36..الفصل الأخير

2.7K 79 27
                                    

تمالك ياغيز نفسه و مسح دموعه و انطلق بسيارته الى العنوان الذي أعطاه إياه سركان..وقف أمام المنزل و طرق الباب لمرة و لأكثر من مرة لكن دون جدوى..و يبدو بأن طرقاته الملحّة قد أزعجت الجيران فأطلّت عجوز برأسها من نافذة المنزل المجاور و خاطبته بإمتعاض واضح" توقف عن الطرق أيها السيد..نادية و ابنتها ليلى ليستا هنا..لقد تركتا المنزل قبل ساعتين تقريبا و ذهبتا..كف عن ازعاجنا لو سمحت" سألها ياغيز" هل تعرفين الى أين ذهبتا سيدتي؟" ردت العجوز" و ما يدريني أنا؟ كل ما أعرفه بأن إمرأة شقراء أتت و قامت بإصطحابهما في سيارتها السوداء الضخمة" عرف ياغيز من وصف العجوز للمرأة بأنها صدف و تأكد بأنها تسدّ كل الطرق أمامه لكي لا ينجح في الوصول الى هزان..عاد الى سيارته و اتصل بسركان ليعلمه بما جرى..فطلب منه أن يرسل اليه فيديو هزان لكي يفحصه مع الفريق التقني للشرطة..ففعل..و قضى بعض الوقت يتجول بسيارته دون هدى من هنا إلى هناك لا يعرف الى أين يذهب..خطر على باله بأن يذهب الى أي حانة لكي يغرق همومه بالمشروب لكنه تذكر الوعد الذي قطعه لنفسه بألا يقرب الخمر مرة أخرى..و لن يخلف بوعده أبدا..و الأهم بأنه صار يعي جيدا بأن الخمر لن تحل مشاكله و لن تعيد له هزان..اشترى سندويشا و زجاجة عصير و بقي ينظر اليهما وقتا طويلا قبل أن يأخذ قضمة من الخبز و رشفة عصير ثم أعطى البقية لطفل صغير وجده جالسا على قارعة الطريق..عاد إلى المخفر لأنه لم يكن قادرا على العودة الى المنزل..دخل إلى مكتب سركان فلم يجده..سأل عليه فأخبروه بأنه في قسم الفرقة التقنية..جلس ينتظر عودته..رفع عيونه نحو الساعة الحائطية قبالته..انها تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل..لم يداعب النوم أجفانه و لم يكن يشعر لا بالتعب و لا بأية مشاعر اخرى كالجوع أو العطش و غيرها..الشعور الوحيد الذي كان يسيطر عليه هو خوفه على هزان و احتياجه اليها..أخذ هاتفه و أعاد مشاهدة الفيديو الذي تظهر فيه مرة أخرى..حاول أن يركز أكثر هذه المرة لعله يسمع صوتا يدلّه على المكان المحتجزة فيه..استمع بإنتباه المرة تلو الأخرى فتنبّه الى وجود صوت طائرة تحلّق بالقرب من المكان..كان صوتها يوحي بقربها..انتفض واقفا و هم بالخروج من المكتب عندما ارتطم بسركان الذي كان على وشك الدخول..قال سركان

قال سركان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" ياغيز..خيرا ان شاء الله؟ ماذا تفعل هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ لماذا لم تذهب الى المنزل لكي تنام و .." قاطعه بعصبية" سركان..اصمت قليلا..انظر ماذا وجدت..الفيديو الذي تظهر فيه هزان..استمتعت اليه كثيرا..فلفت انتباهي صوت طائرة..اسمع بنفسك..ركز..في الثانية الخامسة و العشرين بعد الدقيقة..اسمع" و أسمعه المقطع فإبتسم سركان و رد بهدوء" نعم..معك حق..و نحن أيضا لاحظنا ذات الشيء..ياغيز..أقدّر حماسك..لكن..تعالى..اجلس أولا..و سأطلب لنا قهوة ثم نتكلم بطريقة منطقية..اتفقنا"  تمتم ياغيز "اللعنة على العقل و المنطق..لا أريد قهوة و لا أريد شيئا..أريد أن أجد هزان..هذا فقط ما أريده" رمقه سركان بنظرة استغراب و علّق ساخرا" أتعلم؟ أنت تبدو في هذه اللحظة كطفل صغير يريد الحصول على لعبته المفضّلة مهما كلفه ذلك..كفاك طفولية و تعالى..اجلس" ارتمى ياغيز على الكرسي و هو يتأفف ..طلب سركان قهوة لكليهما و انتظر وصولها ثم أغلق الباب و أعطى الفنجان لياغيز فأخذه على مضض..ارتشف سركان رشفة من قهوته و قال" ياغيز ..أقدر قلقك على خطيبتك و رغبتك في الوصول اليها قبل أن يصيبها مكروه..لكن..أتعلم كم من مطار لدينا في تركيا؟ هل هناك ما يدلّنا على المكان المحدد الذي تحتجز فيه هزان؟ و مالذي يضمن لنا بأنهم سيبقونها في ذات المكان بعد الفيديو؟ ألا يعقل بأن يغيروا مكانها كل ساعة او ساعتين مثلا؟ جائز طبعا..لست أقول هذا الكلام لكي أحبطك أو أجعلك تيأس..لكن لكي تفكر بطريقة منطقية تجعلنا نصل الى هزان في الوقت المناسب" سأله ياغيز" و كيف سنفعل ذلك؟" طأطأ سركان رأسه و أجاب" هذا منوط بك أنت..و بلقائك المنتظر في الغد..مع صدف" وضع ياغيز الفنجان على الطاولة و سأل من جديد" و هل أنا مضطر أن ألتقي بها؟ و لماذا قد أفعل؟ مالذي تريد مني أن أفعله؟ هل اجبرها على اعطائي العنوان؟ و كيف سأنجح في ضبط أعصابي و أنا أمامها؟ ارجوك سركان..أعفني من الالتقاء بها" ربت سركان على يده و رد" اسمع ياغيز..ستلتقي بها..ان كنت تريد العثور على هزان فستفعل..و ستجهز لها ما طلبته..الطائرة الخاصة و المال..و كل ما عليك فعله هو أن تضع هذا الجهاز الصغير في ثيابها..انه جهاز تعقّب..انها الطريقة الوحيدة التي ستساعدنا و ستسهل علينا عملنا..ماذا قلت؟" صمت ياغيز لبعض الوقت ثم قال" حسنا..سأفعل..مع أنني كنت أفضّل بأن نضع هذا الجهاز في سيارتها دون أن أتكبّد أنا عناء الاقتراب منها" ابتسم سركان و أجاب" من سيضمن لنا بأنها ستستقل نفس السيارة التي تتنقل بها عندما تذهب الى هزان؟ و قد تتساءل بينك و بين نفسك عن سبب عدم القاءنا للقبض عليها عندما تلتقي بها و الإجابة بسيطة هي أننا لا نضمن بألا تكون قد أعطت تعليماتها لكلابها بأن يؤذوا هزان اذا تم القبض عليها..اخي..تأكد بأننا لن نقدم على القيام بأية خطوة قد تعرض حياتها للخطر..تدخلنا سيكون مدروسا و منظما و سريا للغاية لكي لا تنتبه صدف فتباغتنا بحركة غير متوقعة..اتفقنا؟" طأطأ ياغيز رأسه و غمغم بصوت مخنوق" اتفقنا..المهم أن تكون هزان بخير" ...
في مصنع الخشب..غفت هزان على كرسيها من شدة التعب بعد أن هدّها التفكير فيما يحدث..أيقظها أحد الرجال قائلا" هيا..انهظي..سنتحرك" فتحت عيونها على مهل و سألت" الى أين؟" ضحك دوغان و أجابها" طبعا لن أجيبك على سؤالك..كل ما يجب أن تعرفينه هو أننا سنغير مكاننا" و أعاد تعصيب عيونها و فك قدميها ثم اقتادها الى الخارج..حاولت هزان أن تتخلص من قبضته و أن تركض بعيدا لكنه صفعها على وجهها و أحكم وثاقها و راح يجرها جرّا..قامت هزان بعدّ الخطوات التي خطوها قبل أن يركبوا سيارة..خمس و عشرون خطوة بين الباب و السيارة..انطلقت السيارة و واصلت هزان العدّ لعلّ ذلك يساعدها على تحديد المسافة بين المكان الأول و الثاني..دورتان فقط ثم توقفت السيارة من جديد..قام دوغان بإنزالها  فكررت عدّ الخطوات فإذا هي خمس و عشرون..و ما ان فتح دوغان باب المكان و سمعت هزان ذات الصرير المزعج للباب الحديدي و اشتمّت رائحة الخشب من جديد حتى فهمت بأنهم أعادوها الى نفس المكان..و لم يكن اخراجها و اعادتها إلا لإيهامها بأنهم قاموا بنقلها الى مكان آخر..لم تستطع تمالك نفسها فإنفجرت ضاحكة بصوت عالي..سألها دوغان و هو يعيد تقييد قدميها إلى الكرسي" مالذي يضحكك يا هذه؟" أجابت هزان دون أن تتوقف عن الضحك" المضحك..أنكم..تظنون أنفسكم..أذكياء للغاية..تريدون إيهامي بأنكم نقلتموني الى مكان جديد بينما نحن عدنا إلى ذات المصنع القديم..فها أنا أشمّ رائحة الخشب من جديد و أسمع صرير الباب الذي يصمّ الآذان..أنا لست غبية يا هذا..توقفوا عن القيام بهذه الحركات البلهاء" أمسكها دوغان من شعرها و شدّها بقوة و صاح بها" اخرسي يا هذه..و لا تتحاذقي..و لا تنسي بأنك مازلت مسجونة عندنا و لولا تعليمات السيدة الصارمة بخصوصك لكنت وضعت رصاصة في رأسك و ارتحت من هراءك هذا..و الآن..سأنام..و لا أريد أن أسمع صوتك و إلا حطمت رأسك الصغير هذا..أفهمت؟" أفلتها فصمتت هزان لكي لا يؤذيها و لا يؤذي صغيرها المستقر في بطنها..و ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت شخير دوغان يعلو مؤذنا بغرقه في نوم عميق..حاولت هزان أن تحرر يديها لكن القيود كانت موثقة بقوة فأراحت رأسها على كتفها و راحت تفكر في حبيبها ياغيز الى أن غلبها النعاس و نامت..
في الصباح..شرب ياغيز كأسا من الشاي في المخفر بعد أن قضى ليله كله ساهرا يفكر في هزان..رن هاتفه فقرأ فيه رسالة أرسلتها له صدف تقول فيها" تعالى الى العنوان المسجل أسفله و أحضر معك المال الذي طلبته..و إياك أن تخبر الشرطة أو أن تقرر القيام بأية حماقة أخرى و إلا ستدفع حبيبتك الثمن..العنوان.. شقة ثلاثون..شارع التحرير..بيكوز..أنتظرك على أحر من الجمر..صدف" ..لمس ياغيز كتف سركان النائم على كرسيه أمامه ففتح عيونه و نظر اليه..قال ياغيز" آسف لأنني أيقظتك..وصلتني هذه الرسالة من صدف" و أعطاه الهاتف فقرأ سركان ما هو مكتوب ثم وقف و فتح درج مكتبه و مد جهازا صغيرا لياغيز و هو يقول" أنت تعرف جيدا ما تفعله..خذ معك المال..و لا تنسى..حاول أن تسيطر على أعصابك و إياك أن تقوم بأية حركة غير محسوبة لكي لا تتأذى هزان لا سمح الله" ثم اقترب منه و شبك جهازا صغيرا بياقة قميصه و هو يضيف" و هذا جهاز تنصت صغير سيجعلنا نسمع كل ما يدور بينكما لعلنا نستقي من كلامها أية معلومة تفيدنا..هيا يا أخي..اذهب و لا تتأخر عليها..و كن حذرا" تجهم وجه ياغيز و تمتم" سأفعل..الى اللقاء" ثم خرج و ركب سيارته..مر على البنك و سحب المبلغ المتفق عليه ثم اتجه مباشرة الى الشقة..طرق الباب فوجده مفتوحا..دخل بخطوات حذرة و راح يتلفّت يمنة و يسرة..سمع صوتها يأتي من خلفه و هي تقول" أهلا بالوسيم..ألم أخبرك سابقا بأنك ستأتي إلي بقدميك؟ ألم أقل لك بألاّ خلاص لك مني؟ و ها أنت الآن تحت رحمتي كما كنت دائما..منذ أن كنت ولدا صغيرا و حتى هذه اللحظة" جمع  ياغيز قبضته و جزّ على أسنانه و هو يحاول جاهدا أن يسيطر على أعصابه..التفت اليها و رد بهدوء" نعم..لقد قلت لي ذلك..و أنا لم أصدقك..و هذا خطئي" ابتسمت صدف و علّقت ساخرة" أوووو..الدكتور العظيم ياغيز إيجمان يعترف بأنه مخطئ..هذا إنجاز عظيم يسجله التاريخ..كم أنا محظوظة لأنني سمعت هذا الاعتراف من فمك" ثم نظرت الى الحقيبة التي يحملها في يده و سألت" هل أحضرت المال؟" أجاب" بلى..هذا مالك الذي طلبته..و الطائرة ستكون جاهزة متى حددت موعدا..ها قد فعلت كل ما تريدين..و الآن..أين هزان؟ أريد أن أراها و أطمئن عليها" قطبت صدف جبينها و تمتمت بإمتعاض" ستفعل..لا تستعجل..لا أفهم مالذي أعجبك فيها و مالذي وجدته فيها لكي تحبها كل هذا الحب..هل هي أجمل مني؟ أو أذكى مني؟ طبعا لا..و هي لا تحبك أكثر مني..أنا أموت فيك ياغيز..و أتمنى لمسة منك" اقتربت منه و لفّت يديها حول رقبته فاستغل هو الفرصة و ألصق الجهاز في ثيابها ثم أبعدها عنه و هو يجيب" هزان هي المرأة الوحيدة التي تستأهل حبي..و عيوني لا ترى غيرها..فأوقفي ما تحاولين القيام به و خذي ما تريدين و ارحلي بعيدا و ابدئي حياة جديدة..و دعيني أعيش حياتي مع هزان" ضحكت صدف و قالت" هذا رائع..و لم لا أحضر زفافكما و أهنئكما أيضا؟ أنت واهم ياغيز..ان كنت تعتقد بأنك ستتخلص مني فأنت مخطئ..لن أخرجك من رأسي قبل أن أحصل عليك" و اقتربت منه مجددا و وضعت يديها حول وجهه و تمتمت بصوت خافت" لماذا لا تريد أن تفهم بأنك صرت تجري في عروقي مع الدماء؟ صرت مهووسة بك..أحلم بك في نومي و في يقظتي..و كل ما أتمناه هو أن تنظر الي بحب..أن تلمسني..أن تحبّني..حتى و لو كان ذلك لليلة واحدة فقط..و بعدها قد أنجح في اخراجك من رأسي..أهذه تضحية أكبر من أن تقدمها في سبيل استعادتك للمرأة التي تحبها و تنقذها من بين يديّ؟" أبعد ياغيز يديها عنه و رد" آسف..لا أستطيع..ان قبلت القيام بهذا فلن أخسر هزان فقط..بل سأخسر احترامي لنفسي و لن أكون قادرا على النظر الى وجهي في المرآة..اسمعي صدف..هذا كل ما تستطيعين الحصول عليه من قِبلي..المال و التسهيلات اللازمة لكي تغادري البلاد فقط..أما الأمور الأخرى فمستحيل..انسي الأمر..و لا أحتاج أن أذكرك بأنك ان فكرت في ايذاء هزان فهذا سيكون آخر ما تقومين به في حياتك..لن يمنعني اي شيء عن قتلك عندئذ..كوني واثقة تماما مما أقوله" رفعت صدف حاجبها استغرابا و قالت" هذا عجيب حقا..ستتحول لأجل إمرأة من طبيب ينقذ حيوات الناس الى قاتل؟ هكذا إذا؟ كم هي محظوظة هذه الهزان! حسنا..كما تريد..الطائرة يجب أن تكون في المكان الذي سأحدده لك لاحقا على الساعة الثانية بعد الزوال..و ما أن أضع ساقي على متنها حتى أعطيك مكان حبيبتك..و لا أحتاج أن أذكرك بألا تدخل الشرطة في الأمر و إلا خسرت حب حياتك الى الأبد..و الآن..تستطيع الذهاب" و باغتته بقبلة على خده فمسحها بكفّ يده و خرج و هو يلعنها بصوت مكتوم..
في باريس..جلست نازلي قبالة فرمان في مطعم فاخر يقع وسط برج ايفل الشهير يتناولان غداءهما بعد أن قاما بجولة في متحف اللوفر و على متن القارب المكشوف الذي أبحر على نهر السين..أخذت نازلي تتصفح الصور التي التقطاها أما فرمان فتفقد هاتفه و سأل" حياتي..هل اتصلت بك هزان خلال هذين اليومين؟" هزت نازلي رأسها بالنفي و أجابت" لا..و أنا أستغرب ذلك بشدة..اتصلت بها بالأمس لكي أسألها عما تريد أن أحضره لها معي لكنها لم ترد..أتراها بخير؟" تجهم وجه فرمان و قال" و أنا أيضا فعلت ذات الشيء لكن ياغيز لم يرد على اتصالي..و لدي احساس غريب بأنهما ليسا على ما يرام..أترانا اهتممنا بسعادتنا و نسينا أصدقاءنا و انشغلنا عنهم؟ ما رأيك أن أتصل بالعم يشار لعله يجيب على أسئلتي؟" ردت نازلي بحماس" نعم..افعل لو سمحت..دعنا نطمئن عليهم..اتصل و ضعه على مكبّر الصوت لكي أسمع ما يقوله" اتصل فرمان بالعم يشار قائلا" مرحبا سيد يشار..كيف حالك؟" أجاب" أنا بخير بني..كيف حالك أنت ؟ و كيف هو شهر العسل خاصتك؟ هل كل شيء على ما يرام؟" رد فرمان" نحن بخير..و أمورنا على خير ما يرام..باريس مدينة رائعة و مميزة..سيد يشار..بالي مشغول على ياغيز و هزان..نحن نتصل بهما لكنهما لا يجيبان..هلا طمئنتنا عليهما لو سمحت" تلعثم يشار و هو يقول" انهما..بخير..هما فقط..مشغولان بعض الشيء..و لا يريدان ازعاجكما خاصة و أنتما تقضيان شهر عسلكما..أمر طبيعي بني..لا تقلقا..كل شيء على ما يرام" قال فرمان" أرجوك عم يشار..أخبرني الحقيقة..قلبي يخبرني بأن أمرا سيئا قد حدث..أرجوك..أخبرني الحقيقة و لا تخفي عني شيئا" صمت يشار قليلا ثم اجاب" لو علم ياغيز بأنني أخبرتك سيغضب كثيرا..لكنني أعتقد بأنه يحتاجك بشدة..صدف..أرملة أبيه المجنونة..هربت من السجن و قامت باختطاف هزان..و هي الآن تساومه عليها لكي يساعدها على الفرار الى خارج البلاد..هذا ما حدث بني" انتفض فرمان واقفا و سأل بقلق" و متى حدث هذا؟" رد يشار" منذ يومين..في ذات الصباح الذي سافرتما فيه..فكرت أن أتصل بكما لكن ياغيز منعني..لم يرد أن يعكر عليكما صفو سعادتكما" شهقت نازلي و قد شحب وجهها خوفا على صديقتها أما فرمان فأنهى المكالمة و قام بدفع الحساب ثم اصطحب زوجته الى الخارج و هو يقول" نازلي..حياتي..سنضطر أن نعود الى تركيا..و أعدك بأن أعوضك عن شهر العسل هذا" ردت نازلي" لا تقل هذا حبيبي..هزان و ياغيز يحتاجاننا الآن..و أنا لن أكون سعيدة أبدا اذا كانا هما في مصيبة كهذه..هيا..قم بالحجز على أول طائرة لكي لا نتأخر أكثر" و ركضا نحو أول سيارة تاكسي و استقلاها عائدين الى الفندق قبل التوجه مباشرة إلى المطار..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 22, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المُتدرّبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن