هل تسامحني؟

12 4 0
                                    

في وسط حلبة الملاكمة ، وقف (ريوهي) يلهث بعد أن أسقط منازله أرضا ، حبات العرق تنساب عبر تقاسيم جسده وتغطي على ملابس الملاكمة التي يرتديها.

أما (هاياتو) فقد كان يجاهد لأخذ نفس بعد تلك الضربة على صدره الذي يعلو ويهبط بعنف.

تحدث (ريوهي) إليه من بين لهاثه " ألا تزال... مصرا... على الاستمرار؟"

ومن تلك الشاشة الكبيرة الخاصة بالجد (أكما) كان الآساهي الكبار رفقة قائدي الشرطة العسكرية وبعض الطلبة الآخرين - يشاهدون ما يتم بثه عبر كاميرات المراقبة الخاصة ب(يي).

ثبت (تسوشي) نظره جيدا على الشاشة التي تعرض ما يجري في حلبة المصارعة ، هو يظهر ذلك البرود وعدم الاهتمام من خارجه ، إلا أن قلبه كان يتقطع لرؤية ابنه على هكذا حال.

" (هاياتو) يكفي ، لا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به ، لا أريد أن أخسرك أنت الآخر " صرخ (تسوشي) في نفسه بترجي غير عالم بتلك الأذن التي تستمع لأفكار الجميع.

وقف (هاياتو) شيئا فشيئا وهو يسند نفسه بنفسه ، رأسه مخفض لأسفل ولا يرى شئ من معالم وجهه ، وصوت أنفاسه يعلو شيئا فشيئا.

قال وسط أنفاسه المتوالية " لا تجعلني أضحك .... لن أقبل بذلك.... خسرت مرة ... ولن أدع الأمر يتكرر... لن أقبل أن أسمع تلك الكلمات توجه منه لغيري أبدا "

تذكر كيف هزمه (إيتونا) بسهولة في المدرسة ، وكيف أثنى والده عليه في المشفى ، وكيف كان يتحدث عنه عندما عادوا للمنزل.

رفع رأسه وذاك الشرار يتطاير من عينيه جعل من (ريوهي) يجفل للحظة ، صوته المرعب دوى في الأرجاء " سأفوز و أتفوق على الجميع .... حتى يعترف بي والدي ولو لمرة واحدة في هذه الحياة البائسة"

انقض (هاياتو) على (ريوهي) كالنمر الجائع ولم يترك له أي فرصة للدفاع حتى ، اندفع سيل ضرباته التي تعبر عن كمية الغضب والغيرة التي تسكن قلبه.

(تسوشي) فتح عينيه على الآخر وهو يسمع كلمات ابنه ، وانبهر لتلك القوة التي أظهرها على الرغم من تعبه وكثرة الضربات التي تلقاها مسبقا.

" (بورون) ، يبدو أنك لم تعط ابنك حقه من الاهتمام ، مما جعله يحاول جذب انتباهك إليه بكل الطرق الممكنة ، ولكن هذا لم يجدي نفعا ، وعندما أثنيت على شخص آخر أمامه وتحدثت عنه مطولا جعلت نيران الغيرة والغضب تشتعلان عند ابنك ، والآن انظر لنتيجة ما فعلت" قال (أكما) بكل برود وهو مثبت ملكيتيه على المقضود بكلامه بنظرة عتاب.

أخفض (توشي) رأسه بندم، غير قادر على أن يكمل مشاهدة ابنه وتحوله إلى وحش تحركه المشاعر السيئة أمام عينيه.

توالت ذكريات كثيرة إلى عقله فجأة دون أي مقدمات.

" بابا ، انظر لهذه اللوحة ، لقد رسمتها لأجلك"

الجانب الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن