الفصل الخامس..

36 7 0
                                    

الاستمتاع الظاهر على وجهها يعكس الفرحه المطلوبه، انها تشاهد الحدائق الخضراء والينابيع الزرقاء، واناس بسيطون يتجولون بملابسهم الفضفاضه، كلما وقع عين شخص عليها ابتسم لها ولوح ايضا.
يبدو انها كانت مشهوره بالطيبه.
"نعم هم يحترمونك بشده"
نظرت له: هما مين؟؟
اوقف حصانه ونظر لها بابتسامه: شعبك..
ابتسمت ومازالت تتحرك بالحصان ببط فهى لم تتخلى عن توترها وقلقها منه ابدا: هو عدد السكان قليلين كده ليه؟؟
سار بجانبها وهو يتطلع فى كل الاتجاهات بحذر: "انه يوم الاحتفال، شعب المملكه يحتفل فى منازلهم وقليلأ ما يخرج البعض من منزله"
توقف فجاءه وبدون مقدمات نطق: هيا بنا فلنعد سيدتى..
استدار بالحصان فى قلق واضح وهو ينظر الى الارضيه التى بدات بالتلون باللون الاحمر: ليس هذا وقتكم، اسرعى ايثار..
انتبهت شيماء للقلق الواضح عليه، وانتبهت للارض الخضراء التى تلونت باللون الاحمر، والغيوم التى تكونت فجاءه وصراخه بان تسرع بالحصان.
صاحت بقلق وهى تفقد السيطره على الحصان: مش عارفه اتحكم فيه.
صرخت بالم عندما انتبهت لمن يمسك زراعها بقوه وهو يحلق بها من على الحصان..
انها فى يدى كائن مثل الطائر ولكنه على هيئه انسان، وقف بها فى منتصف السماء وهى تصرخ بان يتركها حتى نطق بصوت ضخم وهو ينظر لصقر الواقف ارضا والواضع يديه على راسه بقلق: صقر، ان الملك يرحب بك، ويرحب ايضا بالملكه المبجله.
نظر له بتشفى وهو يكمل حديثه: "هو يريد ان يحتفل بالملكه ايضا، فسوف ناخذها زياره له"
انه كلامه وهو يحلق بعيدا بشيماء بين يديه فى منظر خيالى، بعدما اجتمع مع عد من اشخاص مثله، تاركين صقر يلعن بصوت عالى ويضرب الارض باقدامه بشده..
اختفى اللون الاحمر واختفت الغيوم، ركب صقر على حصانه مره أخرى عائدا الى القصر باقصى سرعه لديه.

فتحت عيونها بصدمه شديده، انها فى نفس الغرفه فى المستشفى، وبجانبها تجلس بسمله الفتاه اللطيفه صاحبه الوجه البشوش والبسمه التى تجعل قلبك يرفرف فى السماء..
بسمله ببسمه: صباح الخير، صاحيه بدرى ليه..
استقامت شيماء فى جلستها. وهى تضع يديها على راسها بالم: هى الساعه كام؟؟
انتهت من سؤالها حتى استقامت بجانب الجالسه الممسكه بهاتفها.
"تمانيه الا ربع الصبح، صاحيه بدرى ليه"
نظرت لها بابتسامه..
ـ عادى، حسيت بالم فى راسى، فقومت.
اومت بسمله ولكن سرعان ما تذكرت: الم، الم مكان الحادثه.
تلقائيا وضعت يديها على مكان الجرح وقت الحادثه، ولكن عندما ضغطت عليه لم يصدر اى الم حتى.
"معدتش حاسه بحاجه"
ابتسمت بسمله: عادى ييطتى ولا يهمك خلاص.
ثم عاودت النظر فى هاتفها حتى تكلمت مرة اخرى: انا مليت، تعالى نتكلم فى اى حاجه.
اغلقت هاتفها ووضعته فى يد شيماء: خليه معاكى علشان ممسكهوش تانى.
وضعت احدى يديها تحت خدها، وهى تنظر : احكيلى عن نفسك.
تركتها ووقفت من مكانها بعد ان وضعت هاتفها على السرير: عرفينى الحمام فين الاول طيب..
ضحكت: اسفه نسيت انك عايزه تغسلى، استنى..
وقفت فجاءه وهى تتجه نحو الحقائب المرصوصه فى اواخر الغرفه.
فتحتها واخرجت شئ ثم عادت ورغعته امام شيماء.
انه فستان اسود ذو قماش عادى، وضعته فى يديها وفى اليد الاخرى صابونه وهى تدفعها برفق نحو باب: ادخلى خدى شور لطيف وغيرى.
مر اكثر من 10دقايق يليها خروج شيماء من الحمام مرتديه الفستان والفوطه الصغيره موضوعه على شعرها القصير المموج.
اعطتها بسمله مشطا وعلبه تحتوى على نوع من انواع زيوت الشعر لتساعدها.
انتهت شيماء وجلست الى جانب بسمله على السرير، حتى نظرت لها بسمله: "الشباب مش لوحدهم الى عينايهم زايغه زى مبيقولوا، فيه بنات كتير كده بردو"
حديثها شد من الجزء المتعلق بالغموض حين طلبت شيماء منها الاكمال
"انتى عندك الشاب ممكن يبص على ميه بنت ماشيه قدامه، هيقول على دى بطل وجامده وكل حاجه، ولو سالتيه هيقولك ده انا بحب وحده"
استندت شيماء على السرير منتبهه بكامل حواثها.
"عندنا المجتمع فى الريف المصرى بيشكل مقارنات بين الراجل والست، يعنى. مش عارفه اجبهالك ازاى، الصعيد مثلا الدراما والمسلسلات جابت اجل سمعه الصعيد، الى بيتجوز منهم قاصر والى بيقتل بناته وبيغصبهم على عريس مشفهوش قبل كده"
ـ وهلْ ده بيحصل فعلا؟؟
سالت وهى منتبهه.
"لا مبيحصلش، احنا الصعيد اهل كرم وجدعان، ومبنعملش حاجه غلط، احنا مبنتجبرش على الجواز، ولا حتى بنتجوز قاصر، يمكن ده كان موجود زمان بس دلوقتي لا"
ضحكت ثم نظرت للجالسه امامها..
سالتها شيماء باهتمام: انتى كنتى بتتكلمى عن الرجاله، استنى هو انتى صعيديه.
"ايوه، انا من الصعيد اصولى صعيديه فعلاً، اه يستى عندك اكتر من نوع فى البنات، هو انا مينفعش افتى فى حاجه مليش فيها لاسمح الله، ولكن الموضوع الايام دى زاد عن حده"
سالتها: موضوع ايه؟؟
"موضوع ان البنات هى الى بتشقط شباب دلوقتي، انك قليل لما تلاقى نسبه كويسه من البنات، مع احترامى لجميع البنات طبعا، بس اللبس بتاعهم بقا اوفر شويه"
هززت راسها بنعم
"البنطلون الضيق والتيشرت القصير مش هيخلوا الناس تشكر فى جمالك على فكره، ده بالعكس هيظهرولك قد اى انتى جميله قدامهم لكن من وراكى هيتفوا عليكى زى مبيقولوا وسيرة اهلك مش هتيجى بالخير"
انهت كلامها يليها دخول شهد الغرفه وبادئ على وجهها الغضب: شوفتى يا بسمله الى حصل!!
قامت بسمله من مكانها: اى حصل..
جلست شهد على احدى الاسره الموجودة فى الغرفه وهى تشكى: نهى ورحمه نزلوا البلد من غير معرف.
ابتسمت بسمله: يسرا كانت عارفه، وانا كمان كنت عارفه.
انطلقت شهد كشراره الى بسمله الضاحكه وهى تضربها بغضب ممزوج برفق: يعنى كلكوا مقولتليش.
جلسوا مره اخرى، تحدثت شهد: دكتور يامن بعتلك السلام يا بت يا شيماء، وكتبلك على شويه ادويه.
اومت شيماء..
ـ وصحيح انا هوديكى ليه على الساعه 2،تصبحوا على خير علشان انا طبقت امبارح بليل..
انهت كلامها وهى تخلد للنوم على سريرها واضعه اللحاف على كامل وجهها.
ضحكت بسمله: كسولهـ، شيماء لفى حجابك وتعالى معايا انا معنديش شفتات دلوقتي هاخدك نتمشى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثلاثاء.. الساعه 1:25مساءا..
ـ تعالٓ نجيب چيلاتى.
نطقت بها وهى تسير بجانبه على الرصيف.
ـ الدنيا ساقعه، بلاش.
قالها وهو يضع يديه داخل جيوب سترته الشتويه.
رمقته هبه بصدمه: ساقعه اى، احنا فى شهر تسعه.
ابتسم بسماجه: بس انا سقعان..
ابتعدت هبه قليلا عنه وهى تنطق: سمير ركز درجه الحرارة تسعه وتلاتين النهارده، وانت لابس جاكت شتوى.
ابتسم لها ولم يعلق، فبادلته الابتسامة وسارت بسعاده لا توصف..
بعد عدده ايام من الخصام ومكالمة الامس، علم غلطته وحادثها صباح اليوم؛ اعتذر لها وطلب منها الخروج بصحبته اليوم فوافقت بسعاده لا توصف.
ها هى الان تسير بجانبه على احدى الارصفه فى محافظه الاسكندريه، وصلوا الساعه الواحده عشر اراد ان يجعلها تشاهد البحر وامواجه قبل ان ياخذها الى احدى المطاعم.
اخذت تنظر الى البحر بسعاده، كذالك كان سعيدا ولكن ليس بالقدر الكافئ لان تعلو الابتسامه وجهه.
خطرت بباله وهو يسير بجانب خطيبته وشريكته المستقبليه، تزاحمت مع افكاره وطردتهم واستولت على عقله، انها المفقوده ابنة خالته، قلبه يدق اليها ولكنها ليست موجوده حتى، عقله يربطه الى الفتاه التى تحاول ان تمسك بيده ولكن لا يستطيع تقبل الامر.
لما لا يستطيع وقد تقبل أمور اكثر من هذه، لما هى لم يتقبل ظهورها فى حياته..
سيحاول، حتما سيحاول!!
اختلست النظرات اليه بسعاده، وحاولت ملامسه اصابع يديه، احست بابتسامه على وجهه فوضعت يديها بيديه وهى تسير بجانبه، حتى استقبلت يديه كف يدها بالتشديد..
همست بين طيات عقلها وقلبها له "خليك جنبى، انا عملت كتير اوى علشانڪ"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست بجانبها وهى تستقبل ضحكاتها بسعاده ورحب،حتى نظرت بسمله فى ساعه يديها وهى تتنمر: شهد الكسوله، لسه مقامتش المفروض عندك معاد مع الدكتور دلوقتي.
ابتسمت وهى ترد على كلماتها: اڪيد تعبانه سبيها نايمه شويه، انا هستنه‍ا لما تقوم.
ـ هو يامن، اقصد الدگتور يامن فاضى.
ضحكت: هعمل اى طيب؟؟
قامت بسمله من جلستها وهى تعدل ثيابها الملتصقه على جسدها اثر الجلوس.
ـ خليكى هنا خمس دقايق مش هتاخر..
اسرعت شيماء بمسك يديها بقلق: متسبنيش.
نظرت لها وهى تجيب: خمس دقايق بس مش هتاخر متقلقيش.
ازاحت شيماء يديها بتوتر وهى تؤمى براسها، وراقبت الاخيره تنصحها بعدم الذهاب الى اى مڪان اثناء رحيلها، راقبتها الى ان دخلت الى المبنى الخلفى.
ثُم اخذت تتأمل الحديقه الجالسه بها.
ڪُرسى حديدى قديم تجلس عليه، شجرة عجوزه اغصانها تتلوى من الألم فى جانب الحديقه وقد سقطت معظم اوراقها، العشب يتخلل بين صندلها ويلامس اقدامها ذكرها هذا بمملڪتها الخياليه وصقر وغيره من الاشخاص التى قابلتهم هناڪْ.
جاء بخاطرها اخر زياره لها وكيف افاقت باعجوبه من تحليقها بالهواء مع كائن غريب.

الثلاثاء 1:50 ظهرا..
انتهى مما كان ملزم به من مهمات وحان وقت استرحته، ولكن بعدآ عن هذا فقد شغل افكاره احدى الاشياء، وهى المسألة المتعلقه بفتاة المستشفى، وما علاقتها بصديقه، قلبه يحثه على ان هناك شئ خطأ فى هذا.
"" "" "" "" "" ""'''''''" "" ""
ابتلع محمود ريقه: ومين جابها هنا اصلا!؟!
ضيق ايهاب عينه وهو ينظر لمحمود حتى خطف السيجارة من شفاه معتز ووضعها بين شفتيه بكل برود: علاء....
''''''""""""""'"''''''''''''''""""""""""""
عزم امره على ان يسأل علاء بخصوص تلك المعادله لكى يستطيع الامر، جلس على إحدى الكراسى فى تلك الغرفه الخاويه وهو يفكر!
ويفكر!
ويفكر!
لو ارد علاء اخباره لاخبره بدون حتى انتظار وقت مناسب
'" "" "" "" "" "''''''" "" "" ""'"'''"'
القى سيجارته تحت قدمه ودعسها بغضب: فهمنى يا علاء فى اى.
علاء بنفس نبره الهدوء: زى مقولتلك عادى؛ شوف اسمها فى بوست على الفيس وعليه صوره فحبيت اتاكد هى ولا.
" "" "" "" "" "" "" "'''''''''''''" "" ""
الان هو يفهم جزء بسيط عقله بدأ يستعيد عددة كلمات وجمل غريبة التقطتها اذناه، فرڪ جبهته بيديه بتوتر وهو يفكر، ماذا لو كان الامر المتعلق بالفتاه يخصه؟
هو استبعد فكره استجواب علاء ولكن يجب ان يصل الى المشفى باسرع وقت، ومن سيساعده؟
وكانه اتئ بالاجابه؟
يامن............

وقف امام الحديقه الخلفيه بالمستشفى وهاتفه الخلوى على اذنيه ينتظر الرد من يأمن، لكى يدخل له.
ـ انت فين يا يامن انا عايزك.
.. اه.. اه.. تمم.. هدخلك...
.... لا مفيش حاجه بس كنت وحشنى وعايز اشوفك..
.. لا خلاص هستناك عند الشجرة الى ورا العنبر.. متتاخرش...

اغلق الخط وهو يضع يديه على شعره القصير ، حتى لمح طيف او ظهر فتاه جالسه على الڪرسى القديم، تقدم ببط منها حتى اخذت تكبر الصوره، تكبر، تكبر..
الان هو خلف تلك الفتاه.
ايتحدث ام ماذا، لماذا هو يقف خلفها من الاساس.
قرر ان يعرف من هى.
ـ لو سمحتى انتى اى الى قعدك هنا؟؟
استدارت له وهى ترمقه بذهول: نعم.!!! ٠٠~~~~~~~~~~~٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠0٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠~~~~~٠~~٠٠~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~)))))
بقلمى امانى سلطان

"فقدان اثر"  لعبه الخيال ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن