عاصفةٌ هادئة

94 5 0
                                    


إلتفتتا نيفادا وناتاسيا لما تقوله بإنصات، ووسط إرتباك أختهما الأكبر وضغطها على أصابع يدها بقسوة إنسابت دموعها ومع أول كلمة انهارت وهي تبوح بكل ما حدث..

.....

"عودة جنودك وإمدادهم بالزاد من طعام وماء مقابل حياتك سمو الأمير، ما رأيك ؟" قالت كاسندرا بأريحية من يملك خيوط اللعبة كلها..

لحظات من الصمت وإلياس متمسكًا بجلادته على الرغم من موقفه الخاسر ..

أن يعود جنوده بدونه أو لا يعود أحد على الإطلاق!

الأمر لا يحتاج إلى الكثير من التفكير، لكنه لم يعتد الخنوع .. التنازل لم يكن يومًا خيارًا..

لقد وقع بشباك سحر تلك الحاقدة،
ليس أمامه حلول إلا أن يتخلي عن حياته..

لكن لديه عائلة الآن،
ترآءت له لحظات ضمهم وتقبيل جبينهما قبل الذهاب،
لقد كان يعلم أنه لن يكون سهلًا أبدًا لكن لم يتوقع أن تكون كاسندرا جزءًا من المكيدة بالإضافة كونها ساحرة !
......

هذه تضم أختها وهي تبكي بحرقة كالأطفال وتلك تضم كلتيهما، عيناها تكادان أن تخرجا من مقلتيهما وهي تشد على كتفي أختيها تارة وتمسد على شعرهما وهي تهذي بكلمات توعد حتى وضعت ماديرا يدها على كف أختها فإنهارت على الفور وبكت كثيرًا مع أختيها اللواتي ظلوا يضمون بعضهم بعضًا كالجراء المتروكة بالمطر دون مآوى ..

ظلوا على هذا الحال لوقت طويل حتى هدأن آخيرًا وقوتهم قد خارت تماما

" لقد كان ساميراما يعلم إذًا" قالت نيفادا بفتور

"لقد طلبت منه ألا يخبر أحدًا أي شيء خاصة أنتِ نيفادا " قالت ماديرا بحزم

ثارت نيفادا "حتي أنا ماديرا"

" طفلة متهورة مثلكِ.. ليس من الحكمة أن تعلم" قالت ماديرا برصانة

"أنا أعلم بالفعل سمعت صدفة من ميساكي أن الملك طلبك، لم أرد إخبارك خِفت أن أذكرك، وبغضت عقلي ولا زلت أبغضه، فأنا في الحرب ترأى لي صوت صراخك لكني لم أفعل شيئا أنا آسفة ماديرا .. آسفة " قالت نيفادا نادمة ببكاء فعنقتها ماديرا مرة آخرى مخبرة إيها بابتسامتة حنونه أنه لا بأس ولتسامح نفسها فلن يكن بيدها شيئ تفعله من الأساس، فصلتا العناق وسرحت كل واحدة بخيالها.. حتى لمست ناتاسيا ذراع ماديرا بحذر وقالت بخوف "ماديرا"

ونظرت كلتيهما لنيفادا التي كانت تمسك رأسها وقامت بالصراخ بألم وانفجر كل ما هو مكبوت داخلها وكأن تلك هي اللحظة المناسبة التي قررت كل مشاعرها الغاضبة تلك الخروج فثارت كبركان كان خامدًا لآلاف السنين وقرر الانفجار وقت وقوع قشة فوقه ..

حينما رفعت رأسها لتنظر لأختيها الخائفتين وأجيلار الذي بدأ البكاء فور صراخ أمه -ووجد نفسه سحب لحضن خالته- تراجعتا على الفور ..

جندي الجبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن