" يوكي"هتف بذلك الاسم بشغف حين توقفت السيارات على جانب الطريق لعبور الماره، و من تلك المسافه بينهما كان يتفرس في وجهه الشاب الذي اصبح بالغاً..
ثواني من الصمت، لكنها كانت كافيه ليستذكر كل منهما لحظاتهما الجميله، و هل كان بالامكان النسيان....
بل كادت تكون كافيه، فقد بدا يوكي متوتراً، و ساقيه تعودان الى الوراء خطوات بطيئه ثم بدأ بالركض
اصبحت الاشاره حمراء، و معها عيني هارولد الذي يشاهده يهرب بعيداً فلم يتردد في اقتحام سير العجلات بالرغم من خطوره ذلك
........
" مستحيل، مستحيل، مستحيل.... كيف يمكن ان يكون هنا.... " لا يزال الفتى يركض و يلتفت خلفه
توقف قرب عمود أناره يسحب انفاسه حين اعتقد ان بأمكانه الاستراحة و بـ أنه تمكن من اضاعته
لكن ذلك لم يستمر طولاً، رؤيته لظل الرجل الضخم ارعبت كل خليه فيه، الامر الذي جعله يسلك زوايا و ممرات المساكن بالرغم من الظلام الموحش..
فـ هو تصور ان ذلك كاف ليفقد اثره...
" لن يجدني هنا.. " صدى هدير انفاسه يتردد في المكان في حين كان يتلفت خلفه و جانبه بهلع يحتضن ذاته شاعراً بالبروده تسري في جسده
" لم تختبئ....؟ "
صرخه شديد الصدى هربت من فاه يوكي استدار بكامل جسده ناحيه صاحب الصوت، الذي يقف باستقامه و على محياه نظره سخط بدت اكثر رعبا مع الاضائه الخافته لبريق اصفرار عينيه
اقترب هارولد دون اي تردد و استسلم يوكي بدوره عن محاوله الهرب، سيصبح موقفه سيئاً لو استمر في ذلك
اخفض رأسه و اغمض عينيه كالذي يرجو ان يكون كابوس و سينتهي...
لكن انفاس هارولد الذي اصبح قريبه من وجهه جعله ينتفض بفزع و ينظر اليه باعين مستنجده و اكتاف منخفضة
" اذن... يوكي... اعطني سبب يجعلك تهرب مني " قال و هو يبتسم بـ سخط
تلعثم يوكي و لم يقدم له جواباً، بل اكتفى بالاندماج مع الحائط و تخيط فمه بصمته
" الم تجد عذراً..؟ "
" آسف.. "
أنت تقرأ
أبجدية القدر
Acciónعصفت بنا الاقدار لنجتمع مجددا، لم اكن اطيقك في وقت ما ولا ازال.. " نجتمع " هي عبارة تقال لحبيبين التقيا بعد فراق، لكننا لم نكن كذلك، لم نكن اكثر من مجرد اعداء.... "الحب؟!!" انها اسطوره تداولها المكبوتين، وكانها غصن بليد بحفنة صغيره من الرياح طار بعد...