أبجدية القدر

سجن

تسلل انجلو بـ حيطة و حذر الى المطبخ حيث يسمع دندنه البين الذي يشد مئزراً حول بطنه....

" ا...البين..؟ " تحدث و هو يسعل لـ جذب انتباهه

لكن الأخر، أخذ يمسح الطاوله متناسيا وجود انجلو حوله...

" البين..؟ " كرر ذلك واقفا على استقامه مترنحه ينظر اليه بـ خلسه

" ماذا تريد..؟ " يجيبه بـ جفاء

عبست ملامح انجلو و ذبلت شفاهه التي تنطق بـ حزن
" جئت اسألك عن طعام شارون سـ اخذه إليه.. "

ينظر إلبين من الجانب مقطبا حاجبيه، لكن سرعان ما زفر بـ استسلام " وجهك خطيئه.. تجعلني ابدو شخص سيئاً "

" اعلم انا مذنب.. "

فرك رقبته ببعض التردد ثم قال بـ نبره يبدو فيها انه راجع جميع حساباته " ربما.... أنا من تسرع بالحكم عليك، اخبرني ريكاردو إن الطريقة التي تفكر فيها اكثر تعقيداً مما اتصور، لذا الأمر لا يدعو الى كل هذا التشائم"

اشرقت عيني انجلو و احاطت شفتيه ابتسامه راضيه

فـ احمرت خدود البين مع احساسه بالذنب هو تحدث بـ سرعه كما لو انه يطرده" سـ اجهز طعام شارون "

أمسك انجلو الوعاء الممتلئ باللحم النيئ و سار بحذر خشيه ايقاعه...

طرق الباب بـ ساقه بينما هو يقف متشنجاً، استمر بالطرق هكذا حتى فتح له ذلك الرجل...

رمى له نظرة سخط ثم التفت عائداً إلى مكانه، بجانب تسمر انجلو لبعض الوقت، تردد في الدخول للحضه صاداً الباب بـ قدمه، خشيه إن يغلق..

لم يحب فكره إن يبقى مع ذلك الرجل لوحدهما، فـ هو يشعره بالغرابه، بالأمس حين استفسر حوله، اجابوه بـ إن ذلك الـ مارتين امريكي الأصل طرد من مسقط رأسه بعد ان استلم دوغلاس الحكم، مثل بقيه اقرانه نفي كونه اسود البشره...

لذا كان من الطبيعي عن إن يمقت ذلك الرجل، لكن كرهه كان أعمق من ذلك، فقط كره على حد سواء جميع الأمريكيين البيض

لم تتملك انجلو عاطفه للشفقه تجاهه فـ نظرات ذلك الرجل تنبض بالكراهيه نحوه كما لو أنه من جعله على تلك الحال...

" هل علي إن اعرض نفسي للمهانه بسبب جرائم والدي" فكر في نفسه، ثم حسم قراره و تقدم الى الداخل سار نحو الكلب الذي اخذ يهز ذيله بـ مرح و يخرج لسانه

ابتلع انجلو ريقه و واصل التقدم، وضع الطعام قربه فـ باشر الكلب بالاكل بـ شراهه