30..لحظات حرجة

2.2K 66 18
                                    

وضعت هزان يدها على مكان الجرح و ضغطت لكي تمنع النزيف و بيدها الأخرى أخرجت هاتفها و استدعت سيارة الإسعاف..تجمع الناس حولها و راحوا يسألون عما جرى لكنها لم تهتم بالإجابة عليهم لأنها كانت مشغولة بياغيز الذي شحب وجهه و تثاقلت أنفاسه و صار يفتح عيونه بصعوبة..حدثته بصوت مرتعش" ياغيز..حبيبي..افتح عيونك..انظر إلي..و ابقى معي..أرجوك..لا يجب أن تنام..أتوسل إليك حبيبي..لا تتركني..لا تكن ضعيفا و لا تستسلم..أنا هنا..معك..انظر إلي" فتح عيونه و نظر إليها ثم رد و ابتسامة باهتة تلوح على شفتيه" هزان..لا تقلقي..سأكون بخير..و حتى ان لم أكن..يكفيني بأن يكون وجهك هو آخر ما أراه..أنا محظوظ لأنك معي..و لأنك تحبينني..لا تبكي..لا أريد..أن..أرى..دمو..عك" نطق تلك الكلمات ثم اختلج جسده بقوة و غاب عن الوعي..ارتعبت هزان و راحت تلامس وجهه و تشهق بالبكاء..لم تتأخر سيارة الإسعاف في الوصول فصعدت هزان بجانب ياغيز و جثت بقربه و راحت تتأمل وجهه بعيونها الدامعة

لم تتأخر سيارة الإسعاف في الوصول فصعدت هزان بجانب ياغيز و جثت بقربه و راحت تتأمل وجهه بعيونها الدامعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و تلامس خصلات شعره و تحدثه بصوتها الذي خنقته العبرات" حبيبي..أنا هنا..معك..و بجانبك..افتح عيونك..انظر إلي..تماسك..و كن قويا من أجلي..إياك أن تستسلم و تترك نفسك..إياك أن تفعل بي هذا..لست مستعدة أن أخسرك..أبدا..أبدا..أنت كل حياتي..أنت الرجل الأول و الأخير في قلبي..أنت من لم يتردد ثانية لكي يحميني بروحه و يدافع عني..لا تتركني..لأنني لن أكون قادرة على العيش بدونك..أرجوك ياغيز..كن قويا لأجلي..لأجلنا أنا و أنت" قال المسعف بنبرة قلقة" نبضه غير منتظم و ضغطه في تراجع مستمر" رمقته هزان بنظرة غاضبة و صاحت به بعصبية" و لماذا تقول هذا؟ لكي تجعلني أخاف و أقلق؟ ..ياغيز بخير..أنا أعلم ذلك..سيكون بخير لأجلي..لن أخاف أو أقلق..هو لن يذهب إلى أي مكان و يتركني" ارتفع صوت آلة مراقبة نبضات القلب بصوت مزعج معلنا دخول ياغيز في مرحلة خطرة من الرجفان البطيني قبل أن يتوقف قلبه فجأة عن الخفقان..حملقت هزان في رسم مخطط القلب الذي صار خطا متواصلا و شعرت بأن صدرها يضيق و أنفاسها تذهب سدى..لم يكن ذلك وقت الصدمة و لا الاندهاش..هي دكتورة..و هذه مهمتها..انقاذ الحيوات..و حياة الشخص الراقد أمامها أهم و أغلى حياة بالنسبة إليها..أخذت جهاز الصدمات الكهربائية او جهاز مزيل الرجفان بيدين مرتعشتين و طلبت من المسعف أن يعيّره على المئة و خمسين جول و صعقت به ياغيز لكنه قلبه لم يستجب..امتلأت عيونها بالدموع و اختنق صوتها و هي تطلب من المسعف أن يعيد تعيير الجهاز ثم صعقته من جديد و مرت ثواني الانتظار طويلة و كأنها الأبد الى أن عاد قلبه ينبض من جديد..وضعت هزان رأسها على كتفه و بكت في صمت..ثم رفعت عيونها نحوه و بقيت تتأمله في صمت و تراقب نسق تنفسه الهادئ حينا و المضطرب أحيانا..

المُتدرّبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن