2..إزعاج مستمر

2.2K 106 19
                                    

في الكافيتيريا..جلس  المساعدان جينك و داملا معا

جلس  المساعدان جينك و داملا معا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يحتسيان الشاي و يتحدثان..كانا صديقين مقربين جدا منذ أيام الدراسة..يتفقان كثيرا و يفهمان بعضهما دون الحاجة الى الكلام الكثير..غير بعيد عنهما..جلس بعض الأطباء ملتفين حول طاولة كبيرة..الدكتور يافوز أصلان طبيب الأمراض النفسية

الدكتور يافوز أصلان طبيب الأمراض النفسية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و الدكتورة تولاي أوندر أخصائية العظام

و بعض أطباء الاختصاص الآخرين و معهم مديرة المشفى بيليز

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و بعض أطباء الاختصاص الآخرين و معهم مديرة المشفى بيليز..لوحت نازلي بيدها لهزان فاقتربت منها و جلست قبالتها..سألت نازلي" ماذا تأكلين؟" ردت هزان" لا أعلم..هل يوجد توست؟" ابتسمت نازلي و أجابت" نعم..بكل تأكيد..لا تضعي يدك في جيبك..أنا سأدفع اليوم" حاولت هزان أن تعترض لكن نازلي أصرت و اشترت لها توست و شاي و وضعته أمامها..شكرتها بقولها" شكرا لك نازلي..الوجبة القادمة ستكون علي و لا أريد اعتراضا" ضحكتا سوية و راحتا تأكلان و بعد لحظات قالت نازلي" هزان..ما رأيك أن نجد حلا لمشكلة تأخرك عن العمل؟" نظرت اليها هزان و سألت" و كيف ذلك؟" اجابت" أنا أعيش لوحدي في المنزل الذي ورثته عن والديّ..و أحتاج الى رفيقة سكن..و لن أجد أفضل منك..و منزلي قريب جدا من المشفى..و لن تكون هناك مشكلة تنقل او تأخير..فما رأيك؟ لا ترفضي أرجوك..لقد ارتحت لك كثيرا و أتمنى أن نكون صديقتين مقربتين" طأطأت هزان رأسها و فكرت لوهلة قبل أن تقول" صراحة لن أجد حلا افضل من هذا..لكن..يجب أن أستشير أبي و أعود الى منزل خالتي لكي أجمع أغراضي" زمت نازلي شفتيها و سألت" ألا تعيشين مع أبويك؟" ردت" لا..أنا من ضيعة صغيرة بعيدة من هنا..و القريبة الوحيدة لي هنا هي خالتي فيديا..بعد أن أنهيت دراستي..انتقلت للعيش معها..المشكلة أن منزلها بعيد..أوف..يا الله..حياتي معقدة بما فيه الكفاية..سنتحدث عني كثيرا في وقت لاحق..سأتصل بوالدي و أستئذنه..لكن ليكن في علمك..ان وافق فسأدفع لك الإيجار" ربتت نازلي على يدها و قالت و هي تبتسم" لن نختلف على هذه التفاصيل الصغيرة..المهم أن ألا تتأخري مرة أخرى عن العمل" قالت هزان" شكرا لك نازلي..أنت حقا انسانة رائعة" همت نازلي بإجابتها لكن عيونها تعلقت بفرمان الذي مر بجانبهما و أومئ لها برأسه يحييها..احمرت وجنتاها خجلا و لمعت عيونها ببريق غريب لم يخفى على هزان الجالسة قبالتها..انحنى فرمان على بيليز و همس" تعالي لنجلس معا..وجودك بجانبي حبيبتي يفتح شهيتي على الأكل" رفعت بيليز عيونها نحوه و ردت بعصبية"لن أفعل..اذهب و تناول طعامك مع التي دافعت عنها أمامي" قطب فرمان جبينه و سأل بصوت خافت" عمن تتحدثين حبا بالله؟ لا تقولي لي عن نازلي" وقفت و اقتربت منه و همست في اذنه" نعم..عنها أتحدث..عوض أن تعلمها الأدب دافعت عنها أمامي..اذهب و كل معها اذا أردت" و تحركت مبتعدة عنه فيما بقي هو واقفا للحظات قبل أن يسحب كرسيا و يجلس وحيدا على طاولته..مررت نازلي يدها على عنقها و تأففت بضيق قبل أن تقول" اللعنة..لقد تسببت دون قصد بخلاف بينهما" سألت هزان" خلاف؟ بين من و من؟" همست" بين الأستاذ فرمان و السيدة بيليز حبيبته..دخلت عليهما و هما في موقف حميمي دون أن أطرق الباب..فغضبت السيدة بيليز..المهم..يجب أن أعتذر منها..عن اذنك" و سحبت كرسيها و اندفعت مسرعة..رفعت هزان كأس الشاي الى شفتيها و ما ان ارتشفت رشفة منه حتى سمعت صوت ياغيز الواقف أمامها يقول" أيتها المتدربة..اتبعيني" وقفت هزان و مشت وراءه منتظرة أوامره..مشى بخطواته الوئيدة الى أن وصل الى مكتبه..فتح الباب و دخل فتبعته الى الداخل..أشار الى مجموعة كبيرة من الملفات و قال" هذه مهمتك القادمة..أريدك أن تراجعي هذه الملفات و تدققينها و لتكن جاهزة قبل حلول المساء..هل هذا واضح؟" أجابت بهدوء" نعم..بكل تأكيد استاذ" و راحت تصف الملفات و تحملها حتى كادت تحجب عنها الرؤية..بقي ملفان فوق الطاولة فوضعهما هو فوق بقية الملفات التي تحملها و قال و ابتسامة خبيثة ترتسم على شفاهه"هيا..اذهبي..عملا موفقا..و لا تنسي بأن تتركي جهاز الاستدعاء قريبا منك حتى تكوني جاهزة متى استدعيتك" لم تجد هزان كلمات تقولها له و تحركت ببطء خروجا من المكتب..و كأنما لتكتمل معاناتها تعثرت ساقها و سقطت أرضا و تناثرت الملفات في الردهة..رمقها ياغيز بنظرة استهزاء و قال بصوت مسموع" فاشلة" و صفق الباب بقوة دون أن يبادر الى مساعدتها..وقفت هزان و راحت تجمع الملفات في صمت..ساعدتها بعض الممرضات و انزوت لوحدها في غرفة المساعدين لكي تعمل..لم تزعجها فكرة العمل على الملفات مهما كثرت و زاد عددها لأنها تعودت على القيام بالأعمال المتعبة..لكنه كان يتقصد هز ثقتها بنفسها و الضغط عليها منذ أول يوم لها..أسلوبه مستفز و كلامه قاس لكنها جاهزة لكل شيء..
في مكتب المديرة..جلست بيليز أمام حاسوبها تنهي بعض الأعمال العالقة عندما سمعت طرقات على الباب و سمحت للطارق بالدخول..أطلت نازلي برأسها و قالت" سيدة بيليز..هل تسمحين لي بأخذ القليل من وقتك؟" زمت بيليز شفتيها و أشارت لها بالدخول..قالت نازلي" سيدتي..أردت أن أعتذر لك عما حدث صباح اليوم..آسفة لأنني دخلت الى المكتب بتلك الطريقة..لم اقصد أن أتسبب في خلاف بينك و بين الأستاذ فرمان..كل ما في الأمر أنني.." وقفت بيليز و اقتربت منها و قاطعتها بنبرة حادة" من تظنين نفسك يا هذه؟ ها ؟ من أنت لكي أراك أصلا؟ من أنت لكي تتسببي في خلاف بيني و بين حبيبي؟ يبدو أنك تبالغين في تقديرك لنفسك..اسمعي أيتها المساعدة..احذري بأن تسمحي لخيالك بأن يشطح بك بعيدا و تسول لك نفسك التفكير في فرمان بشكل آخر غير المستوى الاحترافي..لأنني لن أسمح لك بذلك..و لن أرحمك أبدا..من انت و فرمان من ؟ انه حبيبي انا..و لي وحدي..و لن أتشاركه مع أحد..هل فهمت؟ و الآن عودي الى عملك و احرصي على ألا تريني وجهك دون سبب ضروري" امتلأت عيون نازلي بالدموع و ماتت الكلمات على شفتيها و غادرت المكتب في صمت..و في احدى زوايا المشفى أطلقت العنان لدموعها و بكت بحرقة..لم تكن تقصد ما فهمته بيليز..بل على العكس..يهمها كثيرا أن ترى فرمان سعيدا و مستقرا..و ليس ذنبها بأنها وقعت في حبه منذ اليوم الأول الذي أتت فيه الى المشفى..كان قاسيا معها في بداية تدريبه لها..لم يكن يرحمها و لا يعاملها بلين..و كان يعطيها الملاحظات التي علمتها الكثير..و استطاعت بذكاءها و اجتهادها أن تكسب مكانة خاصة عنده جعلته يطلق عليها لقب المساعدة المدهشة..تحبه..نعم..من كل قلبها..و تسعدها منه أية التفاتة مهما كانت بسيطة..تغلي الدماء في عروقها بمجرد لمسة منه..لكنها تبقي كل هذا في اعماقها..و لا تسمح لنفسها بأن تتجاوز حدودها معه..لأنها تدرك جيدا بأنه رجل مرتبط..و بأنه أستاذها الذي لن يرضى على نفسه بأن ينظر اليها بطريقة أخرى..سمعت وقع أقدام فسارعت تمسح دموعها..كان هو القادم..قال" نازلي..أين أنت؟ بحثت عنك كثيرا..لدينا حالة استعجالية قادمة..هيا الى الطوارئ" اجابت" أمرك أستاذ فرمان" تأملها و هي تمشي بجانبه و سأل" هل انت بخير؟ كأنك كنت تبكين" ردت" أمر شخصي لا علاقة له بالعمل" تمتم" فهمت" و واصلا مشيهما جنبا الى جنب..
في غرفة المساعدين..كانت قد مرت ساعة تقريبا عندما تمكنت هزان من انهاء نصف الملفات..رن جهاز الاستدعاء فاندفعت مسرعة الى الطوارئ..وجدت ياغيز ينتظرها هناك..قالت" لقد طلبتني أستاذ" اجاب دون أن ينظر اليها" نعم..أريدك أن تقومي بمجموعة التحاليل هذه..و مجموعة من المعاينات الشرجية لهؤلاء المرضى..و لا تتأخري في انجاز العمل..أنتظر النتائج بسرعة" قطبت جبينها و قالت" و لكن أستاذ..أنا" رفع يده في وجهها يسكتها و رد" لا أريد اعتراضا..قومي بالعمل المطلوب منك..و لا تنسي الملفات..لن لم تتمكني من انهاءها قبل المساء فستبقين مناوبة للغد..و الآن اختفي من أمامي" خطت هزان مبتعدة من أمامه و هي تكاد تتميز غيظا..انه لا يدخر جهدا لكي يزعجها و يجعل فترة تدريبها هنا جهنما لا تطاق..لكنها لن تستسلم..و ستنهي كل الأعمال التي طلبها منها في وقتها..رفع ياغيز عيونه و نظر حوله فرأى فرمان و نازلي يعاينان مريضة..قال" أستاذ فرمان..أحتاج الى نازلي لكي تساعدني" رمقه فرمان بنظرة باردة و رد" انها مساعدتي انا..اختر لنفسك مساعدة أخرى" ابتسم ياغيز و قال" و لكنني أريدها هي دون غيرها" اقترب منه فرمان و تكلم من بين أسنانه" و أنا لن أعطيها لك..خذ جينك أو داملا..نازلي ستدخل معي الى العملية..و اذا أردت أن تطلب مني مساعدتي مرة اخرى..فاستعمل أسلوبا ألطف من هذا..تستطيع أن تقول تلك الكلمة السرية مثلا..لو سمحت..أو من فضلك..و عندئذ..سأفكر" نظر اليه ياغيز و قال" لم اتعود أن أنطق تلك الكلمات السخيفة..تعودت أن أحصل على ما أريد متى أريد..فما رأيك بأن تأخذ أنت جينك أو داملا معك الى العملية..و تعطيني نازلي؟" هم فرمان بإجابته و قد ارتسمت علامات الغضب و الانزعاج على وجهه لكن اقتراب بيليز منهما جعله يتراجع..قالت و هي تنظر اليهما" ألا تخجلان من هذه التصرفات؟ كلاكما أستاذ و له مكانته..ما معنى هذا الجدال مثل طلبة المعاهد؟ كفا عن هذا فورا" ابتسم ياغيز و قال" لم أكن اتجادل..أريد نازلي معي لكي تساعدني..لكنه يرفض..و كأنني طلبت منه حبيبته لا سمح الله" رفع فرمان حاجبه استغرابا و خطى نحوه بعصبية لكن بيليز وقفت بينهما و قالت" خذها..سأتولى أنا أمر فرمان" ابتعد ياغيز و نازلي تتبعه أما فرمان فجذب بيليز من يدها الى غرفة المعدات و صفق الباب خلفهما بعنف و هو يصيح" ما هذا الذي فعلته؟ هل جننتي؟ كيف تعطينه مساعدتي؟ و بأي حق؟ أنا لست لعبتك لكي تقرري عني..عوض أن تعلميه الأدب..تقفين في صفه و تعطينه ما يريد..هذا لا يطاق" وضعت بيليز يدها على ذراعه و قالت" هلا هدأت قليلا لو سمحت..أولا..أنا فعلت هذا لكي لا يتطور الخلاف بينكما الى مشاجرة صبيانية..ثانيا..نازلي ليست مساعدتك الخاصة و بإمكان أي أستاذ من الأساتذة أخذها معه..و ثالثا و هو الأهم..لا تنسى بأنني المسؤولة عن هذه المشفى و عن النظام فيها..و أتمنى منك أن تتفهم الأمر دون مبالغة" أبعد فرمان يدها عنه و رد" أعلم بأن نازلي ليست مساعدتي الخاصة و بإمكان أي أستاذ أخذها..لكنني أعترض على طريقته المستفزة..يجب أن يتعلم كيفية معاملة زملاءه بإحترام..هذا ما أطلبه فقط..ليتك تتعاملين معه مثلما تتعاملين معي..بإحترافية و بمراعاة للنظام..تأكدي بأنني لن أتردد في تقديم استقالتي من المشفى ان تجاوز حدوده معي مرة أخرى..لكنني لن أفعل قبل أن أعلمه الأدب..ليكن في علمك" و خرج تاركا اياها تفكر في كلامه..
قضت هزان بقية يومها تركض من مكان لمكان كالمجنونة..أنهت الفحوصات و التحاليل المطلوبة منها و أخذت له النتائج..اطلع عليها و قال" حسنا..هل انهيت الملفات؟" ردت" ليس بعد..لم أجد وقتا لها..لقد .." قاطعها" أعذار و أعذار لا تنتهي..اذهبي و انهي عملك" ..عادت الى غرفة المساعدين و ما ان جلست حتى استدعاها من جديد..ذهبت اليه فقال" أيتها المتدربة..أريدك أن تحضري لي كوبا من القهوة و قطعة مرطبات..و لا تتأخري..هيا بسرعة" رمقته بنظرة غاضبة قبل أن تندفع مسرعة الى الكافيتيريا و تحضر ما طلبه منها..وضعت القهوة و قطعة المرطبات على الطاولة و همت بالخروج فسألها" هل سمحت لك بالذهاب؟" التفتت اليه و بقيت تنتظر أوامره فابتسم و قال" لا شيء..تستطيعين الذهاب" عضت هزان شفتها السفلى بغضب و هي تلعنه في أعماقها..انه مستفز الى درجة لا تطاق..لكنها تعجز عن تجاوز حدودها معه و الا خسرت فرصة تدريبها و تلطخت سمعتها المهنية الى الأبد..تمالكت نفسها و عادت الى العمل..و بعد ساعتين..أنهت كل الملفات المطلوبة..ابتسمت بسعادة و حملتها بين يديها و ذهبت الى مكتب ياغيز..طرقت الباب برجلها فسمعته يأذن لها بالدخول..ففعلت و وضعت الملفات على الطاولة و هي تقول" لقد أنهيت عملي أستاذ" ألقى ياغيز نظرة على الملفات قبل ان يرفع عيونه نحوها و يسألها ببروده المعتاد" و هل تنتظرين مني أن أشكرك مثلا لأنك قمت بعملك؟ انسي الأمر..خذي حقيبتي و معطفي و اتبعيني الى مرآب السيارات" قطبت جبينها و تمتمت" لكن أنا.." قاطعها و هو يقترب منها كثيرا حتى صارت تشعر بأنفاسه تلفح وجهها" ألم أقل لك لا تعترضي..هيا..اتبعيني" مشت هزان خلفه و هي تحمل حقيبته و معطفه..وصلا الى المرآب ففتح سيارته المرسيدس الرمادية و هو يقول" ضعي الحقيبة على المقعد الخلفي و ألبسيني معطفي" رفعت هزان حاجبها استغرابا من وقاحته التي لا حدود لها..لكنها وجدت نفسها مجبرة على تنفيذ ما طلبه..اقتربت منه و ألبسته معطفه فلم يكلف نفسه عناء شكرها بل اشار لها بيده بأن تذهب..تحركت ببطء و الغضب و التعب قد أخذا منها كل مأخذ..أما هو فألقى نظرة عليها قبل أن يمتطي سيارته و ينطلق بها..اتصلت هزان بأبيها و أعلمته باقتراح نازلي فلم يعترض و شجعها على الانتقال للسكن معها قريبا من المشفى فعادت تلك الليلة الى منزل خالتها و حزمت أغراضها قبل أن تنتقل في الصباح الى شقة نازلي..
( بنات التفاعل مو متل العادة صراحة..لا تنسوا التصويت و حاولوا تتكهنوا شو رح يصير بعدين و اعطوني ملاحظاتكم عالقصة..كل الحب ❤️)

المُتدرّبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن