اخرج يديه من بين اكمام القميص بينما يحتضن الفرشاة بين اسنانه...في تلك الاثناء كان قد حضر لنفسه فنجاناً من القهوة...جلس على مقعد بجانب شاشة الحاسوب المزروعة امام عينيه...
امضى ساعات يقوم بعمل مهم حيث ارتسمت ملامح الجدية والتركيز عليه.....قطع عمله فـ ارجع ظهره الى الخلف على المقعد و اسند رأسه عليه، اطلق تنهيدة خافتة وهو يتمتم مع نفسه بضجر...
" اه....اختفى الحافز..."
خطرت بباله فكرة ازعاج رين برسالة خطيرة للعبث او شيء كهذا... لكنه انسحب فوراً لعلمه بطبيعة عملها... فـ قاده تهوره لشيء اكثر خطورة....
للحصول على التسلية اخذ يستفز مطارديه بارسال رسائل تهكم او تحدي...وحتى تهديد....بهوية مجهولة.. فبينما هو يراقب اغلب تحركاتهم... علم بمعظم الاشياء التي يعرفونها عنه...
فـ حرك ذلك من فضوله قد يفعل اي شي لكسر الروتين الممل، تحضراً للعبث، فرقع اصابعه...ثم حركها على لوحة المفاتيح...وبنفس الدقائق التقط حقيبه ليملأها باشياء ضرورية... ثم غادر شقته بحذر يتلفت حوله بعنايه...
تجنب دخول المصعد الذي يعج بالبشر واختار واحداً فارغاً....استقل سيارة والى احد المباني حديثة الانشاء وصل...
فأخذ يتجول فيها...بعد أن حصل على معلومات تؤكد ان من ينوون قتله...فكروا في محاصرته عند هذه البقعة....بعد ان يقوموا بمطاردته اليها
لكن ذلك كان جزءاً من خطة رسمها بالفعل... تركوا له الكثير من الخيارات المفتوحة....فكان احدها ترك متتبعيه يطاردونه حتى هذا المكان...فكان يتعمد التردد اليه لإيهامهم انها قاعدته السرية او شيء كهذا...
وذلك صب في مصلحته....حيث انهم ابتلعوا الطعم بالفعل...
بينما هو منغمس في التفكير بـ نظرة يتأمل فيها جدران هذا البناء الضخم الذي من الممكن ان يتحول الى مدرسة في المستقبل... فتحسر عليه كونهم اوقفوا عمليات الانشاء هنا لاسباب مادية....
واحتفظ بابتسامة خفيفة تبين سعادته لانهم فعلوا ذلك...وفروا عليه عناء التفكير..
التقطت اذناه أصواتاً مألوفة تلك التحركات الحذرة للاحذية الجلدية المتينة وحفيف الشجيرات يعرفها جيداً.....
لم يحتج لسمع قوي ليعلم ان المغتالين هنا بالفعل متخلين عن بعض الحذر الضروري ...فاسرع الى قلب المكان حيث يحرك كل شي من هناك
أنت تقرأ
أبجدية القدر
Actionعصفت بنا الاقدار لنجتمع مجددا، لم اكن اطيقك في وقت ما ولا ازال.. " نجتمع " هي عبارة تقال لحبيبين التقيا بعد فراق، لكننا لم نكن كذلك، لم نكن اكثر من مجرد اعداء.... "الحب؟!!" انها اسطوره تداولها المكبوتين، وكانها غصن بليد بحفنة صغيره من الرياح طار بعد...