فصل التاسع

5.6K 164 12
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 😍😍😍😍
وحشتوني لايك قبل القراءة عاوزة بس اعرف الي بيتابع فلي بيتابعوا بصمت ياريت لايك 🙂🙂🙂

اسيبكم مع الفصل التاسع بقى

#هائمون_في_مضمار_العشق

احذر من فورة المشاعر
فقد تقودك للضياع
و احذر من الحكم المسبق
فربما ضللك عن حسن الاختيار
فالانتقام نار ليس لها من قرار
أوقعت بالقلب دون اختيار
و بدأت دوامة جذبت الأفكار
و علاقتها مبهمة وسط الطريق
لنحاول البحث دوما عن آخر من جديد
فقد قيل دوما ان لا تستلم
فالعشق حقا طريق آخر
و لكنه ضاع وسط الشجون
لتبدأ الهوة بابتلاع المزيد
و تستزيد من عذاب القلوب
و لا تعتقد أن الوقوع سبيل
هائما بمضمار العشق الفريد
بقلم سالي
********************************

في زحام قبح الحياة اركض ..
اقفز..
تلاشى الحواجز ..تحاشى ثغراتها!
في الحياة لا تسعى للحصول على حب مثالي, حب افلاطوني , حب لا تشوبه ثغرات!
في الحياة اياك ان تحصل على الحب وبعدها تضيع عمرك.. ايامك.. شهورك وسنواتك في ترميم عيوبه ,في بتر اخطائه, في مسح قبح قد يلوثه! لتكن النهاية مثالي!

في الحياة لا تبحث عن المثالية فالحياة غير منصفة ولا تعرف الكمال!
الحياة اذا فقدتها فانت المنتصر , منتصر لفقد عالم شاع به ضجيج نفس تلبسها يأس في لحظة مستحيل للخلاص من هذا اليأس!
وهي لم تبحث سوى عن فتات حب وخيال عشق وسند كان يهدف لرجل, هي فقط أرادت الزواج ..
ارادت عائلة واطفال!
ارادت الحياة!
ولكن..
الحياة ارادت لها التيه والشتات, حولتها لجمود بلا وجهة, حولتها لأنثى تنشد الدمار والخسار!
وبيدها هي اختارت ان تأذي..
تكسر..
تنحر!
بيدها هي خسرت كل شيء ولا لوم لأي انسان , لا لوم للظروف..
ولا لوم على الحياة ولو غمستها بفساد واختلال نظام فُطرت عليه!
عند المقابر يقف وجموده يحتل قسماته كلها, يرمش بعينيه يخفي تأثراً اصابه ولو انكر , يده يدسها في جيبه يخفي رعشتها..
لا يتخيل إلى الان أنه منذ ساعات كانت هي بأحضانه.. تبتسم ..
تشرد..
تغيم بعينيها..
تطلب عناق..
تطلب كلمة الحب!
وفجأة , تلاشت واختفت .. ماتت!
رهبة الموت تؤثر فيه , الموت اصابه بارتجاج , اهتز قلبه, بل ارتعشت روحه!
يكاد ينهار , يرى جسدها مغلف بقماش أبيض, يقترب هو وشقيقه , يحملوه ويهبطون قليلاً برفقة رجل المقابر..
يستلمها ثم..
ثم يدفنها!
ماتت ميرال..
دفنت..
انتهت ميرال!
انتهى الأمر بدفنها, بعدها وقف الشيخ يردد الادعية والآيات القرآنية..
الادعية وآيات القران يحملون رهبة , يملكون تأُثير على الروح والجسد سوياً!
يردد هو خلف كل دعاء:
-امين..
يدعو الشيخ.. وهو يردد بصوت مبحوح يغالب انهياره:
-امين.. امين.. امين
ينتهى الأمر, ينصرف الشيخ فيلتفت لشقيقه بأعين تخبره أن ينصرف .. يتركه جانب قبرها معتزلاً لبعض الوقت..
انصرف غسان وبقى هو يدور بعينيه ونظراته الفاقدة لأي معنى قد يتصل بالحياة, يدور بعينيه والسماء من الأعلى تنير بشمس فاضت بنور في ليلة شتوية هامت بصقيع ..
صقيع لامس أوتاره كإنسان..
تلك الانسانية التي فقدها , تلك الانسانية التي تنحت جانبا كاتمة صوتها وانفاسها .. تركن لجانب مظلم ..
قاتم..
اسود..
جانب يحمل داخله بقاياه كرجل .. بقاياه كإنسان..
يحمل بقاياه برفقة بعض القهر والتخبط في قاع سقوط نفرت منه الحياة!
يقترب بخطوات بطيئة ويده تمتد بارتعاش تلمس قبرها ..
يتخيل ويتذكر انها بالأمس ليلاً كانت عيناها تشع بقبس حياة خافت..
يخرج صوته بحشرجة مكتومة داخل روحه المنشطرة لشيء لا يعرفه..
-كنت انانية اوي..
يتنهد ويده تمر ببطيء اعلى قبرها وعينيه ترتكز على اسمها المنقوش بحروف سوداء , يهبط جالسا على ركبته غير عابئاً بإتساخ ملابسه السوداء من الارض.. يكمل بنفس النبرة :
-ازاي تعملي كده, تموتي بين ايدي..
قلبه يضج بنبضات هادرة تحرك به شيء غادره, هو يشعر!
لقد غادره الشعور منذ ان غادر شهر زاد والآن..
-ربنا يسامحك ياميرال, ربنا يسامحك
قال كلماته الأخيرة واستقام من جلسته .. يسارع بخطواته الخروج والهروب من المكان الذي حمل رهبة وحقيقة ثابته سينتهي الجميع لها ألا وهي الموت!
بعد نصف ساعة كان غسان يقود السيارة بهدوء, يلقي بنظرات جانبية على شقيقه الشاحب..
يقف به دون أن يشعر الاخر به في طريق لا تسير به السيارات, طريق هادئ ..
يلتفت به وهو يتخلص من حزام الأمام يهتف بأمر:
-انهار.. صرخ.. انت مش مظبوط ..
يرتج جسده, يتشنج.. يحاول الفكاك والخلاص من رهبة تهاجم روحه, ضعف يشقق اسوار قلبه الجليدية..
يزمجر غسان وهو يضرب ذراعه بعنف:
-فيك ايه, قلت اصرخ, انهار ولا عيط..
ينفجر مع اللكمة الصغيرة, وصراخ أخيه يصرخ.. يصرخ وهو يلتفت له ويده ترتفع تضرب فخذه بطريقة رتيبة متتالية:
-ماتت, ماتت وهي بين ايدي, ماتت بين ايدي.. انت متخيل بين ايدي..
يصمت , يلتقط أنفاسه الثائرة, صدره يعلوا ويهبط بعنف.. يضرب صدره وقلبه.. يعاود الصراخ:
-ماتت بين ايدي ياغسان.. كانت حاضنة مروان..
عبرات متجمدة تهاجمه وتهدد بالحرية .. يهز جسده يصرخ :
-ماتت روحها طلعة في حضني..
يده تخبط موضع قلبه يكمل بصياح نبرته على أولى خطوات السقوط:
-قلبي .. قلبي واجعني قلبي بيتحرك..
يدفن وجهه بين راحة يده يكمل باختناق :
-موتها صدمني!
يتأثر الأخر بحالة اخيه الراكدة لأحضان انهيار حقيقي , يربت على ظهره بقسوة , يجبره على الاستقامة, ولسانه يهتف بسؤال خرج حاداً..
سؤاله كان يحمل توجس وحذر أن تكن الإجابة نعم:
-انت حبيتها..
يصمت أمام نظرات اخيه التي تعددت فيها الملامح بين تعجب..
استيعاب..
حيرة..
صدمة..
يكرر غسان بخشونة وهو يلكزه في كتفه الأيسر:
-انت حبيت ميرال..
والاجابة باترة , الاجابة اطلقها هكذا بسهولة وهو يقول بنبرة صادقة وصبت لغسان سريعاً:
-لا محبتهاش, مفيش مشاعر في قلبي ليها ..
يمسح جبينه المتعرق رغم زخات المطر التي بدأت تهبط من السماء , تشقق الأرض بقطراتها:
-ميرال ام ابني ياغسان, كنت معاها الفترة الاخيرة..
يصمت, يتابع المطر من زجاج نافذة السيارة قبل يهمس أخيراً بجملة واحدة:
-الموت له رهبة ما بالك هي ماتت بين ايديا !
كان صادق في كل كلمة, صادق في كونه لا يحب ولم يعد يألف دقات القلب للحب!
صادق كصدق قلبه الماثل كوتد بأرض تأبى الاستمرار بالتمسك به ولكنه يصر البقاء بها!

للعشق طريق اخر(١+٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن