحيانًا يود الإنسان أن يصرخ .. أن يصرخ عاليًا حيث لا يراه أحد، لا يسمعه أحد ..
يريد أن يصرخ حتى ينتهي الشعور داخله ..
الغضب .. ذلك الوحش الصغير الساخط على الدوام، متى يجب أن نطلق سراحه؟
هل سيظل حبيس الهيبة للأبد ..
إنه كالجمر الملتهب المغطي بالرماد، لكن بداخله ما زال يحترق،
هي مشاعر أُبتُلي بها المرء
........................
قُبيل غروب الشمس وصلن للقصر أخيرًاسألت بلقيس بحماس فور ترجلهم من العربة
"أيمكنني لمس أذنيك يا هرة"
أجابت باستت "أصمتي"
علت ملامح الخيبة تلك الغراب حتى أتى نيكولا أخذًا إيها كي يناقشوا الأعمال المكلفة لهم قائلًا لها 'أن أعمالهم لن تنجز نفسها'
في حين بعد قليل تُركت نيفادا -التي لم تعِ متى وصلت هنا- بمفردها أمام جناح زوجها بعدما أمرت باستت الجنديان المغادرة وذهبت هي لخطيبها
لحظات حتى فُتح الباب بغتةً قبل أن تهم بفتحة وتم سحبها لحضن زوجها وأغلق هو الباب
إبتعدت نيفادا قليلًا واضعةً يديها خلف رأسه قائلةً
"لا تريدني أن أرحل لكن عميقًا بطيات قلبك تريد أن أحررك .. لا تريد أن تستسلم وتخبرني مرارًا أن التمسك هو قرارك، بينما .. تتمني أن أذهب وأدعك تتنفس ..
لم تختر التخلي،لكن يقتلك البقاء"
بدأت الدموع تنساب من عينيها وأكملت قائلة
"يقتلك كما يقتلني أيضًا لذا أرجوك أرجوك لا تتركني مرةً أخرى أرجوك ثِق بي أنا سأثق بك لذا فقط ثِق بي أيضًا، أرجوك لا أريد نسخة أخرى من أمي وأبي أرجوك"إرتفع صوت شهقاتها مع دموعها المنسابة ودفنت رأسها بصدره
أما هو فعانقها بقوة باكيًا في صمت خائفًا من أن تختفي من أمامه ويفقدها؛
إلياس خائف من الفقد نفسه يخاف فقدان أحبته كما فقد أباه، هو فقط لا يريدها أن تبتعد عنه يريد أن يبقوا هكذا فقط دون الإكتراث بأي شيئ آخر ..
أنت تقرأ
جندي الجبل
Fantezieرواية مليئة بالأحداث الملحمية، تقص حكاية شعب كورينيث الذي كاد أن يندثر تاريخًا وحضارة! وعن تحرك جماعات بأكملها وبنائها للأمة تحت قيادة إمرأة تصدرت المشهد بعصر لم يُحصد به القوة والسلطة غير الرجال ..