الفصل السابع عشر..

18 0 0
                                    


وكانه تناسى نفسه وبقى يفكر بها هى حتى قطع تفكيره سقوط فتاه على طاولته:
انا جبت الى حضرتك طلبته يا يوسف..

سارع بالاعتدال فى جلسته ونطق قبل ان تنطق هى: مين حضرتك؟
فرغت شفتيها وهى تساله بحدقتين تزعزعا: هو مش حضرتك يوسف..

ارجع جسده قليلا للخلف وهو يقول لها بهدوء:
لا مش يوسف.. ابقى ركزى وانتى بتقعدى بعد كده..
احمرت وجنتيها بشده.. وتركزت فيروزتها عليه ثم اعتدلت فى جلستها وهى تخبره بعمليه:
يبقى اسفه لحضرتك على تضيع وقت حضرتك..

لم تنتظر رده وانما سارعت بالابتعاد والجلوس فى اخر زاويه بالمطعم..

مالت قليلا الى الخلف.. قد اخبرت صقر انها ستخرج من هنا اخيرا.. بالفعل فقد وجدت كتاب سيساعدها ووصفه من موراس ايضا.. يكفى ما حدث لها هنا.. ستسلم زمام المملكه لصقر وموراس وسترحل وتغلق تلك الصفحه الموهومه بحياتها وستنسى انها قد اتت الى هنا يوما حتى..

النهار على وشك البزوغ لهذا اخذتها اقدامها بخطوات بسيطه الى الباب.. خرجت وهى ترتدى شيئا على اكتافها رغم ارتدائها لفستان بسيط من اللون الابيض وقصير قليلا.. لبروده الجو اشتدت اصابعها على هذا الوشاح الكبير..
خرجت من الردهه وذهبت الى الحديقه التى لا يوجد بها اى صوت سوى صوت ورق الشجر المحتك ببعضه ذهبت للمكان المظلل به ذلك المكان المصاحب بالوسائد والارائك..

صعدت على سلالم تلك الغرفه مفتوحه الجوانب وما لبثت ان رات عصفور صغير متدثر بغطاء بجانبها عندما جلست على احدى الارائك.. ابتسمت بهدوء وقد زال الجو البارد قليلا..

اصابها الزعر عندما امسكتها يد صلبه بقوة جعلتها تصرخ بشدة ولكن انقطع صوتها فجاءه حينما حل الظلام على اعينها وسقطت امام ذلك الرجل المبتسم بخبث..

تماما كخوف هبه عندما علمت ما حدث.. ربااه ستجن شيماء مازلت حيه.. شيماء مازالت على قيد الحياة ومازالت تحوم حول سمير.. ولكن كيف علم سمير بهذا.. كانت ليله قاسيه باردة وولكنها تشعر بالحراره تغمرها.. وقفت فى شرفه غرفتها ووجها احمر منفعل تتامل الشارع اسفلها.. ان وجدوها فعلا ستكشف انها خلف اختفائها هى التى ساعدت على غرقها بل هى التى حاولت قتلها.. تشنج جسد هبه اكثر وتمسكت بالسور ومفاصلها قد ابيضت من شده الضغظ والتمسك..

انزلقت مقلتيها الى الطريق اسفلها وقد قفز الشيطان براسها لحثها على تنفيذ خطه ستفيدها ولكن نسبه النجاة قليله..

كان يقف ويتابعها بالشرفه خاصته ذلك الشاب اليافع صاحب السته وعشرون عاما.. مهندس متخرج وعامل ايضا.. فى شرفته يتامل البيضاء المكتنزه امامه تلك الفتاة التى لم تسلب سوى قلبه اللعين.. هو يعلم انها ليست له ولكنه يعيش فقط على امل واحد ان تصبح له فى يوم من الايام..

"فقدان اثر"  لعبه الخيال ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن