الفصل الثاني

100 13 0
                                    

كان كمن فى عالم اخر لا يستقبل حوار مع احد.. ولا يتكلم مع احد.. فقط عيون ثابته تتحرك لتحدد له الطريق.. من اختناق عيونه باللون الاحمر الداكن استلطف وضع النظاره الشمسيه الخاصه به.. واكمل سيره فى شوارع حارته بالثياب الخاصه بالجيش والتى تدل على سفره الان...
انتبه الى صوت هاتفهه الذى يرن.. اخرجه من جيب بنطاله وهو يدقق النظر فى اسم المتصل..
ضغط على زر الاجابه وهو يردد
محمود: ايوه يا علاء..
علاء بتلهف: محمود انت فين..
استغرب محمود التلهف الواضح فى صوت صديقه فاجابه فى ثبات: انا لسه خارج من بيتى حالا...
ـ محمود ممكن تبعتلى صوره خطبتك..
بالطبع معظم من فى العنبر الخاص بمحمود يعرف الفتاه الخاصه به لادعاها انها خطيبته وليست فتاه عاديه...
استغرب من طلبه الغير مبرر فساله فى حده: ليه؟؟
ـ هتاكد من حاجه يا عم ااخلص عشان خاطري...
رغم الاستغراب من صديقه الا انه قرر مجاراته فى الحديث حتى يعرف ما وراء هذا الطلب...
محمود: هبتعها بس افهم...
ـ ماشى...
ـ خلاص ثوانى وهتلاقيها مبعوته...
اغلق معه الخط ومازال محتفظا باندهاشه فتمتم مع نفسه: استر يارب.......

اخذ يتامل تلك المريضه الغائبه عن الوعى منذ يومين ممسكا بالملف الشخصى خاصتها وبجانبه ممرضه...
يامن:اخر الاخبار اى..
وقفت الممرضه بجواره وهى تقول فى ثبات:العلامات الحيويه اتظبطت...وفى مؤشرحيوى بياكد انها ممكن تفوق...
اعتدل يامن فى وقفته ثم اردف:بنسبه كام؟؟
الممرضه:حوالى 62/..
يامن:تمام يا نهى..هشوفها كمان شويه..

خرج من الغرفه وهو فى حاله شبه واعيه..تفكيره مع الحاله التى استلمها من هى؟؟
كيف اتت الى الشط؟؟
لما وقعت فى ايدى علاء خصيصا؟؟؟
كيف سيتعامل معها ان استعادت واعيها؟؟؟
نفض راسه وهو مكمل سيره فى الرواق حتى يعود للعنبر مره اخرى...

ـ اه يعنى ونعمل اى..البقاء لله يا سيدى..ماتت وراحت لحالها..
نطقت تلك الكلمات من تحت اسنانها..كم تمنت موتها واختفائها من حياتها..تحقق مرادها واصبحت امنيتها حقيقه لتنفرد بخطيبها الذى كان ينشغل عنها بسبب ابنه خالتها وخالته...
انها هبه تلك الفتاه صاحبه الجسد الممتلئ..والقوام القصير..والواجه المكتنز والنمش الموجود على بشرتها البيضاء....
زفر منها ومن انانيتها..هى لا يهمها انهم فى عزاء ابنه خالتهم...كل ما يهمها انها رحلت...
وضع سمير يديه على كتفها يحثها على الابتعاد من طريقه وهو يتكلم بعصبيه مخيغه:ابعدى عن وشى دلوقتي..احسن مخربش عليكى..
تراجعت اثر الدفعه القويه التى تلقتها..وعصبيه خطيبها تلاحقها اينما ذهبت..بسببها بسبب الشيماء..هكذا اقنعت نفسها..لتهمس بغل:حتى من بعد مموتى يا بنت خالتى ماثره على خطيبى ومش سيباه فى حاله..يانا يا انت يا سمير السعادى...
اسرعت فى الانضمام الى المكان المخصص للنساء حتى لا يلحظ احد غيابها...

"فقدان اثر"  لعبه الخيال ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن