الفصل الاول(الجزء الثاني )

11.4K 259 19
                                    

٦نا الجميع حائرون والنهايات مبهمة!
هنا الجميع هائمون في مضمار العشق..!
***********************

********************
هي من ؟!
هي أنثى نُحِرت بالأمس وثارت اليوم, هي من عاشت حياتها بغيمتها الوردية فاستحقت السقوط أسفل مقصلة الخيانة والغدر..!
هي من نالت من اسمها العسر والحزن , وها هي تنتظر الفرج والبركة!

كلمات أغنية إعتادت أن تسمعها قبل الزواج وبعده , كلمات كانت تهيم في معانيها ولحنها !
بالأمس كانت تستمع لها من أجل الحب الذي تنشده !
والآن تستمع من أجل العادة فقط لا غير!
تدندن ببساطة وهي تصفف خصلاتها القصيرة والتي تخلت فيها بلحظة تهور وجنون أعجبها وراق لها عن خصلاتها السوداء, فاستبدلتها بقصيرة صبِغت بالكستنائي!
تلتف حول نفسها حافية القدمين ويعلوا صوتها..
الي معاك .. بالي بالي بالي بالي
يابو الجبين عالي .. عالي عالي عالي
وحياة سواد عينك يا حبيبي
غيرك ما يحلالي .. غيرك ما يحلالي
ترتدي حذائها ذي الكعب العالي وتقف تنظر لهيئتها الأخيرة , تنظر لحالها بعين الرضا والزهو, تكمل بعدها وهي تسير باتجاه حاسوبها الخاص , تلملم أشيائها وتواصل دندنتها الناعمة..

عمري ماراح يرتاح يا حبيبي
والشوق بقلبي اليك
فكري معاك نور يا حبيبي
غيرك ما يحلالي .. غيرك ما يحلالي
قلبي لو قال اه يا حبيبي
اهاته تكويني
امتى بقى تقربلي يا حبيبي
بقربك هاتحلالي

أغلقت حاسوبها الخاص ومعه أغلقت الأغنية, ولكن هنا لم تغلق بحالة هيام بائسة كالأمس ولكنها أغلقته بحالة عدم إكتراث حقيقي !
كادت أن تخرج ولكن نيرة كانت قد اقتحمت الغرفة بابتسامة باهته كحال ابتسامتها منذ عام مضى , تتحدث بصوت يجاهد المرح فيسبغه على ألوانه التي أوشكت على الزوال:
-يا سيدي على الكلام والمزاج الرايق ..
نظرت لها بتعجب قبل أن تكمل هي :
-كنت بره وسمعتك وانت بتدندني مع الأغنية
هزت رأسها بثبات , تهتف بنبرة هادئة لا تحمل أي إنفعال يذكر:
-الأغنية بس اتعودت عليها !
توقفت عن الحديث وشردت للحظة واللحظة لم تتعدى الثواني قبل أن تكمل بنفس الهدوء:
-بس أغنية كلامها مش لايق ,كأنك في الخيال ومستنية الفارس الي يخطفك على حصانه!
نيرة كانت في حالتها وتشبهها , الاثنتين يعانون الفقد والسقوط !
ربما تختلف أسباب الفقد وخطوات السقوط ولكن النتيجة واحدة !
أطلقت همس حائر مشتت تتعثر داخله , تبحث عن يد أو ربما فارس:
-يعني خلاص الفارس في الخيال بس يا مريم !
ومريم هنا أخرى جامدة .. صلبة ولا تريد أن تزيف حقيقة باتت تؤمن بها :
-حتى فارس الخيال ممكن يبقى كدب يانيرة..
أنهت الهمس وتقدمت منها , تتأمل تيهها وحيرتها , تمد أناملها فتلامس ذقنها ترفعها برفق , تواجه عينيها فتكمل بلين على طفلة لم تكمل العشرين بعد تمنحها أمل لا تؤمن هي به أو ربما تمنح نفسها هي أيضا وإن أنكرت :
-بس يمكن تحصل المعجزة وتلاقيه!
قابل الهمس إنبهار يشع من نظرات نيرة وكأنها طفلة تتلقى درسها الأول من مثلها الأعلى في الحياة..!
تقف قبالتها وتردف بتعجب يحمل فخر ربما لأنهم من دم واحد:
-اتغيرت يامريم
قالتها بإنبهار حقيقي وهي تتأمل تلك الأنثى الواثقة بحالها , تخالف تلك الخانعة منذ عام مضى..
ولكن فاجئها الرد حينما هتفت مريم بسخرية وهي تحمل حقيبتها الخاصة على كتفها وتحمل الأخرى بيدها :
-البركة في أخوكي , اداني الدرس صح يا بنت عمي

للعشق طريق اخر(١+٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن